الشرطة تعتقل العشرات بعد تصاعد الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي وإغلاق الطرق واحتشاد الآلاف في المطار
خراطيم المياه وخيالة الشرطة تفرق المتظاهرين في المدن الكبرى بعد مرور مشروع قانون "المعقولية" التصويت الأول؛ وزير: لن تستسلم لهذا الإرهاب؛ زعيم اتحاد نقابات العمال قد يتدخل
اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين يوم الثلاثاء بينما احتشد عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد، وأغلقوا الطرق احتجاجا على الإصلاح القضائي الذي تقدمت به حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة.
جاءت المظاهرات – التي وصلت مطار بن غوريون في وقت لاحق من اليوم، مع تجمع الآلاف في مبنى “ترمينال 3” الرئيسي – بعد ساعات من موافقة الكنيست في قراءة أولى على مشروع قانون لتقليص صلاحيات المحكمة العليا الرقابية على الرغم من المعارضة الكاسحة.
وأصيب عدد من المتظاهرين، بينهم امرأة أصيبت في رأسها بتيار خراطيم المياه الذي أطلق على متظاهرين أغلقوا الطريق السريع الرئيسي بين تل أبيب والقدس.
وتم اعتقال 66 شخصا في جميع أنحاء البلاد بحلول ساعات بعد الظهر. وكان مصورين من موقعي “هآرتس” و”واينت” الإخباريون من بين المعتقلين خلال الاحتجاجات في حيفا، لكن تم إطلاق سراحهما بعد فترة قصيرة. وفي تل أبيب، اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين أثناء قيامهم باعتقالات، مع وقوع عراك وجر المتظاهرين إلى مركبات الشرطة.
وأفادت القناة 12 إصابة تسعة متظاهرين على الأقل وضابط شرطة.
وسرعان ما أصبح شارع كابلان في تل أبيب المحور الرئيسي للاحتجاجات، حيث نشرت الشرطة خراطيم المياه في محاولة لإخلاء الحشد.
وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عدة أسابيع التي تستخدم فيها وسائل تفريق الحشود في المدينة لأي غرض آخر غير إخلاء المتظاهرين من طريق أيالون السريع.
وحاول خيالة الشرطة تفريق الحشود، وتم تصويرهم وهم يدفعون المتظاهرين رغم وقوفهم على الرصيف.
وتعرض متظاهر واحد على الأقل للدوس من حصان شرطة.
פרש משטרתי עולה על מפגין בקפלן pic.twitter.com/87RIyuekHI
— בר שם-אור Bar Shem-Ur (@Bar_ShemUr) July 11, 2023
وشوهد عناصر الشرطة أيضا يعاملون المتظاهرين بقوة، وحتى ضربهم في عدة حوادث.
وانضم زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، من المعارضين الرئيسيين للإصلاح، إلى الاحتجاج في شارع كابلان في تل أبيب.
وتم إغلاق طريق أيالون السريع من قبل المتظاهرين في مواقع مختلفة في عدد من المناسبات بين ساعات الصباح وبعد الظهر.
وحثت الشرطة وخدمة نجمة داوود الحمراء للإسعاف المتظاهرين على تمكين وصول سيارات الإسعاف ومركبات الطوارئ الأخرى، وقال متحدث باسم الشرطة إن هناك “عدة حالات” لم تتمكن فيها سيارات الإسعاف من عبور الحشود.
وأظهرت لقطات من تل أبيب سيارة إسعاف تتقدم وسط الحشود.
????An ambulance winding its way through the Tel Aviv protest pic.twitter.com/xxdP3mM10X
— Noga Tarnopolsky נגה טרנופולסקי نوغا ترنوبولسكي???? (@NTarnopolsky) July 11, 2023
وتعاملت الشرطة مع الاحتجاجات في تل أبيب تحت قيادة نائب قائد منطقة تل أبيب ديفيد فيلو قيادة الشرطة، بعد رحيل قائد المنطقة عميحاي إشيد. أعلن إيشد عن استقالته الأربعاء الماضي، وادعى أنه تم نقله من منصبه بسبب نفور السياسيين من أسلوبه اللطيف تجاه المتظاهرين.
قبل التجمع في شارع كابلان، سار متظاهرون في تل أبيب أمام مقر اتحاد النقابات العمالية الهستدروت، مطالبين النقابة القوية بالإعلان عن إضراب العام.
