بوريل: استمرار إسرائيل في هجوم رفح سيضع “ضغوطا قوية” على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
حث وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل على إنهاء العملية في المدينة الواقعة جنوب غزة “على الفور”، ويدعو إلى إعادة فتح معبر رفح الحدودي لدخول المساعدات الإنسانية
حث الاتحاد الأوروبي إسرائيل يوم الأربعاء على إنهاء عمليتها العسكرية في مدينة رفح بغزة “على الفور”، محذرا من أنها قد تقوض العلاقات مع الاتحاد.
وجاء في بيان صدر باسم الاتحاد الأوروبي من مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل “إذا واصلت إسرائيل تنفيذ عمليتها العسكرية في رفح فستضع بذلك ضغوطا قوية على العلاقات بينها وبين الاتحاد الأوروبي لا محالة”.
وجاء في البيان أن “الاتحاد الأوروبي يحث إسرائيل على إنهاء عمليتها العسكرية في رفح على الفور”، محذرا من أنها “تعرقل توزيع المساعدات الإنسانية في غزة وتتسبب في المزيد من النزوح إضافة لتفاقم الجوع والمعاناة”.
وبدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال القوات إلى مدينة رفح الحدودية بجنوب غزة في الأسبوع الماضي فيما وصفها بأنها عملية “دقيقة”، مع سيطرة الجنود حاليا على منطقة صغيرة نسبيا جنوب شرق المدينة. ومع ذلك، تعهدت إسرائيل منذ أشهر بشن هجوم كبير في المدينة ضمن حربها على حماس، والتي اندلعت في أعقاب الهجوم المدمر الذي نفذته الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر.
وقال الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، وهو المانح الرئيسي للمساعدات للأراضي الفلسطينية وأكبر شريك تجاري لإسرائيل، إن إسرائيل أمرت أكثر من مليون شخص في رفح وما حولها بالنزوح إلى مناطق أخرى تقول الأمم المتحدة إنها لا يمكن اعتبارها آمنة.
وأضافت الكتلة أنه “بينما يعترف الاتحاد الأوروبي بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يجب على إسرائيل القيام بذلك يشكل يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وتوفير السلامة للمدنيين”.
وشدد البيان على أن القانون يلزم إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية. ودعا إسرائيل إلى “الامتناع مفاقمة الوضع الإنساني المتردي بالفعل في غزة وإعادة فتح معبر رفح”.
وأدان الاتحاد الأوروبي أيضا هجوم حماس على معبر كرم أبو سالم الحدودي مع إسرائيل، قائلا إن ذلك “أدى إلى زيادة عرقلة توصيل المساعدات الإنسانية”. وقتل في الهجوم أربعة جنود من إسرائيليين وأصيب عشرة. وبعد أيام من الهجوم أعاد الجيش الإسرائيلي فتح المعبر.
بعد أن استولت إسرائيل على جانب غزة من معبر رفح في جنوب القطاع في أوائل الأسبوع الماضي، أوقفت القاهرة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي مرور المساعدات في المعبر، وهو الباب الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع من مصر. وألقت إسرائيل باللوم على مصر في وقف المساعدات بينما أصر المصريون على أن يقوم الفلسطينيون بتشغيل جانب غزة من المعبر.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن أربعا من كتائب حماس الست المتبقية تتواجد في رفح، إلى جانب قيادة الحركة وربما العديد من الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر. لكنها واجهت ضغوطا من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتجنب شن هجوم واسع النطاق في المدينة.
وقد تم إجلاء ما يقارب من 450 ألف من حوالي 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إلى رفح في الأيام الأخيرة مع تصعيد الجيش الإسرائيلي لعملياته في المدينة الواقعة أقصى جنوب غزة.
وقال الاتحاد الأوروبي “ندعو جميع الأطراف إلى مضاعفة جهودها للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر عندما قام مسلحو حماس بغزو إسرائيل، مما أسفر عن مقتل ما يقارب من 1200 شخص، واختطاف 252، تقدر إسرائيل أن 128 منهم ما زالوا في غزة، وليسوا جميعهم على قيد الحياة.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ولا يفرق بين المدنيين والمسلحين.
وحذر أكبر حلفاء إسرائيل، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الأمم المتحدة، القدس من شن عملية كبيرة في رفح بسبب الخطر على المدنيين.
وتقول الولايات المتحدة إن العمليات العسكرية في رفح حتى الآن لا ترقى إلى مستوى الهجوم الكبير الذي حذرت منه. لكن الإدارة أوضحت أنها تراقب الأمر عن كثب.