إسرائيل في حالة حرب - اليوم 423

بحث

الإمارات تعتقل ثلاثة مشتبه بهم في مقتل الحاخام تسفي كوغان

إيران ترفض مزاعم تورطها في جريمة القتل؛ الولايات المتحدة تدين "الجريمة المروعة ضد كل أولئك الذين يدعمون السلام"؛ جثمان المواطن الإسرائيلي-المولدوفي من المقرر أن يُنقل إلى إسرائيل لدفنه

تسفي كوغان، حاخام حاباد الذي قُتل في الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2024. (Screenshot: @DUDIKEPLER via Reuters)
تسفي كوغان، حاخام حاباد الذي قُتل في الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2024. (Screenshot: @DUDIKEPLER via Reuters)

أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية يوم الأحد أن السلطات في الإمارات المتحدة ألقت القبض على ثلاثة أشخاص متورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي المولدوفي تسفي كوغان في الدولة الخليجية.

ولم يذكر بيان الوزارة مزيدا من التفاصيل حول هوية المشتبه بهم أو دورهم في جريمة القتل، لكنه قال إن الوزارة “ستستخدم كافة السلطات القانونية المتاحة للتعامل بشدّة وبلا تهاون مع كل من تسول له نفسه القيام بأي تصرفات أو أعمال تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع”.

اختفى كوغان (28 عاما)، الذي عمل في الإمارات لصالح مجموعة “حاباد” اليهودية الأرثوذكسية، التي تسعى إلى دعم الحياة اليهودية لآلاف الزوار والمقيمين اليهود في الدولة الخليجية العربية، في دبي، حيث كان يدير متجرا للبقالة الكوشر، يوم الخميس.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية في وقت سابق الأحد العثور على جثته في مدينة العين الإماراتية، التي تقع على الحدود مع عُمان، على بعد حوالي 150 كيلومترا من أبو ظبي.

وأفاد موقع “واينت” إنه تم العثور على سيارة كوغان متروكة في العين، وأضاف، دون ذكر مصادر، أنه كانت هناك علامات صراع في السيارة. ويشتبه مسؤولون بأن عدد من المواطنين الأوزبكيين الذين جندتهم إيران اعتدوا على الحاخام وفروا لاحقا إلى تركيا، بحسب التقرير.

ووصفت إسرائيل جريمة القتل بأنها هجوم إرهابي معاد للسامية.

وقال سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في بيان نُشر على منصة “اكس” إن الإمارات “تنعي الحاخام تسفي كوغان. أفكارنا مع عائلته وأصدقائه ومجتمعه بشأن وفاته التي لا معنى لها”. وأضاف أن مقتله “كان أكثر من مجرد جريمة في الإمارات – لقد كان جريمة ضد الإمارات. لقد كان هجوما على وطننا وقيمنا ورؤيتنا”.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية لوكالة “رويترز” إن جثمان كوغان من المأمول أن يُعاد إلى إسرائيل يوم الاثنين.

وقالت الإمارات في بيانها إنه بعد أن تقدمت عائلة كوغان ببلاغ عن اختفائه، تم فتح تحقيق أدى إلى اعتقالات “بوقت قياسي”. وأضافت أنه سيتم الإعلان عن النتائج الكاملة للتحقيق فور الانتهاء منه.

وأكدت وزارة الداخلية ” أن دولة الإمارات العربية بكافة مؤسساتها لن تدخر جهداً في سبيل منع أي اعتداء على مواطنيها والمقيمين فيها وزوارها، وأن جميع الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة لحماية استقرار المجتمع والحرص على استدامة أعلى درجات الأمن والأمان التي ترسخت منذ تأسيس الدولة”.

وأضاف البيان الإماراتي الذي نشرته وكالة أنباء الإمارات أن كوغان دخل الإمارات بجواز سفره المولدوفي وكان مقيما فيها.

وأدان الرئيس يتسحاق هرتسوغ جريمة القتل وشكر السلطات الإماراتية على “تحركها السريع”. وقال إنه يثق في أنها “ستعمل بلا كلل لتقديم الجناة إلى العدالة”.

ووصف البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الأحد عملية القتل بأنها “جريمة مروعة ضد كل أولئك الذين يدعمون السلام والتسامح والتعايش”.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي شون سافيت في بيان: “لقد كان هجوما أيضا على الإمارات العربية المتحدة ورفضها للتطرف العنيف على نطاق واسع”. وقال إن الولايات المتحدة على اتصال بالسلطات الإماراتية والإسرائيلية، وعرضت دعمها. كما أشاد المتحدث بالإمارات لاعتقالها السريع للعديد من المشتبه بهم ودعا إلى محاسبة المسؤولين “بشكل كامل”.

تسفي كوغان، حاخام حاباد الذي قُتل في الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر 2024. (Courtesy Chabad)

في رسالة على منصة “اكس” في وقت سابق الأحد، كتبت حركة “حاباد-لوبافيتش” أن كوغان “قُتل على يد إرهابيين”.

