إسرائيل في حالة حرب - اليوم 584

بحث

الإمارات ترفض طلب إسرائيل تمويل خطة مساعدات غزة، وتقول إنها لا تعالج الأزمة

مسؤولة إماراتية تقول إن الموقف قد يتغير إذا تم تعديل المبادرة لتلبية الاحتياجات الملحة، لكن الرفض الأولي يمثل ضربة قوية للخطة

فلسطينيون يكافحون للحصول على الطعام المتبرع به في مطبخ مجتمعي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، الجمعة 9 مايو 2025.  (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
فلسطينيون يكافحون للحصول على الطعام المتبرع به في مطبخ مجتمعي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، الجمعة 9 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

رفضت الإمارات العربية المتحدة طلبا إسرائيليا لتمويل مبادرة جديدة لاستئناف توزيع المساعدات إلى غزة بعد حظر دام أكثر من شهرين، حسبما صرح مسؤول رفيع المستوى مطلع على الأمر لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الجمعة.

ويشكل هذا الرفض ضربة قوية للمبادرة، التي لم تبدأ بعد بشكل كامل، حيث كانت إسرائيل تأمل في أن يساعد الدعم الإماراتي في إقناع دول أخرى ومنظمات دولية على اتباع نفس النهج.

وقد شارك مسؤولون إسرائيليون بشكل مكثف في إنشاء “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) مؤخرا، والتي يريدونها أن تدير استئناف المساعدات إلى غزة بطريقة تمنع تحويلها إلى حماس.

لكن مذكرة صادرة عن GHF إلى الجهات المانحة المحتملة تفيد بأن المبادرة لن تغذي سوى حوالي 60٪ من سكان غزة في مرحلة أولية لم تحددها. وأصدرت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أُطلعت على الخطة بيانا في وقت سابق من هذا الأسبوع قالت فيه إنها لن تتعاون مع المبادرة، لأنها لا تعالج الأزمة الإنسانية بشكل كاف وتستخدم المساعدات كسلاح.

وقال مسؤول رفيع المستوى، في تأكيد لتقرير نُشر في موقع ”واللا“ الإخباري، إن اللواء غسان عليان، منسق أعمال الحكومة في المناطق، ومساعدة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، موران ستاف، زارا الإمارات يوم الخميس للقاء وزيرة التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي، على أمل إقناع أبو ظبي بدعم الخطة.

وقالت الهاشمي للمسؤولين الإسرائيليين إن الإمارات لن تكون قادرة على تقديم مثل هذا الدعم المالي لأن مبادرة GHF – في شكلها الحالي – لا تعالج الأزمة الإنسانية بشكل مناسب.

وأكدت المسؤولة على أن موقف أبوظبي قد يتغير إذا تم تعديل المبادرة لتتناسب مع الظروف الراهنة.

وقال دبلوماسي غربي لـ”تايمز أوف إسرائيل” في وقت سابق من هذا الأسبوع إن GHF تخطط للإعلان عن مبادرتها الجديدة هذا الأسبوع، لكن يبدو أن عدم وجود دعم دولي يؤخر الإعلان.

واكتفى المنظمون بمؤتمر صحفي عقده السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي يوم الجمعة، حيث قال إن الجهود جارية بالفعل، لكنه لم يقدم سوى القليل من التفاصيل حول كيفية عمل المبادرة، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم البرنامج.

فلسطينيون يكافحون للحصول على طعام متبرع به في مطبخ مجتمعي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، يوم الجمعة 9 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

في غضون ذلك، تمارس إدارة ترامب ضغوطا على المنظمات الإنسانية الدولية للتعاون مع الخطة الجديدة، وفقا لما صرح به ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ هذا الأسبوع.

وسط هذا الرفض من جماعات مختلفة، أشارت إدارة ترامب إلى هذه المنظمات – بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي – بأن تمويلها من الولايات المتحدة قد يتم خفضه إذا لم تتعاون، وفقا لما صرح به موظف في إحدى المنظمات الدولية للمساعدات، ودبلوماسي غربي رفيع المستوى، ومسؤول إسرائيلي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“.

وتقر مذكرة صادرة عن GHF حصل عليها ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الخميس بأن المدنيين في غزة ”يعانون حاليا من حرمان شديد“، لكنها تقول إن ”مواقع التوزيع الآمنة“ التي ستنشئها لتوزيع المساعدات ستخدم في البداية 1.2 مليون شخص فقط، في حين يبلغ عدد سكان القطاع حوالي 2 مليون شخص.

وتشير المذكرة إلى أن مواقع التوزيع الآمنة الأربعة ستكون ”قادرة على التوسع لتشمل أكثر من 2 مليون شخص“، لكنها لا تحدد المدة التي ستستغرقها المرحلة الأولية.

علاوة على ذلك، أقرت GHF بأن كل واحدة من مبادرات مواقع التوزيع الآمنة الأربع ستحتاج إلى وقت حتى تصل إلى الهدف الأولي المتمثل في خدمة 300 ألف شخص.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء إن إسرائيل تأمل بأن تبدأ بعض الدول باستقبال فلسطينيين، مما سيساعد في تقليل الفجوة بين القدرة الأولية لمبادرة المساعدات وإجمالي عدد سكان غزة.

