إسرائيل في حالة حرب - اليوم 494

بحث

الأونروا تواصل عملها رغم الحظر الإسرائيلي وبيئة عدائية

مسؤولة في المنظمة تقول إن الأونروا "ما زالت هي العمود الفقري للاستجابة الإنسانية الدولية" في غزة

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من الأونروا تنتظر عبور معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، 19 يناير 2025. (AP Photo/Amr Nabil)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من الأونروا تنتظر عبور معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، 19 يناير 2025. (AP Photo/Amr Nabil)

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الجمعة إنها تواصل عملها في تقديم المساعدات الإنسانية رغم الحظر الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ أمس الخميس وما تصفه بالعداء تجاه موظفيها.

ويحظر قانون إسرائيلي تم إقراره في أكتوبر الماضي عمليات الأونروا على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك القدس الشرقية، اعتبارا من 30 يناير. كما يحظر الاتصال بالسلطات الإسرائيلية اعتبارا من نفس التاريخ.

وأكدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا اليوم قلقها من تطبيق إسرائيل للقانون الجديد الذي تقول وكالات الإغاثة الإنسانية إن تأثيره سيكون كبيرا على قطاع غزة الذي أصابه الدمار، إذ ينتقل الموظفون والإمدادات إلى الجيب الفلسطيني عبر إسرائيل. وتقول إسرائيل إن منظمات أخرى تتولى بالفعل غالبية أعمال الإغاثة في غزة.

وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في الأونروا في مؤتمر صحفي بجنيف: “نحن مستمرون في تقديم الخدمات”. وأضافت: “في غزة، ما زالت الأونروا هي العمود الفقري للاستجابة الإنسانية الدولية. وما زال لدينا موظفون دوليون في غزة، ونواصل إدخال شاحنات الإمدادات الأساسية”.

ومضت بالقول أن أي تعطيل لعمل الوكالة في غزة سيهدد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب بين إسرائيل وحماس.

وأضافت: “إذا لم يُسمح للأونروا بالاستمرار في توفير وتوزيع الإمدادات، فسيصبح مصير وقف إطلاق النار الهش جدا في خطر”.

رجل يحمل صندوقًا من المواد الغذائية الإغاثية التي قدمتها الأونروا في مخيم البريج في قطاع غزة في 5 ديسمبر 2024 (Eyad BABA / AFP)

ويتلقى عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية خدمات التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات أيضا من الأونروا.

وقالت توما إن موظفي الوكالة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية يواجهون صعوبات، مستشهدة بأمثلة على الرشق بالحجارة والتوقيف عند نقاط التفتيش، متهمة “متطرفين إسرائيليين”.

وأضافت أنهم “يواجهون بيئة عدائية بشكل استثنائي مع استمرار حملة التضليل الضارية ضد الأونروا. إنها رحلة حافلة حقا بالمتاعب وليست سهلة. لا يحظى فريقنا بالحماية”.

وأظهرت صور أطلعت توما رويترز عليها تخريب متظاهرين إسرائيليين لافتة للأمم المتحدة خارج أحد مجمعاتها أمس الخميس من خلال رسم نجمة داود زرقاء عليها.

ناشطون من اليمين الإسرائيلي يخربون لافتة أمام البوابة المغلقة لمكتب الأونروا في الضفة الغربية، في القدس في 30 يناير 2025. (JOHN WESSELS / AFP)

وقالت إن الموظفين الدوليين يغادرون بالفعل بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم. وأعلنت الوكالة مقتل أكثر من 270 من موظفيها في حرب غزة التي استمرت 15 شهرا، ودعت إلى إجراء تحقيقات.

لطالما انتقدت إسرائيل الأونروا، وقالت إنها تديم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال منح وضع اللاجئ لأحفاد اللاجئين – وهو وضع لا يُمنح لأي فئة أخرى في العالم. كما اتهمت الوكالة بتعزيز الكراهية في مدارسها، وتعزيز اعتماد الفلسطينيين على المساعدات على مدى عقود من خلال نظامها، كما زعمت أن موظفيها متورطون في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي أشعل شرارة حرب غزة. وقالت الأمم المتحدة إن تسعة من موظفي الأونروا ربما تورطوا وتم فصلهم.

وأتاح اتفاق وقف إطلاق النار تعزيز المساعدات الإنسانية كثيرا وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقبل التوصل إلى الاتفاق، حذر خبراء من مجاعة وشيكة في أجزاء من شمال غزة، وهو ادعاء رفضته إسرائيل. وزادت الإمدادات منذ سريان الاتفاق في 19 يناير، وقال برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من 32 ألف طن من الغذاء دخلت غزة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل ملتزمة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مضيفا أن المساعدات يجب أن تدخل عبر وكالات دولية ومنظمات غير حكومية أخرى.

وقال في بيان: “المساعدات الإنسانية والأونروا ليسا سواء، ومن يرغبون في دعم جهود المساعدات الإنسانية في قطاع غزة يجب أن يستثمروا مواردهم في منظمات بديلة عن الأونروا”. وأضاف “سنلتزم بالقانون وسنواصل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية”.

أصبحت وكالة الأونروا الآن محظورة من العمل على الأراضي الإسرائيلية، كما أصبح الاتصال بينها وبين المسؤولين الإسرائيليين محظوراً أيضاً.

وقد أقر الكنيست الحظر في نوفمبر بأغلبية كبيرة بدعم من أحزاب المعارضة، في ظل سلسلة من الاكتشافات حول تورط موظفي الوكالة في نشاط جماعات مسلحة في قطاع غزة، ومشاركة بعض موظفيها في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والاستخدام المتكرر للبنية التحتية للأونروا في أنشطة مسلحة.

كما قدمت إسرائيل أدلة على أن مدارس الوكالة تحرض على كراهية إسرائيل وتمجيد الهجمات ضد الإسرائيليين.

مقطع فيديو يظهر أحد العاملين في الأونروا يقود سيارة جيب بيضاء تابعة للأمم المتحدة، ويختطف جثة يوناتان سميرانو، الذي قُتل على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر، 2023. (Screenshot)

وتأسست الأونروا في عام 1949 في أعقاب حرب الاستقلال الإسرائيلية عام 1948. وهي تقدم المساعدات والرعاية الصحية والتعليم لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والدول العربية المجاورة – سوريا ولبنان والأردن.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا نحو 5.9 مليون شخص، وهم ينحدرون من النازحين في الحرب التي أعقبت قيام إسرائيل في عام 1948.

وهي واحدة من وكالتين تابعتين للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ففي حين تقدم الأونروا خدماتها للفلسطينيين، فإن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مسؤولة عن جميع اللاجئين الآخرين في جميع أنحاء العالم.

وقال المتحدث باسم الحكومة دافيد مينسر للصحفيين يوم الأربعاء إن “الأونروا مليئة بعناصر حماس”، مضيفا أنه “إذا قامت دولة بتمويل الأونروا، فإن هذه الدولة تمول الإرهابيين”.

وقال مينسر: “توظف الأونروا أكثر من 1200 عضو من حماس، بما في ذلك الإرهابيون الذين نفذوا مذبحة السابع من أكتوبر. هذه ليست مساعدة، بل دعم مالي مباشر للإرهاب”.

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إسرائيل بإلغاء قرارها.

وأعرب غوتيريش عن أسفه لهذا القرار وطلب من حكومة إسرائيل التراجع عنه، مؤكدا أن “لا بديل” للأونروا.

من الأرشيف: عمال الأمم المتحدة والهلال الأحمر يقومون بإعداد المساعدات للتوزيع على الفلسطينيين في مستودع الأونروا في دير البلح، قطاع غزة، 23 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Hassan Eslaiah)

وقال رئيس الوكالة فيليب لازاريني إن قدرة الأونروا على توزيع المساعدات “تفوق بكثير قدرة أي كيان آخر”.

ووصف خطوات إسرائيل ضد الأونروا بأنها “هجوم لا هوادة فيه… يضر بحياة ومستقبل الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

قدمت إسرائيل أدلة على تورط عشرات الموظفين في الأونروا في الهجوم المميت عام 2023، وتصر على أن الوكالات الأخرى يمكن أن تعوض عن هذا النقص في تقديم الخدمات الأساسية والمساعدات وإعادة الإعمار – وهو ما تعارضه الأمم المتحدة والعديد من الحكومات المانحة.

توصلت سلسلة من التحقيقات، بما في ذلك التحقيق الذي قادته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، إلى بعض “القضايا المتعلقة بالحياد” في الأونروا، لكنها ادعت أن إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعائها الرئيسي.

وفي عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، ألقت واشنطن بثقلها دعما للخطوة الإسرائيلية، متهمة الأونروا بالمبالغة في عواقب القرار.

اقرأ المزيد عن