البابا فرنسيس يستضيف عائلات الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة ويتعهد بالعمل لإعادتهم
في لقاء عُقد في الفاتيكان مع أقارب الأسيرين وجنديين تحتجز الحركة رفاتهما في غزة، الحبر الأعظم يقول إنه سيتواصل مع الحكومات والزعماء الدينيين المسلمين
تعهد البابا فرنسيس يوم الأربعاء بالعمل على إعادة مواطنين إثنين ورفات جنديين إسرائيليين تحتجزهم حركة حماس في غزة.
بحسب مسؤولين إسرائيليين، تعهد البابا بذلك خلال لقاء استمر لمدة 45 دقيقة مع عائلات الأسرى في الفاتيكان.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن “البابا وعد بالعمل مع الحكومات والزعماء الدينيين، بما في ذلك الزعماء المسلمون، لإعادة الأبناء”.
تربط فرنسيس علاقة صداقة وثيقة بالإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذي يعتبره الكثيرون أعلى سلطة سنية في الفقه الإسلامي.
تحتجز حماس حاليا إسرائيليين اثنين على قيد الحياة هما هشام السيد وأفيرا منغيستو، بالإضافة إلى رفات جنديين قُتلا في حرب غزة عام 2014، وهما أورون شاؤول وهدار غولدين.
وتحدث فرنسيس مع كل عائلة وأعرب عن تضامنه الخاص مع أمهات الأسرى.
وقال، بحسب السفارة الإسرائيلية لدى الكرسي الرسولي: “من الصعب للغاية تهدئة دموع الأمهات”.
تأتي الزيارة، التي نظمتها وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع، في إطار حملة إسرائيلية لإبقاء الوعي على الصعيد الدولي بشأن الأسرى. ورافق العائلات سفير إسرائيل لدى الفاتيكان، رافي شوتس، ورئيسة مكتب الشؤون اليهودية وديانات العالم في وزارة الخارجية شولي دافيدوفيتش.
طلب شوتس الاجتماع لأول مرة في شهر أكتوبر.
ولم يكن الحدث عبارة عن اجتماع خاص رسمي يُعقده مع رئيس دولة، لكنه كان جزءا من لقاءات رسمية يستقبل البابا من خلالها الجمهور بانتظام أيام الأربعاء.
بدأ اللقاء في الساعة الثامنة صباحا، واعتذر البابا فرنسيس من العائلات بسبب الوقت المبكر للقاء. وبحسب أفراد حضروا في المكان، خصص البابا وقتا للاستماع إلى كل أسرة.
كما طلب البابا تقارير عن خلفية كل واحد من الإسرائيليين الأربعة، والتي تعمل وزارة الخارجية على إعدادها.
وقال شوتس إن “اللقاء كان عملا إنسانيا مفيدا، وآمل أن يُترجم إلى مساعدة ملموسة من البابا بهدف إعادة الأبناء إلى الديار وتخفيف معاناة العائلات”.
ليست هذه هي القضية الوحيدة التي يحاول البابا فرانسيس لعب دور فيها حاليا. بحسب الحبر الأعظم، فقد مرر قوائم بأسماء أكثر من 300 أسير حرب أوكراني إلى موسكو لتسهيل صفقات تبادل أسرى.
ومن المقرر أن تلتقي العائلات بمسؤولين إيطاليين كبار آخرين، من ضمنهم نائب رئيسة الحكومة ورئيس مجلس النواب وقادة يهود.
كما قامت العائلات الأربع بإضاءة شموع بمناسبة عيد الحانوكا (الأنوار) في منزل سفير إسرائيل لدى إيطاليا ألون بار. من بين الحضور كان أيضا رئيس أركان الجيش الإيطالي الأدميرال جوزيبي كافو دراغوني.
لمانغيستو والسيد تاريخ من الأمراض النفسية، ولقد عبرا حدود غزة طواعية بين عامي 2014 و2015 ومنذ ذلك الحين أصبحا محتجزين لدى حماس.
وقُتل الجنديان، شاؤول وغولدي، خلال حرب عام 2014 وقامت حماس باحتجاز رفاتهما. وطلبت عائلتاهما مرارا من الحكومة الإسرائيلية العمل من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى لإعادة جثماني ابنيهما.
سعت إسرائيل إلى مثل هذه الصفقة، لكنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع حماس في السنوات الثماني التي تلت ذلك، حيث ورد أن الحركة تسعى إلى إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
في يونيو، أفادت قناة “الميادين” اللبنانية أن حماس مستعدة لإجراء “تبادل عاجل للأسرى لأسباب إنسانية” والإفراج عن السيد مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية.
ويُنظر إلى قناة الميادين، وهي شبكة تلفزيونية لبنانية، على أنها مقربة من منظمتي حزب لله وحماس.
في وقت سابق من هذا العام، تحدثت تقارير عن عرض إسرائيلي لتبادل مئات الأسرى الفلسطينيين المدانين بارتكاب مخالفات أمنية- ولكن ليس القتل – مقابل الجثث والأسرى. ورفضت حماس الاقتراح، وطالبت بالمزيد في المقابل، وتوقفت المحادثات بين الطرفين.