الإدعاء يتهم الجندي من حادثة إطلاق النار في الخليل بالإدلاء بشهادة غير متناسقة
إيلور عزاريا يقول للمحكمة بأنه لو أردا قتل منفذ هجوم الطعن بدافع الإنتقام، لكان قد أطلق عليه النار عن قرب
خلال اليوم الثالث له على منصة الشهود يوم الثلاثاء، واجه جندي إسرائيل يمثل للمحاكمة بتهمة إطلاق النار على فلسطيني عاجز إنتقادات حادة من ممثلي الإدعاء العسكري، بسبب وجود تناقضات واضحة في روايته للأحداث التي وقعت في 24 مارس.
وأجاب الرقيب إيلور عزاريا على أسئلة وجهها له الإدعاء حول الحادثة، التي وقعت في 24 مارس، عندما تم تصويره وهو يطلق النار على الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في رأسه، بعد حوالي 15 دقيقة من قيام جنود بإطلاق النار على الشريف خلال محاولته طعن جندي إسرائيلي في الخليل.
وأصيب جندي إسرائيلي بجراح متوسطة في الهجوم الذي تم خلاله إطلاق النار على منفذ الهجوم الفلسطيني الثاني وقتله.
ووجه المدعي العام العسكري العقيد نداف وايزمان إلى عزاريا، المتهم بالقتل غير العمد، أسئلة بلا هوادة حول اللحظة التي اتخذ فيها قرار إطلاق النار.
في شهادته السابقة، قال عزاريا إنه سمع صرخات حذرت من أن منفذ الهجوم العاجز قد يكون يحمل عبوة ناسفة تحت معطفه ولا يزال يشكل خطرا، ما دفعه، إلى جانب قيام الشريف بتحريك جسسه قليلا، إلى اتخاذ قرار سريع بإطلاق النار. مع ذلك، أظهرت أدلة ظهرت في مقطع فيديو للحادثة بأن الصرخات جاءت قبل دقيقتين من وقع إطلاق النار القاتل.
وقال وايزمان لعزاريا بعد عرضه لصور إطلاق النار في المحكمة، “قررت إطلاق النار عليه دقيقتين قبل أن تقوم عمليا بإطلاق النار”.
ورد الجندي عليه: “هذا غير صحيح. لم أقف هناك مع جهاز توقيت. أنت تحاول الإيقاع بي بألعاب كلمات”.
بعدها طلب وايزمان من عزاريا الإشارة إلى اللحظة، كما يظهر في الفيديو، التي قرر فيها أن الشريف يشكل خطرا وشيكا.
بعد أن فشل في الرد على السؤال قال وايزمان لعزاريا: “حقيقة أنك غير قادر على الإشارة إلى هذه اللحظة تثبت بأنك لم تطلق النار بدافع الخوف، ولكن لأسباب أخرى”.
فرد عليه عزاريا: “هذا رأيك، ولكنني أطلقت النار لإنقاذ أرواح (…) إذا كنت أطلقت النار عليه بدافع الإنتقام، لكنت توجهت نحوه وأطلقت النار عليه في رأسه عن قرب”.
وسأل وايزمان عزاريا حول محادثة مزعومة جرت بينه وبين زميل له شهد في وقت سابق في المحاكمة بأنه قبل لحظات من إطلاق عزاريا للنار، قال للمتهم بأن خبراء المتفجرات في طريقهم لتأمين مكان الهجوم.
وكان رد عزاريا: “لا أتذكر محادثة كهذه معه في ذلك الوقت”. وأضاف: “أتذكر حديثا ما عن خبراء متفجرات، ولكنني لا أتذكر من قال ماذا بالضبط”.
وكذلك سأل وايزمان عزاريا حول ادعائه بأن إرتداء الشريف لمعطف لم يكن أمرا عاديا لأن اليوم الذي وقعت فيه الحادثة كان حارا. لكن على الرغم من أن عزاريا فال في شهادته بأن الشعور كان بأن درجة الحرارة كانت 30 درجة مئوية في ذلك اليوم، لكن سجلات الأرصاد الجوية تظهر أن درجة الحرارة كانت أكثر اعتدالا ووصلت إلى 19 درجة مئوية.
ونفي عزاريا أيضا قوله بأن الشريف “استحق الموت” بعد إطلاق النار عليه – وهو ما ذكره قائد سريته توم نعمان وجندي آخر خلال شهادتيهما أمام المحكمة.
وقال: “أنا متأكد من أنني لم أقل هذه الجملة، وإذا كنت قد قلتها، فقد كانت جزءا من جملة أساؤوا فهمها”.
يوم الإثنين، في اليوم الأول لإجابته على أسئلة الإدعاء، قال عزاريا للمحكمة بأن نعمان، الذي اتهمه بصفعه على وجهه بعد إطلاق النار، قام بحذف وقائع رئيسية من روايته للحادثة و”كذب في بعض النقاط”.
وادعى أيضا بأن ضباط مسؤولين آخرين كذبوا بشأن الحادثة، مؤكدا على قيامهم بحذف معلومات هامة من شهاداتهم أمام المحكمة بشكل متعمد.
في الشهر الماضي أدلى نعمان بشهادة قال فيها أن الشريف لم يعد يشكل خطرا بعد إطلاق النار عليه، وبأن عزاريا قال له “هذا الإرهابي كان على قيد الحياة وكان ينبغي أن يموت”.