إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

الباحثة الإسرائيلية-الروسية المفقودة في العراق تلقت “تحذرير” من المخاطر – تقرير

بحسب قناة تلفزيونية إسرائيلية فإن مسؤولين نقلوا لإليزابيث تسوركوف تحذيرات بشأن المخاوف على سلامتها قبل زيارتها الأخيرة؛ قناة تلفزيونية عراقية تبث اللقطات "المعروفة الأخيرة" للباحثة الأكاديمية من جامعة برينستون قبل اختطافها

لقطة شاشة من لقطات بثتها قناة "الربيع" العراقية قيل إنها تظهر الباحثة الإسرائيلية الروسية المخطوفة إليزابيث تسوركوف في مقهى ببغداد قبل اختفائها.  (Screenshot from Twitter/used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
لقطة شاشة من لقطات بثتها قناة "الربيع" العراقية قيل إنها تظهر الباحثة الإسرائيلية الروسية المخطوفة إليزابيث تسوركوف في مقهى ببغداد قبل اختفائها. (Screenshot from Twitter/used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

أفاد تقرير أن الباحثة الأكاديمية الإسرائيلية الروسية التي يُعتقد أن مجموعة شيعية راديكالية قوية تدعمها إيران قد اختطفتها في العراق قد حُذرت عدة مرات من السفر إلى البلاد وسط مخاوف على سلامتها.

في تقرير لم يشر إلى مصدر مساء الخميس، ذكرت أخبار القناة 12 الإسرائيلية أن إليزابث تسوركوف (36 عاما)، وهي باحثة إسرائيلية في شؤون الشرق الأوسط أفادت انباء أنها دخلت العراق في أواخر العام الماضي واختفت آثارها في وقت ما في شهر مارس، تلقت تحذيرات شخصية في الأشهر الأخيرة بشأن سفرها إلى العراق في أعقاب إقامات متكررة لها في البلاد.

وأكد مسؤول حكومي إسرائيلي يوم الأربعاء أن تسوركوف قامت برحلات سابقة إلى العراق، الذي يعتبره إسرائيل بلد عدو. (نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين عراقيين قولهم إنها زارت البلاد أكثر من 10 مرات). بحسب القانون الإسرائيلي، من غير القانوني لمواطنين إسرائيليين دخول دول معادية، حتى لو كان ذلك بجواز سفر أجنبي.

تسوركوف كانت في زيارة للعراق لإجراء أبحاث حول الفصائل المدعومة من إيران في البلاد، ولا سيما حركة الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وكانت تسوركوف، بصفتها طالبة دكتوراه في جامعة “برينستون”، قد أجرت سابقا عملا ميدانيا في سوريا والعراق والأردن وتركيا ودول أخرى في المنطقة، وفقا لموقعها الإلكتروني.

وذكرت القناة 12، دون أن تنسب المعلومات إلى مصدر، أن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، الذي تولى في السابق أيضا منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي، بعث برسالة إلى واشنطن وموسكو في الأشهر الأخيرة أبلغهما فيها أن جنسية تسوركوف الروسية-الإسرائيلية المزدوجة وعملها “يعرضانها للخطر”.

وتم نقل هذا التحذير إليها شخصيا من قبل مسؤولين في إسرائيل، بما في ذلك قبل زيارتها الأخيرة، وفقا للتقرير.

إليزابيث تسوركوف في صورة غير مؤرخة (from elizabeth-tsurkov.net)

وقال دبلوماسي غربي في العراق إن تسوركوف وصلت بغداد “في بداية ديسمبر 2022″.

يوم الأربعاء، كشف ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن اختطافها واتهم جماعة “كتائب حزب الله”، وهي فصيل قوي تابع لـ”قوات الحشد الشعبي” المكونة من قوات شبه عسكرية سابقة مدعومة من إيران تم دمجها في قوات الأمن العراقية، باحتجاز تسوركوف.

وحذر ديوان نتنياهو العراق بأنه يعتبره “مسؤولا عن مصيرها وسلامتها”.

وبحسب مصدر استخباراتي عراقي، تم اختطاف تسوركوف في بغداد “في بداية شهر رمضان”، الذي بدأ هذا العام في 23 مارس، “بينما كانت تغادر مقهى رياض علوان” في حي الكرادة بالعاصمة العراقية، حسبما ذكرت نيويورك تايمز، وهي منطقة  “مليئة بالمقاهي ومحلات الملابس والأسواق” يرتادها الرعايا الغربيون.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن مسؤولا عراقيا كان على اتصال مع تسوركوف قال إنها اختُطفت في شقتها في حي الكرادة، وأن زميلتها في السكن، وهي باحثة عراقية، اختُطفت أيضا. تم إطلاق سراح زميلتها في السكن، التي لم يذكر اسمها، بعد أسبوعين من اختطافها وتركت العراق بعد وقت قصير من ذلك، وفقا للتقرير، الذي أضاف أنها عادت مؤخرا.

بعد أيام من اختفاء تسوركوف، أفاد موقع إلكتروني محلي عراقي أن السلطات العراقية اعتقلت مواطنا إيرانيا كان متورطا في اختطافها. وزعم الموقع أن السفارة الإيرانية في بغداد تضغط من أجل إطلاق سراح الرجل وترحيله إلى إيران.

بحسب التقرير في “كان”، قال المصدر العراقي إنه وآخرون تواصلوا مع المخابرات العراقية قبل نحو شهرين بشأن تسوركوف، قبل أن يصبح اختفاؤها معروفا على نطاق واسع.

