إسرائيل في حالة حرب - اليوم 499

بحث

الإتحاد الأوروبي يبلغ اسرائيل باحتمال إلغاء الخطابات في حدث يخطط بن غفير حضوره

سيلتقي المبعوثون لاتخاذ قرار بشأن الرد على ظهور الوزير اليميني المتطرف "الاستفزازي" في الحدث؛ دبلوماسي: "إسرائيل تجبر الدول الأوروبية على الرد على أزمة لا يريدها أحد"

وزير الأمن القومي ورئيس حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير يلقي بيانًا صحفيًا خلال اجتماع للحزب في مدينة سديروت جنوب إسرائيل، 3 مايو 2023 (Flash90)
وزير الأمن القومي ورئيس حزب "عوتسما يهوديت" إيتمار بن غفير يلقي بيانًا صحفيًا خلال اجتماع للحزب في مدينة سديروت جنوب إسرائيل، 3 مايو 2023 (Flash90)

أبلغ الاتحاد الأوروبي إسرائيل أنه يدرس إلغاء خطابات في احتفال قادم لأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يعتزم حضور الحدث وإلقاء خطاب، حسبما أفادت القناة 13 يوم الأحد.

وسيتم اتخاذ قرار نهائي في اجتماع خاص لمبعوثي الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة يعقد يوم الاثنين.

ويبقى بن غفير، زعيم حزب “عوتسما يهوديت” القومي المتطرف، مصرا على الظهور في احتفال “يوم أوروبا” الثلاثاء، على الرغم من طلب الكتلة أن يقوم شخص آخر بتمثيل الحكومة الإسرائيلية بدلا منه بسبب آرائه اليمينية المتطرفة.

وصرح دبلوماسيون أوروبيون لصحيفة “هآرتس” في تقرير نُشر يوم الأحد بأن اجتماع مبعوثي الاتحاد الأوروبي كان “استثنائيا” ويهدف إلى إيجاد سياسة مشتركة للرد على مشاركة بن غفير في الحدث.

وقال دبلوماسي لم يذكر اسمه أنه يتم دراسة عددا من الردود، تتراوح من مقاطعة الحدث بأكمله إلى تجاهل بن غفير وخطابه.

وأضاف: “كل الخيارات مطروحة على الطاولة. القلق هو أن تفعل كل دولة شيئًا مختلفًا، لذلك هناك محاولة لاتخاذ قرار مشترك حول كيفية الرد على هذا الاستفزاز”.

مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل (AP Photo/Virginia Mayo)

ويشعر العديد من السفراء الأوروبيين بالقلق من أن يسعى بن غفير لاستغلال الحدث لتعزيز شرعيته في الساحة الدولية، بحسب التقرير.

وقال أحد السفراء لصحيفة “هآرتس” أنه “سيصل، سيلقي خطابا أمام جمهور مهذب لن يصرخ أو يقاطعه، سوف يصافح عددًا من الناس ويستخدم هذا للادعاء بأن العالم يتقبله ويقبل عقيدته العنصرية”.

ويعتزم اثنان على الأقل من السفراء الذين سيشاركون في الاجتماع اقتراح خفض مستوى التمثيل في حدث “يوم أوروبا” إلى نواب المبعوثين، من أجل إرسال رسالة رفض واضحة إلى بن غفير، بحسب التقرير.

وقال مسؤول أوروبي للصحيفة أنه حتى الآن، سعت معظم الدول في أوروبا والاتحاد الأوروبي نفسه للعمل مع أولئك الذين يعتبرون أكثر اعتدالاً في الحكومة الإسرائيلية، وتجاهل العناصر اليمينية المتطرفة بقيادة بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يترأس من حزب “الصهيونية الدينية”.

وقال الدبلوماسي إن “بن غفير يجبر الاتحاد على إنهاء هذا النهج والرد. إسرائيل تجبر الدول الأوروبية على الرد على أزمة لا يريدها أحد”.

وأكد بن غفير الأحد أنه يعتزم إلقاء خطاب في الحدث السنوي مع دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي.

وقال بيان باسم المشرع اليميني المتطرف إن “الوزير يعتقد أنه حتى لو كان ممثلو الاتحاد لا يؤيدون وجهات نظره… فهم يفهمون جيدا أن إسرائيل دولة ديمقراطية، وفي الديمقراطية يسمح سماع آراء مختلفة”.

وأضاف البيان، “سيتحدث الوزير، من بين أمور أخرى، عن أهمية الحرب المشتركة ضد الإرهاب، وسيهنئ الدول الأوروبية، وسيدعو إلى تعزيز التعاون، وسيؤكد على ضرورة التوحد حول محاربة الجهاد والإرهابيين، وسيشير في الوقت نفسه إلى أنه من المناسب أن تتجنب الدول تمويل مشاريع ضد جنود الجيش الإسرائيلي وسكان إسرائيليين”.

لكن قالت مصادر للصحيفة أنه نظرا للقواعد، لا يمكن استبدال بن غفير ما لم يقرر الانسحاب، ومن المستبعد أن يتمكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من إقناعه بذلك بسبب انقطاع التواصل المباشر نتيجة الخلاف المستمر بينهما.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (يمين) يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثناء أداء الحكومة الجديدة اليمين في الكنيست، 29 ديسمبر 2022 (Amir Cohen/Pool Photo via AP)

ويتعرض بن غفير لانتقادات شديدة في الداخل والخارج بسبب أعمال وتصريحات استفزازية ضد الفلسطينيين والعرب واليساريين والمجتمع الدولي.

وبحسب ما ورد، اختارت سكرتارية الحكومة بن غفير لحضور حدث “يوم أوروبا” قبل أسبوعين، حيث من المقرر أن يكون وزير الخارجية إيلي كوهين في الهند وبالتالي لا يمكنه الحضور.

وصرح مسؤول أوروبي لصحيفة “هآرتس” بأن وفد الاتحاد الأوروبي وممثلي بعض الدول طلبوا إرسال مسؤول إسرائيلي مختلف بدلاً من بن غفير.

لكن أوضح مصدر حكومي للصحيفة أن موظفي السكرتارية غير مخولين بإصدار تعليمات للوزراء بعدم حضور الفعاليات بسبب آرائهم السياسية.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يزور الحرم القدسي، 3 يناير، 2023. (Courtesy: Minhelet Har Habayit)

“يوم أوروبا” هو احتفال بالسلام والوحدة في أوروبا في ذكرى إعلان شومان في عام 1950، الذي اقترح تجميع صناعة الفحم والفولاذ في فرنسا وألمانيا الغربية. ونمت الهيئة التعاونية بين ألمانيا الغربية وفرنسا في نهاية المطاف وتوسعت لتصبح الاتحاد الأوروبي.

ويعتبر بن غفير، أحد تلاميذ الحاخام المعادي للعرب مئير كهانا، العضو الأكثر تطرفا في تحالف نتنياهو اليميني والديني. وهو شخصية بارزة منذ فترة طويلة في الهامش اليميني المتطرف في المجتمع، وأدين بارتكاب جرائم إرهابية، وقد استغل موجة من السخط اليميني خلال السنوات الماضية للوصول إلى السلطة.

ومع اقتراب انتخابات العام الماضي، خاض بن غفير حملة كبنية على سياسات متشددة مثل عقوبة الإعدام للمنفذي الهجمات، وطرد المواطنين العرب “غير الموالين” للدولة، وتغيير قواعد الاشتباك للقوات الإسرائيلية للسماح لهم بإطلاق النار بسهولة أكبر لقتل الفلسطينيين المشتبه بهم.

وفي الشهر الماضي، عندما أحيت إسرائيل ذكرى جنودها القتلى، طلبت بعض العائلات الثكلى عدم حضور وزراء الحكومة للمراسم الرسمية. وعلى الرغم من انسحاب البعض، أصر بن غفير – الذي لم يُسمح له بالخدمة في الجيش بسبب آرائه المتطرفة – على إلقاء خطاب في مراسم في بئر السبع، على الرغم من الدعوات التي طالبته بتجنب الحضور.

اقرأ المزيد عن