الإمارات: نحتاج رؤية “خطة عملية لتحقيق حل الدولتين” قبل الإتزام بإعادة إعمار غزة
على ما يبدو ردا على تصريحات نتنياهو بأن الدوحة والرياض ستمولان إعادة الإعمار، أشترطت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة إعادة الإعمار بوجود "خريطة طريق جادة"
تشترط دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها المالي والسياسي لإعادة إعمار غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس بإحراز تقدم في المبادرة المدعومة من الولايات المتحدة نحو حل الدولتين.
وقالت سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة لصحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الثلاثاء: “الرسالة ستكون واضحة للغاية: نحن بحاجة إلى رؤية خطة عملية لتحقيق حل الدولتين، وخريطة طريق جادة قبل أن نتحدث عن اليوم التالي وإعادة إعمار البنية التحتية في غزة”.
ويبدو أن التصريحات أتت ردا على تعليقات أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين، عندما أخبر لجنة عليا في الكنيست أن الإمارات والسعودية ستمولان إعادة إعمار قطاع غزة، رغم استمراره في رفض عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم في القطاع وكذلك إقامة دولة فلسطينية.
وقالت نسيبة إن “خريطة الطريق هي جلوس الإسرائيليون والسلطة الفلسطينية ومجموعة من الدول التي لديها نفوذ على كل منهما حول الطاولة ويقولون: هذه الهدف الذي نسعى إليه. يبدأ العمل هنا. هذا هو الجدول الزمني، ويبدأ الآن”.
وقالت المبعوثة الإماراتية إن مصر والأردن والعديد من الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة يجب أن تكون أيضا جزءا من هذا الجهد، إلى جانب القوى الأوروبية.
وأضافت نسيبة أنه بدون خريطة طريق لتحقيق حل الدولتين، “لن نلتزم بنفس القدر في إعادة الإعمار، وسيكون لذلك تأثير [على العلاقة] مع إسرائيل أيضا. هذا ليس المسار الذي وقعنا اتفاقيات إبراهيم على أساسه”.
وكان نتنياهو قد أكد في اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست أن الإماراتيين والسعوديين سيساعدون في تمويل جهود إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب.
علاوة على ذلك، قال مسؤولون عرب وأمريكيون لتايمز أوف إسرائيل مرارا خلال الشهرين الماضيين إن الدعم العربي لإعادة إعمار غزة ليس أمرا مفروغا منه، وأنه في أفضل الأحوال سيكون بمثابة حل مؤقت حتى تصبح السلطة الفلسطينية جاهزة لتولي السلطة ودفع حل الدولتين.
لكن نتنياهو رفض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وحل الدولتين.
وضغط مشرعون في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع على نتنياهو يوم الإثنين لتوضيح خطته لليوم التالي للحرب في غزة، نظرا لتركيزه إلى حد كبير على رفض مقترحات الآخرين، بدلا من تقديم أي مقترحات بنفسه.
وورد أن رئيس الوزراء قال لأعضاء الكنيست إنه كلف مجلس الأمن القومي بالتوصل إلى بعض الخيارات، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية.
لكنه قال إن “سلطة مدنية” ستتولى إدارة القطاع، وهو ما يعتقد المحللون أنه يعني حكومة تكنوقراط تتكون إلى حد كبير من أفراد مرتبطين بالسلطة الفلسطينية والذين لم يتولوا الحكم منذ طرد قادة الهيئة الحاكمة من القطاع في عام 2007. ويفضل مؤيدو هذه الخطة من اليمين عبارة “سلطة مدنية”، لتجنب الإشارة إلى السلطة الفلسطينية.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو قوله للمشرعين “نحن بحاجة إلى تطهير غزة من النازية، مثلما تم في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية”.
وعلى الرغم من الخطوات التي اتخذها المجلس الوزاري الأمني المصغر لإضعاف السلطة الفلسطينية، أصر نتنياهو على أنه سيتمكن نت البناء على اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية والإسلامية بعد الحرب، وفقا لنصوص مسربة من شهادته.
وقال إنه سيسعى إلى إبرام صفقات مع دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، والتي سوف “يستغلها” لدعم إعادة إعمار غزة.
ويصر الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن السعودية كانت قريبة من تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل الحرب وأن عرقلة هذه الصفقة كانت أحد دوافع حماس عندما شنت هجوم 7 أكتوبر.
فمنذ اندلاع الحرب بعد الهجوم المدمر الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر، ظهر العالم العربي موحداً في رفضه الشديد للرد الإسرائيلي، وقاد النداءات الدولية لوقف إطلاق النار.
وفي حين يدعم بعض المسؤولين العرب سرا هدف إسرائيل المتمثل في إزالة الحركة الإسلامية من غزة، إلا أنهم يدينون بشدة عدد الضحايا المدنيين في القطاع، ويخشون من أن يؤدي إلى زعزعة استقرار بلدانهم مع تصاعد الغضب الشعبي الضخم.
واندلعت الحرب في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس، عندما اقتحم حوالي 3000 مسلح إسرائيل، وقتلوا أكثر من 1200 شخص واحتجزوا حوالي 240 رهينة.
وتقول وزارة في غزة أن أكثر من 18,400 فلسطيني معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية الحرب. ولا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل، ويعتقد أنها تشمل حوالي 7000 من مسلحي حماس، وفقا لإسرائيل، بالإضافة إلى مدنيين قتلوا بصواريخ فلسطينية طائشة. وقُتل ما يقدر بنحو 1000 مسلح آخر في إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر. وقد قالت إسرائيل إن مدنيين اثنين تقريبا قُتلا مقابل كل مقاتل من حماس في قطاع غزة، وأن الجيش يعمل على تقليل عدد القتلى من غير المقاتلين.