إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث
تحليل

الإتحاد بمواجهة الإرهاب يبدو مستحيلا بين كلينتون وترامب

اعتداء اورلاندو في نهاية الاسبوع الى تعميق الهوة بين المرشحين الرئاسيين الاميركيين الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون

صورة مركبة تظهر المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 14 يناير 2016، ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في 4 فبراير 2016 (AFP / DSK)
صورة مركبة تظهر المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 14 يناير 2016، ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في 4 فبراير 2016 (AFP / DSK)

بعيدا عن الدفع بإتجاه الوحدة الوطنية، أدى هجوم أورلاندو في نهاية الأسبوع الى تعميق الهوة بين المرشحين الرئاسيين الأميركيين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، مع تبادلهما الهجمات بشأن العبر والمقترحات.

فمع بدء خطاب القاه ترامب الإثنين في مانشستر في ولاية نيوهمشر، سارع إلى مهاجمة الرئيس باراك اوباما وكلينتون، وعزا هجوم أورلاندو وسان برناردينو في كانون الأول/ديسمبر الى تراخي السلطات وفتح الحدود بإسم ما اعتبره “اللياقة السياسية”.

وفي المقابل، استنهضت كلينتون “روحية 12 ايلول/سبتمبر” أي أجواء التضامن الوطني غداة اعتداءات 2001، مضيفة من دون ذكر ترامب “لا مكان للسياسة اليوم”.

لكنها في اثناء عرض خطتها لمكافحة التهديدات الجهادية، وجهت انتقادات مبطنة الى خصمها من دون ذكر اسمه، واستهدفت اقتراحه اغلاق الحدود أمام المسلمين أو مراقبة المجتمع المسلم في البلاد.

كما أشارت إلى ان الولايات المتحدة “بلد الـ’نحن’ وليس بلد الـ’انا’” في تلميح جلي الى الملياردير الأميركي.

كما اعادت فتح النقاش الحاد بشأن الأسلحة النارية، داعية إلى اعادة تطبيق حظر على الأسلحة الهجومية (شبه الاتوماتيكية).

ترامب والهجرة

اعتبر ترامب أن الخطر الارهابي مرتبط مباشرة بالهجرة.

وقال في خطاب مانشستر: “حين يتم انتخابي، سأعلق الهجرة الوافدة من مناطق في العالم لها ماض مثبت من الإرهاب ضد الولايات المتحدة أو أوروبا أو حلفائنا، إلى أن نفهم تماما كيفية وضع حد لهذه التهديدات”.

كما صرح سابقا على قناة فوكس: “يقودنا رجل إما انه لا يتمتع بالقدر الكافي من الصلابة أو الذكاء، أو انه يضمر مخططا آخر”، ملمحا إلى أن اوباما ربما يتعاطف مع الايديولوجية الإسلامية.

ورد البيت الأبيض بالتأكيد أن التصريح لا يستحق تعليقا.

وفي كانون الأول/ديسمبر الفائت، بعد هجمات باريس وسان برناردينو، اقترح المياردير اغلاق الحدود موقتا أمام المسلمين دون معايير واضحة.

والإثنين صرح ترامب: “لا يمكن أن نستمر في السماح بدخول آلاف الأشخاص الى بلادنا، يفكر كثيرون منهم كما يفكر هذا القاتل المتوحش”، في إشارة الى مرتكب هجوم اورلاندو عمر متين، متهما مسلمي الولايات المتحدة بعدم التعاون مع السلطات للكشف عن مشبوهين مثله.

وعمر متين اميركي من أصل أفغاني بايع تنظيم “داعش” قبل تنفيذه هجوم إطلاق النار الذي أودى بحياة 49 شخصا في ملهى للمثليين في نهاية الأسبوع.

وتابع ترامب أن “السبب الوحيد لوجود هذا القاتل في اميركا هو أننا سمحنا لعائلته بالمجيء الى هنا”. مشددا على أن “غالبية مبادئ الإسلام المتطرف لا تنسجم مع القيم والمؤسسات الغربية. ان الاسلام المتطرف معاد للنساء ومعاد للمثليين ومعاد للاميركيين”.

كما وجه الثري الجمهوري تحية الى مجتمع المثليين، وقال: “انه هجوم على إرادة الأفراد في أن يعيشوا حياتهم كما يشاؤون وان يحبوا من يريدون وأن يعبروا عن هويتهم”.

مضيفا: “لا يمكن لهيلاري كلينتون أن تدعي صداقة المجتمع المثلي طالما انها تؤيد سياسة هجرة تجيز دخول متطرفين إلى البلاد”.

كلينتون والأسلحة

قالت كلينتون في خطاب في كليفلاند بولاية اوهايو في أجواء سادها الصمت وغابت عنها أي مظاهر احتفالية انتخابية بإستثناء اعلام اميركية، “قد يكون ارهابي أورلاندو مات، لكن الجرثومة التي سممت روحه لا تزال حية”.

وأضافت أن “التهديد ورم متنقل (…) بوصفي رئيسة، فإن كشف هويات الذئاب المنفردة واعتقالهم سيكونان أولوية كبيرة”.

كما نددت كلينتون بدور كل من السعودية وقطر والكويت في التمويل العالمي لايديولوجية التطرف غداة هجوم أورلاندو. وقالت: “حان الوقت ليمنع السعوديون والقطريون والكويتيون وآخرون مواطنيهم من تمويل منظمات متطرفة. يجب ان يكفوا عن دعم مدارس ومساجد متطرفة دفعت بعدد كبير من الشبان على طريق التطرف في العالم”.

سياسيا شددت وزيرة الخارجية السابقة على ملف الأسلحة النارية المثير للإنقسام.

وكما في كانون الأول/ديسمبر الفائت بعد اعتداءات باريس وسان برناردينو، ايدت كلينتون منع الأسلحة الهجومية من مسدسات وبنادق يستخدمها مرتكبو عمليات اطلاق النار.

وقالت أن “الأسلحة النارية لا مكان لها في شوارعنا”. في جملة يتوقع أن تكررها في الأشهر التالية مرارا.

لكن احتمالات إقرار الكونغرس قانونا يحظر هذه الأسلحة شبه معدومة، فيما ينوي الديمقراطيون جعل هذا الملف نقطة رئيسية في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

اقرأ المزيد عن