لكن لم تتطوع أي دولة حتى الآن لاستقبال فلسطينيين، وبينما تروج إسرائيل لخيار الهجرة باعتباره ”طوعيا“، فإن دول المنطقة تنظر إليه بشكل متزايد على أنه قسري، بالنظر إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية مستمرة ومن المتوقع أن تشتد بشكل كبير قريبا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن قبل نهاية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة الأسبوع المقبل.

رجل فلسطيني يأكل خبزا مسطحا مصنوعا من العدس المطحون خلال أزمة نقص الدقيق، بينما تقوم امرأة بخبز دفعة جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة في 6 مايو 2025.(Omar AL-QATTAA / AFP)

وقال المسؤول الإسرائيلي إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن سكان غزة “يقتربون من المجاعة”، بالنظر إلى عدم دخول مساعدات إلى القطاع منذ انهيار هدنة مع حماس في الأول من مارس. وبناء على ذلك، فإن الخطة الإسرائيلية تسعى إلى استئناف المساعدات في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

ومع ذلك، فإن الهدف من المبادرة الجديدة مع GHF هو ضمان عدم استيلاء حماس على المساعدات، وهو أمر تقول إسرائيل إنها لم تنجح في تحقيقه منذ بدء الحرب.

وقد جادل المنتقدون بأن رفض الحكومة الإسرائيلية تقديم بديل فلسطيني قابل للتطبيق لحركة حماس قد سمح للحركة بالبقاء قوة مهيمنة في غزة، حتى وإن كانت قد تعرضت لضربات موجعة بسبب الأنشطة العسكرية الإسرائيلية.

وسيتم إنشاء مراكز توزيع المساعدات، أو SDS، في منطقة إنسانية جديدة تقوم إسرائيل بإنشائها في جنوب غزة بين محور فيلادلفيا، على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، ومحور موراغ الذي تم إنشاؤه حديثا على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمالا. وتشمل هذه المنطقة في الأساس مدينة رفح الواقعة في جنوب غزة. وسيكون الدخول إلى هذه المنطقة عبر نقاط تفتيش للجيش، في خطوة يأمل الجيش الإسرائيلي أن تمنع مقاتلي حماس من الوصول إلى المنطقة.

ووفقا للمذكرة، سيتم توزيع المساعدات من مراكز التوزيع في صناديق تحتوي على 50 وجبة غذائية تحتوي على 1750 سعرة حرارية، ومستلزمات النظافة الشخصية، والمستلزمات الطبية. وقال مسؤولون مطلعون على الخطة إن ما بين 5 آلاف و 6 آلاف ممثل تم فحصهم سيُسمح لهم بالتوجه سيرا على الأقدام إلى مراكز المساعدات مرة كل أسبوع أو أسبوعين لاستلام صندوق غذائي يزن حوالي 18 كيلوغراما لعائلاتهم.

وجاء في المذكرة: ”لضمان نزاهة وسلامة تسليم المساعدات، ستستخدم شركات المقاولات الفرعية التابعة لـ GHF مركبات مدرعة لنقل الإمدادات من وإلى مواقع SDS“. وستشمل شركات المقاولات الفرعية شركات أمنية أمريكية، مثل UG Solutions و Safe Reach Solutions، التي ساعدت في تأمين محور نتساريم في وقت سابق من هذا العام.

وذكرت المذكرة أن الجيش الإسرائيلي لن يكون متمركزا في أو بالقرب من مراكز توزيع المساعدات بهدف “الحفاظ على الطابع المحايد والمدني للعمليات”.

فلسطينيون يحاولون الحصول على وجبة ساخنة أعدها متطوعون في خان يونس، جنوب قطاع غزة، 6 مايو 2025. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وقال موظف في منظمة إغاثة دولية مطلع على الخطة لـ”تايمز أوف إسرائيل” في وقت سابق هذا الأسبوع إن الخطة لا تأخذ في الاعتبار الواقع الحالي في القطاع، حيث من المرجح أن يقتحم سكان غزة الجائعون والمستميتون للحصول على الطعام مراكز الإغاثة فور فتحها.

كما انتقد الموظف خطة الآلية التي تقضي بتسهيل دخول 60 شاحنة فقط إلى غزة يوميا من معبر واحد، قائلا إن هذا العدد لا يقترب من الكمية اللازمة لإطعام سكان غزة الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية.

وأطلع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سفراء دول مجلس الأمن على مبادرة المساعدات يوم الأربعاء في نيويورك.

ولا تزال مؤسسة GHF تعمل على تشكيل قيادتها، بعد أن تم تأسيسها في وقت سابق من هذا العام، لكن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين يجرون محادثات مع المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي بشأن رئاسة المؤسسة، حسبما قال دبلوماسي غربي.

ونقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مصدر مقرب من بيسلي قوله إن الرئيس السابق لبرنامج الأغذية العالمي والحائز على جائزة نوبل يجري مفاوضات بشأن إعادة تقديم المساعدات بشكل عاجل في غزة كشرط لانضمامه إلى المؤسسة.

اقرأ المزيد عن