وقالت حاباد: “نحن نثق في أن الإمارات العربية المتحدة ستعمل مع دول المنطقة لتقديم الجناة إلى العدالة، ومحاسبة جميع المتورطين في هذا العمل الشرير”، وحثت كل دولة يخدم فيها مبعوثوها “على ضمان عدم وجود ملاذ للإرهاب داخل حدودها”.

ووصف مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جريمة القتل بأنها “عمل إرهابي معاد للسامية”، مضيفا أن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها لتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة.

رجل يمشي أمام ريمون ماركت، وهو متجر بقالة كوشير يديره الحاخام الراحل تسفي كوغان، في دبي، الإمارات العربية المتحدة، 24 نوفمبر، 2024. (AP Photo/Jon Gambrell)

وقالت السفارة الإيرانية في أبو ظبي في بيان لرويترز يوم الأحد إن طهران “ترفض بشكل قاطع مزاعم تورط إيران في مقتل هذا الفرد”.

في أبو ظبي منذ عام 2020

حمل كوغان الجنسية الإسرائيلية-المولدوفية المزدوجة وخدم في لواء “غفعاتي” في الجيش الإسرائيلي.

وكان جزءا من فرع حاباد في أبو ظبي منذ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات في أواخر عام 2020 بموجب “اتفاقيات إبراهيم” التي توسطت فيها الولايات المتحدة.

وفقا لحاباد، عمل كوغان على توسيع الحياة اليهودية في الإمارات جنبا إلى جنب مع الحاخام الأكبر ليفي يتسحاق دوشمان، بما في ذلك ضمان توافر الطعام الكوشر على نطاق واسع وافتتاح أول مركز تعليمي يهودي في البلاد.

وأغلق “ريمون ماركت”، وهو متجر بقالة يديره كوغان في شارع الوصل المزدحم في دبي أبوابه يوم الأحد. مع اشتعال الحروب في المنطقة، أصبح المتجر هدفا للاحتجاجات عبر الإنترنت من قبل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والمناهضين لإسرائيل. ويبدو أنه تم نزع “المزوزات” الموجودة على الأبواب الأمامية والخلفية للمتجر.

انضمت زوجة كوغان، ريفكي، إليه بعد زواجهما في عام 2022. وهي ابنة شقيق الحاخام غافرييل هولتسبرغ، الذي قُتل مع زوجته في اعتداء وقع في دار ناريمان حاباد في مومباي عام 2008.

بحسب موقع واينت، شارك كوغان في أول مراسم لإحياء ذكرى الهولوكوست في الدولة الخليجية في عام 2021، وترأس صلاة “يزكور” خلال الحدث.

تحذير من السفر

أعادت السلطات الإسرائيلية إصدار توصياتها بتجنب السفر غير الضروري إلى الإمارات وقالت إنه ينبغي على الزائرين هناك الآن أن يقللوا من الحركة، وأن يبقوا في مناطق آمنة، وأن يتجنبوا زيارة الأماكن المرتبطة بإسرائيل والسكان اليهود.

توافد الإسرائيليون إلى دبي للتجارة والسياحة منذ أقامت الإمارات وإسرائيل علاقات دبلوماسية بموجب اتفاقية توسطت فيها الولايات المتحدة عام 2020، والتي أطلق عليها اسم “اتفاقيات إبراهيم”.

توجد في الإمارات جالية يهودية مزدهرة، مع وجود معابد يهودية وأنشطة تجارية تلبي احتياجات رواد المطاعم اليهودية.

لقد حافظت الإمارات على العلاقة التي نشأت من خلال اتفاقيات إبراهيم خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهرا بين إسرائيل وحماس في غزة.

ومع ذلك، بدا أن الحضور العام للإسرائيليين واليهود في الإمارات قد تراجع منذ الهجوم المدمر الذي شنته حماس عبر الحدود على المجتمعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وأدى إلى اندلاع الصراع المستمر في غزة.

لقطة من مقطع فيديو على صفحة الفيسبوك الخاصة بـ “الجالية اليهودية في الإمارات العربية المتحدة” (Facebook)

وقال أعضاء الجالية اليهودية في الإمارات لرويترز إن المعابد اليهودية غير الرسمية في دبي أغلقت بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل بسبب مخاوف أمنية، ويتجمع اليهود بدلا من ذلك للصلاة في منازلهم.

يظل المعبد اليهودي الوحيد المعتمد من الحكومة في الإمارات مفتوحا في أبو ظبي عاصمة الإمارات. لا توجد معابد يهودية رسمية في دبي، أكبر مدينة ومركز تجاري في الإمارات.

لا توجد إحصاءات رسمية عن عدد اليهود أو الإسرائيليين المقيمين في البلاد، لكن تقديرات الجماعات اليهودية تشير إلى أن أعدادهم تصل إلى عدة آلاف.

اقرأ المزيد عن