وقال المصدر، الذي أفادت “كان” بأنه مقرب من الكاظمي، رئيس الحكومة العراقي السابق الذي شغل المنصب من 2020-2022 ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حليف للولايات المتحدة، “قيل لنا أنها بخير وأنها لم تعد في العراق وإنما عادت إلى الولايات المتحدة. لقد كذبوا علينا”.

يُنظر إلى رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني على أنه أكثر ارتباطا بإيران.

وبحسب المسؤول الذي تحدث إلى “كان” فإن تسوركوف احتُجزت بداية من قبل المخابرات العراقية وتم تسليمها بعد ذلك لكتائب حزب الله. الإيرانيون، بحسب المسؤول، متورطون في اختطافها.

محمد شياع السوداني، الذي كان حينها مرشحًا لمنصب رئيس الوزراء العراقي، يلقي كلمة خلال جلسة البرلمان للتصويت على الحكومة الجديدة في بغداد، العراق، 27 أكتوبر 2022. (Iraqi Parliament Media Office via AP)

يوم الخميس، أصدرت كتائب حزب الله، وهي كيان منفصل عن منظمة “حزب الله” اللبنانية، بيانا مبهما ألمحت فيه إلى عدم تورطها في اختفاء تسوركوف وقالت إنها تبذل كل ما في وسعها لكشف مصير “الرهينة أو الرهائن الصهاينة” في البلاد.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من العراق منذ اختفاء تسوركوف.

وقال مكتب نتنياهو إن تسوركوف دخلت العراق “بجواز سفرها الروسي بمبادرتها الخاصة في إطار عملها على رسالة الدكتوراة وبحثها الأكاديمي نيابة عن جامعة برينستون في الولايات المتحدة”.

في إفادة لصحفيين إسرائيليين يوم الأربعاء، قال مسؤول حكومي إن تسوركوف ما زالت على قيد الحياة وبصحة جيدة وأن الحكومة الإسرائيلية على اتصال بأسرتها.

وقال المسؤول إن تسوركوف اختُطفت بسبب جنسيتها ونفى ما تردد في وسائل الإعلام العربية بأنها كانت تعمل لحساب المخابرات الإسرائيلية.

وأضاف: “إنها بكل تأكيد ليست عضوا في الموساد، نقطة”.

يوم الخميس، بثت “كان” في تقريرها أيضا لقطات بثتها قناة تلفزيونية عراقية زعمت أنها تظهر اللقطات “المعروفة الأخيرة” لتسوركوف قبل اختطافها، والتي تم الحصول عليها من كاميرات الأمن في المقهى. كان برفقة تسوركوف رجل لم يتم تحديد هويته، حسبما يظهر في الفيديو.

وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن مسؤولي الأمن الإسرائيليين يعملون مع نظرائهم الأمريكيين والروس لتحرير تسوركوف بأسرع وقت ممكن.

تسوركوف، التي أدت الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي وتتحدث اللغات الإنجليزية والعبرية والروسية والعربية، حاصلة على شهادتين في العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط من الجامعة العبرية وجامعة تل أبيب، وهي زميلة في معهد “أمريكان نيو لاينز” و”منتدى التفكير الإقليمي” الإسرائيلي-الفلسطيني ومقره القدس.

كما أنها عملت لسنوات مع الوزير الإسرائيلي السابق ناتان شرانسكي، حسبما قال شرانسكي يوم الأربعاء.

وقال معهد نيو لاينز إن آخر اتصال له مع تسوركوف كان في 19 مارس . وورد أنها أخبرت زملائها أنها “سئمت من إجراء بحث ميداني في الشرق الأوسط وترغب في العودة إلى برينستون”.

بعد أسبوع واحد فقط، تم إبلاغ موظفي نيو لاينز باختطافها في بغداد، وقرروا عدم الإعلان عن الحدث على أمل الإفراج السريع عنها و”احتراما لرغبات عائلتها”، وفقا لمقال نُشر في مجلة المعهد.

يوم الخميس، أعاد موقع “واينت” الإسرائيلي نشر تقرير معمق (رابط بالعبرية) نشره في يوليو 2019 كتبته تسوركوف عن الموصل التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وتداعيات ذلك، أعربت فيه عن بعض الهواجس بشأن وجودها في البلاد.

اجتاح التنظيم سيئ السمعة الموصل عام 2014 وسيطر على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا في أوج دولة الخلافة. بحلول عام 2019، كان داعش قد فقد الكثير من تلك الأراضي وسط حملة بقيادة الولايات المتحدة لطرد التنظيم من العراق وسوريا.

في مقالها، كتبت تسوركوف أنها “مترددة بشأن زيارة الموصل، ويرجع ذلك جزئيا إلى وجود الميليشيات الشيعية في المدينة والهجمات التي تواصل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذها”.

“لكن دعوات صديقتي العزيزة المقيمة في الموصل لزيارة المدينة وتناول طعامها أقنعتني. في الطريق من أربيل [عاصمة كردستان العراق]، عندما اجتزت المزيد والمزيد من نقاط التفتيش التابعة للميليشيات، فكرت في نفسي كم سيكون من الغباء أن أواجه مشاكل في الموصل لمجرد أنني لم أحب رفض الدعوة”، كما كتبت في مقالها.

اقرأ المزيد عن