الائتلاف والمعارضة يجتمعان في رفض صفقة مزعومة بشأن الإصلاح القضائي
أعضاء كنيست من الليكود و"يش عتيد" يقولون إنه لا يوجد اتفاق، لكنهم يتركون الباب مفتوحا لاتفاق محتمل، مع بقاء غانتس صامتا بعد ساعات من الترويج للمحادثات؛ الأحزاب الصغيرة ترفض التسوية
سارع المشرعون من كلا طرفي الطيف السياسي إلى لرفض اتفاق تسوية محتمل بشأن التشريع لإصلاح النظام القضائي يوم الاثنين، بعد تقرير يفيد بأن التحالف والمعارضة توصلا إلى تفاهمات بشأن هذه القضية المثيرة للجدل.
ورفض كل من قادة الاحتجاج المناهضين للحكومة والسياسيين اليمينيين المتطرفين أي اتفاق محتمل، في حين ظلت الأحزاب الأقرب إلى وسط الطيف السياسي صامتة أو أصدرت نفيًا مقتضبًا.
وأكد مكتب الرئيس يتسحاق هرتسوغ ليلة الاثنين أنه يستضيف محادثات غير مباشرة تهدف إلى التوصل إلى تسوية، لكنه نفى التقرير الإخباري للقناة 12 الذي تحدث عن التوصل إلى اتفاقات.
وأكد مصدر في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أيضا لتايمز أوف إسرائيل أن المحادثات جارية، بعد حوالي شهرين من انهيار المحاولة الأولى للتوصل إلى حل وسط بشأن الإصلاح وسط الخلافات حول تشكيل لجنة اختيار قضاة المحكمة العليا والمحاكم الأخرى.
ويدفع الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو إلى إجراء مجموعة من التغييرات في النظام القضائي الإسرائيلي، والتي من شأنها تضييق الخناق على قدرة القضاة أو غيرهم من الشخصيات القضائية على العمل كضابط لسلطة الحكومة، مما أثار احتجاجات صاخبة بين أعضاء المعارضة في الكنيست وفي شوارع إسرائيل. ويقول المنتقدون إن هذه الخطوات تهدد وضع إسرائيل كدولة ديمقراطية ليبرالية.
ووفقاً للاتفاقية الإطارية المفترضة، ستعمل الحكومة على تقديم نسخة “أكثر ليونة” من القانون الذي تم إقراره مؤخراً والذي يلغي معيار المعقولية لقرارات الحكومة والقرارات الوزارية؛ الموافقة على تجميد الجهود الرامية إلى إعادة تشكيل لجنة اختيار القضاة لمدة 18 شهرا؛ ودعم إصلاح يتطلب موافقة سبعة على الأقل من أعضاء اللجنة التسعة على أي تعيينات، بما في ذلك رئيس المحكمة العليا.
وقال حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو إنه “لم يتم التوصل إلى اتفاق” بشأن أي تسوية، دون أن يرفض احتمال التوصل إلى حل.
لكن وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، الحليف الرئيسي في الائتلاف الذي يرأس حزب “عوتسما يهوديت” القومي المتطرف، نشر على موقع X أن أعضاء حزبه الستة في الكنيست “سيصوتون ضد أي استسلام يتم طرحه للتصويت”.
كما قال حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، المتحالف مع نتنياهو، إنه غير مستعد للنظر في “استسلام الأغلبية لأقلية متطرفة ترغب في حرق كل شيء”، على الرغم من ادعائه أنه مستعد دائما للمحادثات والتسويات.
وادعى وزير الإسكان والبناء يتسحاق غولدكنوبف، زعيم حزب “يهدوت هتوراة” الحريدي، أن حزبه “لا علاقة له بأي شيء يتعلق بالإصلاح القضائي”، وأصر على أنه ببساطة يتبع اتفاقيات الائتلاف وسيدعم نتنياهو في أي صفقة محتملة.
ولم يصدر تعليق فوري من حزب “شاس” الائتلافي، والذي دعا إلى بعض أجزاء الإصلاح القضائي.
كما التزم زعيم المعارضة يائير لبيد وحزبه “يش عتيد” الصمت بشأن المحادثات المزعومة، لكن قال عضو الكنيست رام بن باراك من الحزب إنه “لا توجد تسوية”.
كما بقي رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس، الذي كان في كثير من الأحيان عضو المعارضة الأكثر استعدادا لاجراء محادثات مع الحكومة، صامتا، على الرغم من أنه تحدث في وقت سابق من اليوم عن أهمية التوصل إلى اتفاق.
وقال في مؤتمر لمعهد سياسات الشعب اليهودي في القدس: “أنا لست مستعدا للتنازل عن أي شيء، أنا مستعد للتوصل إلى اتفاقيات. لست على استعداد للتنازل عن استقلال القانون ولكنني على استعداد للتوصل إلى اتفاقات بشأن تفاصيل معينة مثل الحد الأدنى للأغلبية لقوانين الأساس”.
وبحسب موقع “واينت” الإخباري، رفض غانتس المشاركة في محادثات مباشرة مع الإئتلاف حول هذه القضية، لكنه أجرى محادثات مع هرتسوغ في الأيام الأخيرة.
ورفض آخرون من المعارضين للحكومة المحادثات صراحة، وقالوا إنهم لن يدعموا أي تسوية، لكن مع وجود 66 عضوًا في الكنيست بين الليكود و”يش عتيد” و”الوحدة الوطنية” وحدها، فإن دعمهم لن يكن مؤثرا على أي حال.
وكتبت رئيسة حزب العمل ميراف ميخائيلي على موقع X: “إذا توصل حزب معارضة معين إلى تفاهمات مع نتنياهو وممثليه، فإنهم يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم”، مضيفة أن نهاية الحكومة الحالية فقط ستكون كافية.
وقال قادة الاحتجاج في بيان إن سياسي المعارضة “ليس لديهم تفويض لتقديم تسوية سيئة بشأن الديمقراطية”.
وذكر الناشطون أن “المحادثات لن تحقق إلا أمراً واحداً: إنقاذ نتنياهو، وإضفاء الشرعية على حكومته المدمرة، وتعزيز رؤيته للديكتاتورية تحت غطاء +الاتفاقيات+. الاتفاق على قانون أو قانونين مع ترك الباقي جانباً ستؤدي إلى تحول إسرائيل إلى نسخة شرق أوسطية من المجر أو تركيا أو بولندا”.
وردد أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب “يسرائيل بيتينو” المعارض، نفس المواقف، ودعا زملائه من شخصيات المعارضة إلى “عدم الوقوع في هذا الفخ مرة أخرى”.
وقال إن “نتنياهو يخدع الجميع مرة أخرى ويحاول شراء الوقت والشرعية”.
وأفاد موقع “واللا” الإخباري أن نتنياهو يحث هرتسوغ على نشر شروط اقتراح لتجميد تشريع الإصلاح القضائي القادم قبل التوصل إلى أي اتفاق. وبحسب ما ورد، يسعى رئيس الوزراء إلى إحراز تقدم في هذه القضية قبل اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق من هذا الشهر. وتلوح في الأفق أيضًا جلسات استماع في المحكمة العليا بشأن قانون المعقولية ورفض وزير العدل ياريف ليفين عقد لجنة اختيار القضاة.