الإمارات وقطر استثمرتا مئات ملايين الدولارات في شركة الأسهم الخاصة التي يملكها كوشنر
توقيت وحجم الصفقات يثير انتقادات من قبل الديمقراطيين وخبراء الأخلاق؛ ورد أن الدوحة كانت قلقة من مواجهة "معاملة غير مواتية" إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض دون أن تستثمر
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الإمارات وقطر استثمرتا ما يقارب من 400 مليون دولار في شركة الأسهم الخاصة التي يملكها جاريد كوشنر، إضافة إلى أكثر من ملياري دولار استثمرتها المملكة السعودية سابقا.
أسس كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شركة Affinity Partners بعد وقت قصير من مغادرته البيت الأبيض في عام 2020. والشركة مدعومة إلى حد كبير بعلاقات كوشنر الوثيقة في العالم العربي، الذي عمل معه عن كثب خلال فترة عمله في البيت الأبيض.
لكن توقيت وحجم صفقات كوشنر التجارية أثار انتقادات من الديمقراطيين وخبراء الأخلاق، حسبما ذكرت صحيفة “ذا تايمز” في تقريرها يوم الخميس، لا سيما بالنظر إلى افتقاره إلى الخبرة في مجال رأس المال الاستثماري.
ونقل التقرير عن مصدرين مطلعين على المداولات الداخلية في قطر، اللذان قالا أنه في حالة عودة كوشنر وترامب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الأمريكية عام 2024، فإن الدوحة قلقة من أنها ستواجه “معاملة غير مواتية” من واشنطن إذا لم تستثمر في صندوق الإستثمارات.
ومن خلال الاستثمار في شركة كوشنر، قد تسعى الدوحة وأبو ظبي إلى الحفاظ على علاقات دافئة مع ترامب وموظفيه، مع احتمال إعادة انتخابه في الحملة الرئاسية الأمريكية عام 2024.
وفي صفقة مثيرة للجدل في عام 2018، ساعدت شركة مرتبطة بالعائلة المالكة القطرية في إنقاذ برج تابع لكوشنر في نيويورك مثقل بالديون.
ولم يؤكد كوشنر بعد ما إذا كان سيتولى دورا في البيت الأبيض في حال عودة ترامب، على الرغم من أنه كان جالسا في الصف الأول في حفل إطلاق حملة ترامب الانتخابية في مار لاغو في فلوريدا.
وتدير كل من دولة قطر والإمارات المتحدة صناديق استثمار سيادية كبيرة تقدر قيمتها بمئات المليارات من الدولارات. وذكر التقرير إن استثمارات أبوظبي الأخيرة جاءت من صندوق اسثماراتها السيادية، لكن مصدر الاستثمار القطري غير واضح.
وأشارت صحيفة “التايمز” إلى أنه في حين أن استفادة موظفي البيت الأبيض السابقين من الشبكات التي تم إنشاؤها خلال فترة ولايتهم الدبلوماسية لمصالح تجارية شخصية ليس أمرا استثنائيا، إلا أن سرعة وحجم تحركات كوشنر تدق ناقوس الخطر.
وفي العام الماضي، فتحت لجنة الرقابة والإصلاح التابعة لمجلس النواب الأمريكي تحقيقا في ما إذا كان كوشنر قد استفاد من السياسة الخارجية الأمريكية لتأمين استثمار من المملكة السعودية.
“علاقتك الوثيقة مع ولي العهد [السعودي] الأمير محمد بن سلمان، ومواقفك المؤيدة للسعودية خلال إدارة ترامب، وقرار صندوق الاستثمار العام بتمويل أكبر حصة من مشروعك التجاري الجديد – بعد ستة أشهر فقط من انتهاء ولايتك في البيت الأبيض يخلق مظاهر صفقة تبادل لسياستك الخارجية”، كتب رئيس اللجنة في رسالة إلى كوشنر قبل أن يستعيد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب ويغلقون التحقيق.
ونفى كوشنر جميع الاتهامات بارتكاب مخالفات.
كان لكوشنر دور فعال في التفاوض على “اتفاقيات إبراهيم” – اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان في عام 2020.
وعين كوشنر آفي بيركوفيتش، الدبلوماسي الأمريكي الشاب الذي لعب دورا رئيسيا في التفاوض على الاتفاقات، كشريك في شركته الاستثمارية. ويُعرف بيركوفيتش بعلاقاته الوثيقة مع كبار المسؤولين الخليجيين، الذين حضر بعضهم حفل زفافه في فبراير في أبو ظبي، الذي حضره كوشنر أيضا.