الانتخابات تلوح في الأفق بعد أن أمر كبار الحاخامات حزب “يهدوت هتوراة” الحريدي بالانسحاب من الحكومة
الزعماء الروحيون للحزب الأرثوذكسي المتشدد يرفضون بحسب تقارير التحدث مع نتنياهو؛ ومع ذلك، لا يمكن ل"يهدوت هتوراه" إسقاط الحكومة، وسيكون بحاجة لدعم حزب "شاس" للقيام بذلك

تواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أزمة حادة يوم الأربعاء بعد أن أصدر الزعماء الروحيون لحزب ”ديغل هتوراه“، أحد الفصيلين المكونين لحزب ”يهدوت هتوراة“ الحريدي، تعليمات لأعضاء الكنيست التابعين لهم بتقديم مشروع قانون لحل الكنيست بسبب فشل الائتلاف في تمرير مشروع قانون يعفي طلاب المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية، وهو هدف طالما سعى إليه حزب يهدوت هتوراة.
صباح الأربعاء، تلقى رئيس حزب ديغل هتوراة، النائب موشيه غافني، التعليمات من الحاخامات موشيه هيرش، عميد معهد “شلودكا” الديني في بني براك، ودوف لاندو، الزعيم البارز لما يسمى التيار الليتواني من الحريديم غير الحسيديين ورئيس مجلس حكماء التوراة في الحزب.
في رسالة إلى “تايمز أوف إسرائيل”، أكد عضو الكنيست عن يهدوت هتوراة، يتسحاق بيندروس، توجيه لاندو، قائلا إن نواب حزبه تلقوا مكالمة هاتفية من الحاخام الأكبر.
أما الفصيل الآخر الذي يشكل حزب يهدوت هتوراة، وهو حزب “أغودات يسرائيل” بزعامة يتسحاق غولدكنوبف، رئيس يهدوت هتوراة، فقد أفادت التقارير أنه يضغط بالفعل من أجل تقديم مشروع قانون لحل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة.
وردا على ذلك، أعلنت أحزاب المعارضة ”يش عتيد“ و”يسرائيل بيتينو“ و”الديمقراطيون“ أنها ستقدم مشروع قانون لحل الكنيست يوم الأربعاء المقبل. وهذا يعني أنه سيكون أمام نتنياهو أسبوع واحد لمحاولة حل الأزمة، بالإضافة إلى الفترة التي سيستغرقها التصويت على مشروع القانون في البرلمان.
في حين أن الحريديم قد تراجعوا مرارا وتكرارا عن إنذاراتهم السابقة، فإن التطورات الأخيرة – بما في ذلك خطط الجيش الإسرائيلي لزيادة عدد أوامر التجنيد المرسلة إلى الشباب الحريديم – قد أدت إلى اقتراب علاقتهم مع نتنياهو من نقطة الانهيار.

ومع ذلك، لا توجد ليهدوت هتوراة، الذي لا يوجد له سوى سبعة مقاعد في الكنيست، القدرة على إسقاط الحكومة بمفرده، حيث يسيطر ائتلاف نتنياهو حاليا على 68 مقعدا من أصل 120. وبالتالي، فإن أي محاولة من جانب الحزب لتحقيق ذلك ستتطلب تعاون حزب “شاس” السفاردي.
محبطون من إدلشتاين
جاءت تعليمات الحاخامين هيرش ولاندو بعد أن فشلت محاولة أخيرة بين ممثلي الحريديم وعضو الكنيست عن حزب “الليكود” يولي إدلشتاين مساء الثلاثاء في ايجاد أرضية مشتركة. وتحت رئاسة إدلشتاين، تعكف لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست على مراجعة مشروع قانون مدعوم من الحكومة لتنظيم التجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وجاء في بيان صادر باسم هيرش: ”بعد أن أطلع أعضاء الكنيست هيرش الليلة الماضية على تفاصيل الاجتماع مع إدلشتاين، أصبح من الواضح أنه لم يتم إحراز أي تقدم على الإطلاق بشأن مسودة مشروع القانون. وبناء على ذلك، سيأمر رئيس اليشيفا بالانسحاب من الائتلاف في المستقبل القريب“.
وقد تعهد إدلشتاين بأن أي قانون يصدر عن لجنته سيفرض عقوبات على المتهربين من التجنيد، وهو موقف بدا أنه تمسك به مساء الثلاثاء.
أثار رفض إدلشتاين التنازل عما يعتبره قضايا أساسية تتعلق بالتشريع المتعلق بالتجنيد انتقادات شديدة من قبل الحريديم وكبار أعضاء حزبه.
وفي حديثه مع موقع “بيحادري حريديم” الإخباري الحريدي، اتهم أحد كبار المسؤولين في حزب يهدوت هتوراة إدلشتاين بوضع ”علماء التوراة في وضع أسوأ من المتسللين الإريتريين“، بينما نقل مراسل القناة 12 عميت سيغل عن مسؤول كبير في حزب الليكود لم يذكر اسمه اتهامه للنائب المخضرم بإسقاط الحكومة في وقت الحرب ”بسبب اعتبارات سياسية ضيقة وثأر شخصي“.

وردا على ذلك، سخر معيان سامون، المتحدث باسم إيدلشتاين، من هذه الفكرة، وكتب على حسابه الشخصي على منصة X أنه إذا كان تجنيد الحريديم في وقت ”تنهار فيه الأسر وتتطلق الأزواج لأنهم لا يستطيعون تحمل عبء الخدمة الاحتياطية“ يشكل انتقاما، ”فأنا أؤيد الانتقام“.
وأفاد “كيكار هاشبات”، وهو موقع إخباري حريدي آخر، نقلا عن شخصيات سياسية حريدية بارزة، إن ”قادة الفصائل الحريدية يشعرون بالإحباط من سلوك رئيس الوزراء نتنياهو“.
“الشعور السائد هو أن نتنياهو يعتقد أن هذه أزمة شخصية بين الحريديم وإدلشتاين وليست حدثا يهدد حكمه. نأمل أن يعود إلى رشده بحلول الأسبوع المقبل وأن يستخدم نفوذه لحل نقاط الخلاف، وإلا فإننا سنتوجه بالفعل إلى انتخابات”.
ووفقا للموقع، حاول نتنياهو، في محاولة لمنع انسحاب حزب يهدوت هتوراة من الائتلاف، الاتصال بالحاخامين لاندو وهيرش، لكنه قوبل بالرفض. وقال متحدث باسم حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو لـ “تايمز أوف إسرائيل” إنه ليس على علم بمثل هذه المحاولات.
عقد نتنياهو جولة مماثلة من المكالمات لمنع انقسام الائتلاف حول التجنيد في مارس.
وفقا لتقارير إعلامية، فإن نتنياهو يدرس استبدال إدلشتاين كرئيس للجنة الشؤون الخارجية والدفاع، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بالرفض من قبل الحريديم، الذين يعتقدون أنها ستعمق المعارضة لمشروع القانون.
وفي حين أن فصيل أغودات يسرائيل الحسيدي بزعامة رئيس يهدوت هتوراة، غولدكنوبف، يضغط بالفعل من أجل حل الائتلاف، لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد، حيث أن مجلس حكماء التوراة المنفصل التابع له يتواجد حاليا ”في مراحل متقدمة“ من تنسيق اجتماع، وفقا لما أورده موقع “بحادري حريديم”.
في انتظار “شاس”
لم يصدر أي تعليق علني من حزب شاس بشأن هذه التطورات، على الرغم من أن الحزب نسق جهوده مع يهدوت هتوارة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شارك الطرفان في مقاطعة تشريعية جزئية للإئتلاف في محاولة للضغط على نتنياهو.
كما كان من المتوقع أن تجتمع القيادة العليا لحزب شاس لمناقشة ما إذا كانت ستبقى في الإئتلاف.

يوم الخميس الماضي، نقلت صحيفة ”هاديريخ“، الصحيفة الرسمية للحزب، عن مسؤولين كبار في حزب شاس لم تسمهم، قولهم إنه ”مباشرة بعد عيد شفوعوت، ستُطرح مسألة استمرار شاس في الحكومة والائتلاف على طاولة حاخامات مجلس حكماء التوراة“.
ولم يرد متحدث باسم شاس على طلب للتعليق.
وعقب اجتماع لجنة المالية في الكنيست صباح الأربعاء، شوهد النائب غافني، عضو حزب يهدوت هتوراة، يتشاور مع النائبين يينون أزولاي (شاس) وناؤور شيري (يش عتيد). وردا على سؤال شيري خلال الاجتماع عما إذا كانت هذه الجلسة هي الأخيرة في الدورة التشريعية الحالية، أجاب غافني بأن ”هذا ممكن، وهذا ليس مستبعدا“.
“انعدام رهيب للمسؤولية الوطنية”
وجه نواب الليكود انتقادات شديدة لكل من حزب يهدوت هتوراة والمعارضة، التي بدا أنها في اتصال فعلي مع النواب الحريديم بشأن الجهود الرامية إلى حل الكنيست.
وحذر النائب عميت هليفي من أن ”أي شخص يؤيد التوجه إلى صناديق الاقتراع في هذا الوقت يظهر افتقارا شديدا للمسؤولية الوطنية ولن يعود بأي فائدة على دراسة التوراة أو توسيع صفوف جيش الدفاع“.
وجادل النائب الجديد دان إيلوز بأن المعارضة، من خلال دفعها بتشريع لحل الكنيست، أظهرت أن استخدامها لقضية التجنيد للخدمة العسكرية ”ليس أكثر من حملة للإطاحة بالحكومة“.
وكتب على منصة X: ”لو كان الأمر يهمهم حقا، لكانوا أعلنوا أنهم سيصوتون مع الليكود لصالح قانون تجنيد جيد“.
تم عزل كل من هليفي وإيلوز من لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لمعارضتهما الإجراءات التي يدعمها الائتلاف.

وصرحت النائبة تالي غوتليف، وهي عضو مناوب في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، في فيديو نشرته على منصة X أن “الحكومة لن تسقط ولن يتم حل الكنيست”.
وبينما أعربت عن ”خجلي بسبب الحريديم الذين يجرؤون على زعزعة استقرار الحكومة في وقت الحرب“، أكدت غوتليف أن الحكومة لن تسقط لأن حزب شاس لن ينشق، مشيرة إلى أن الائتلاف يمكنه ”التعامل مع 61 مقعدا“.
متحدثا للقناة 14 الموالية للحكومة، قال عضو الكنيست بوعز بيسموت، وهو أيضا عضو في اللجنة، أنه في حين أن قانون التجنيد ”ضروري“، لكن يجب المضي قدما فيه ”بحكمة، دون الخروج عن المسار”
ووصف بيسموت الجهود الرامية إلى إسقاط الحكومة بـ”الجنون“، وناشد الحريديم ”التفكير مليا في الحرب“.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في التقرير