ودعا رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد نتنياهو علانية إلى “وقف الفوضى” وقال إن الاتحاد “سيتدخل” إذا لزم الأمر.
“أوقفوا الفوضى الجنونية في المجتمع الإسرائيلي في أسرع وقت ممكن. الكرة في ملعبك. عندما يصل الوضع إلى أقصى الحدود ويتم اتخاذ جميع المسارات الأخرى، سنتدخل ونستخدم قوتنا”، قال.
وقال في مؤتمر في تل أبيب إن “إغلاق الاقتصاد ليس لعبة”، مشيرًا إلى أنه قد يستخدم الاتحاد للضغط على الحكومة للتوقف عن دفع الإصلاح القضائي من جانب واحد حتى يتمكن الطرفان من العودة إلى محادثات تسوية. وقال: “إنهم يتشاجرون في الكنيست، لقد نسفوا محادثات [التسوية] في مقر الرئيس، تاركين شعب إسرائيل والهستدروت عالقين في الوسط”.
وقال وزير التربية والتعليم يوآف كيش، عضو حزب الليكود بزعامة نتنياهو، عن الاحتجاجات الوطنية الواسعة النطاق ضد الإصلاح القضائي “لن نستسلم لهذا الإرهاب”.
كما قال لإذاعة الجيش: “إنها محاولة لترهيب المسؤولين المنتخبين وتعطيل حياة الملايين. يُسمح للناس بقطع طريق أيالون [السريع] كل أسبوع. هذا ظلم”.
ودانت عضو الكنيست أورنا باربيفاي من حزب “يش عتيد” تصريحاته.
وقالت: “عار عليه. إنه يصف المتظاهرين الذين يحملون العلم بالإرهاب – الجدات والأطفال الذين خرجوا لحماية البلاد بدلاً من الاستمتاع بالعطلة الصيفية؟”
وبدأت الاحتجاجات يوم الثلاثاء بنصب العشرات من المتظاهرين الخيام عند تقاطع هرتسيليا، واصفين الموقع بـ”معسكر الديمقراطية”.
وقالت الشرطة إن الخيام منعت حركة المرور في كلا الاتجاهين على طريق أيالون السريع (الطريق 20) بوسط المدينة. وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث متظاهرين يحرقون الإطارات ويغنون أغاني احتجاجية.
وعند تقاطع كركور، بالقرب من الخضيرة، أغلق المتظاهرون شارع 65 بلافتة ضخمة كتب عليها “ممنوع دخول الديكتاتورية”.
كما أغلق المتظاهرون طريقا رئيسيا بجوار مدينة موديعين بوسط البلاد.
وأغلق المتظاهرون شارعا سريعا رئيسيا في حيفا مع لافتة كبيرة كتب عليها “معا سننتصر”، مما أدى إلى ازدحام حركة المرور على طول شارع الشاطئ. كما تم استخدام خراطيم المياه لتفريق الحشود في المدينة الساحلية الشمالية حيث حاول المتظاهرون إغلاق أنفاق الكرمل.
وتجمع المتظاهرون في القدس خارج المحكمة العليا والكنيست، وشكلت مجموعة الاحتجاج لحقوق المرأة “بناء بديل” “سلسلة حمراء” من المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد.
وتجمع الآلاف في مطار بن غوريون قبل الاحتجاج الذي بدأ رسميًا في الساعة الرابعة مساء.
ووافقت المستشارة القضائية غالي باهراف-ميارا على المظاهرة في المطار، بعد أن طلبت الحكومة منها تقديم موقف بشأن هذه المسألة.
ونقلت القناة 12 عن باهراف-ميارا قولها إن “مطار بن غوريون مكان عام، ولكل شخص الحق في حرية التعبير والتظاهر هناك أيضا”.
وقالت: “لن يتم تقييد الحق في التظاهر في هذه المنطقة إلا عندما يكون من شبه المؤكد أن هناك احتمالا بحدوث اضطراب شديد في النظام العام”.
وانتقدتها وزيرة النقل ميري ريغيف بسبب الحكم: “كنت أتوقع أن تسمح المستشارة القضائية بالإدارة السليمة للمنشأة وألا تمد يد العون لمخالفي القانون”، قالت ريغيف، التي دعت يوم الأحد إلى إقالة باهراف-ميارا بسبب رد سلطات إنفاذ القانون على الاحتجاجات السابقة.
وطالب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وهو ناقد صريح آخر لباهراف-ميارا، المستشارة القضائية: “كفي عن دعم المشاغبين! ابدئي في تطبيق القانون!”
يوم الأحد، تم استدعاء باهراف-ميارا ومسؤولين كبار آخرين في وزارة العدل إلى اجتماع مجلس الوزراء لمناقشة كيفية تعامل وكالات إنفاذ القانون مع الاحتجاجات. وتعرضت المستشارة القضائية لهجمات متكررة من قبل عدة وزراء وطالب البعض بإقالتها، حيث انتقدوا تعامل السلطات مع المتظاهرين.
ويشعر الوزراء بالغضب إزاء ما يرون أنه تعامل ناعم للغاية مع المتظاهرين الذين يضايقونهم أينما ذهبوا، وينظمون احتجاجات في منازلهم ويغلقون الطرق الرئيسية لساعات.
وأفادت القناة 13 أنه تم إرسال حوالي 900 ضابط إلى المطار، بعد أن تسببت مظاهرة الأسبوع الماضي في اضطرابات كبيرة.
وذكرت إذاعة “كان” العامة أنه سيتم نشر ضباط سريين في المطار لمحاولة تجنب أي مواجهات بين المتظاهرين وخصومهم، أو بين المتظاهرين والمسافرين.
وسيجتمع المتظاهرون في فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب ومقر إقامة الرئيس في القدس من الساعة 6:30 مساء، وفي شارع كابلان في تل أبيب و”مواقع مختلفة في جميع أنحاء البلاد” الساعة 8:30 مساء.
ومنح بعض أرباب العمل، بما في ذلك البنوك والجامعات وشركات التكنولوجيا، عمالهم يوم عطلة للانضمام إلى الاحتجاجات.
التشريع الذي مر يوم الاثنين في قراءته الأولى سيحد من المراجعة القضائية من خلال شطب قدرة المحكمة العليا على استخدام مقياس “المعقولية” للحكم على قرارات الحكومة والوزراء. وهو واحد من عدة مشاريع قوانين اقترحها ائتلاف نتنياهو، الذي يضم حزب الليكود وحلفائه من اليمين المتطرف والمتطرفين الأرثوذكس.
وأثارت خطة الإصلاح شهورا من الاحتجاجات المستمرة من قبل المعارضين الذين يقولون إنها تدفع بالبلاد نحو الحكم الاستبدادي.
ويمثل التصويت في وقت مبكر من صباح الثلاثاء أول موافقة للكنيست على مشروع قانون ضمن الإصلاح القضائي منذ أن علق نتنياهو الحزمة التشريعية في أواخر مارس.
وردا على ذلك، دعا المنظمون إلى تنظيم مظاهرة “لم نشهدها من قبل في إسرائيل”. وقالوا إنهم “وجهوا دعوة أخيرة للحكومة لوقف التشريع (…) إذا لم تتوقف الحكومة – ستتوقف الدولة بأكملها”.
بالإضافة إلى المظاهرات، جددت أعداد متزايدة من جنود الاحتياط التهديدات بعدم التطوع للخدمة إذا تم إقرار التشريع.
وقد هزت الاحتجاجات إسرائيل على مدار الأشهر الستة الماضية، منذ أن أعلن وزير العدل ياريف ليفين عن حزمة الإصلاح الشامل في يناير، بعد أقل من أسبوع من تولي الائتلاف الحكم.
وعززت الشرطة قواتها في جميع أنحاء البلاد للاستعداد لأحداث يوم الثلاثاء، بعد ساعات من إقرار مشروع قانون “المعقولية” بتصويت 64 مقابل 56.
ومنذ انهيار محادثات التسوية في يونيو، ركز الائتلاف جهوده التشريعية على تمرير مشروع قانون المعقولية قبل اختتام الدورة الصيفية للكنيست في نهاية الشهر.
ولا يزال هناك جزء مركزي أكثر من حزمة ليفين التشريعية – مشروع قانون لإعادة تشكيل نظام التعيينات القضائية واخضائعه للسيطرة السياسية.
وقال نتنياهو إنه يخطط لدفع تشريع اختيار القضاة في جلسة الكنيست الشتوية، التي تبدأ في أكتوبر.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير