الأمين العام للأمم المتحدة شاهد فيلما إسرائيليا عن هجوم 7 أكتوبر واصفا ما رآه بأن “البشرية في أسوأ حالاتها”
الأمين العام للأمم المتحدة بشاهد اللقطات في أعقاب ضغوط مارسها مسؤولون إسرائيليون؛ الهيئة الأممية تصوت على مشروع قانون يدعو إلى زيادة المساعدة في غزة ووقف القتال
شاهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفيلم الوثائقي الذي أعده الجيش الإسرائيلي ومدته 47 دقيقة عن هجوم حماس والذي يُعرض في إطار حملة تقوم بها اسرائيل لكسب الدعم الدولي، حسبما أكد سفير إسرائيل لدى المنظمة يوم الأربعاء.
وشاهد غوتيريتش الفيلم في عرض خاص في مقر الأمم المتحدة بعد ضغوط كبيرة مارسها مسؤولون إسرائيليون، حسبما أفادت القناة 12 يوم الثلاثاء. ولم يحضر غوتيريتش العروض السابقة التي نظمها المسؤولون الإسرائيليين في الأمم المتحدة بدعوى صعوبات في الجدول الزمني.
بحسب إردان، وصف غوتيريتش بعد مشاهدته للقطات هجوم حماس في جنوب إسرائيل بأنه “البشرية في أسوأ حالاتها”.
وكتب إردان على منصة “اكس”: “الآن سنرى ما إذا كانت تصريحاته العلنية ستتغير وما إذا كان يفهم حقا مهمة إسرائيل في القضاء على هذا الشر من على وجه الأرض وإعادة الرهائن إلى الوطن… لو كانت الأمم المتحدة ملتزمة بمبادئها التأسيسية، لكنا سمعنا ذلك في اليوم الأول من الحرب”.
اللقطات التي عُرضت على غوتيريش تم عرضها لأول مرة على الصحفيين الأجانب ومنذ ذلك الحين تم عرضها على مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين إسرائيليين وأجانب، وعلى قادة الجاليات اليهودية في العالم.
ويتضمن الفيلم “مشاهد للقتل والتعذيب وقطع الرؤوس من مذبحة حماس في جنوب إسرائيل، بما في ذلك مقاطع فيديو أولية من كاميرات المسلحين”.
Finally, the UN Secretary-General watched the @IDF’s film of Hamas atrocities from October 7.
After he watched it, the Secretary-General himself said that it was humanity at its worst. Now we will see if his public statements change and if he truly understands Israel’s mission… pic.twitter.com/M8ggJukjtG
— Ambassador Gilad Erdan גלעד ארדן (@giladerdan1) December 20, 2023
قُتل حوالي 1200 شخص وتم اختطاف نحو 240 آخرين في الهجوم الذي بدأ في وقت مبكر من صباح يوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس إسرائيل من البر والجو والبحر وهاجموا أكثر من 20 بلدة في جنوب إسرائيل.
ردا على الهجوم، بدأت إسرائيل حملة جوية وعملية برية في وقت لاحق في غزة، متعهدة بالقضاء على حماس الحاكمة للقطاع منذ 2007.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 19,600 فلسطيني قُتلوا في القطاع الساحلي منذ 7 أكتوبر، رغم أن هذا العدد لا يفرق بين المقاتلين والمدنيين ولا يمكن التحقق منه بشكل مستقل. وقالت إسرائيل إن من بين حصيلة القتلى حوالي 7000 من مقاتلي حماس والناشطين التابعين لها، بالإضافة إلى المدنيين الذين قُتلوا بسبب فشل في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
ولقد واجه غوتيريش انتقادات شديدة من مسؤولين إسرائيليين منذ اندلاع الحرب بسبب تصريحات تم تفسيرها على أنه معادية لإسرائيل ومؤيدة لحماس.
في أكتوبر، بدا أن الأمين العام للأمم المتحدة يشير إلى أن الدافع وراء هجوم حماس المدمر كان سيطرة اسرائيل على الأراضي الفلسطينية، على الرغم من انسحاب إسرائيل بشكل أحادي من غزة في عام 2005.
وقال غوتيريش: “من المهم أيضا الاعتراف بأن هجمات حماس لم تحدث من فراغ”، مما دفع إردان ووزير الخارجية إيلي كوهين إلى المطالبة باستقالته.
في الآونة الأخيرة، اتهم كوهين غوتيريش بدعم حماس ودعا مرة أخرى إلى استقالته بعد أن كتب الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تحث على وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس. كما أدان كوهين قرار غوتيريش تفعيل بند نادر في ميثاق الأمم المتحدة لحث مجلس الأمن على التدخل.
وفي 8 ديسمبر، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن، أيده جميع أعضاء المجلس تقريبا وعشرات الدول الأخرى، يطالب بوقف إنساني فوري لإطلاق النار في غزة. وانتقد نائب السفيرة الأمريكية روبرت وود المجلس بعد التصويت لفشله في إدانة هجوم حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل، أو الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ووافقت الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا بأغلبية ساحقة على قرار مماثل وإن كان غير ملزم في 12 ديسمبر بأغلبية 153 صوتا مقابل 10 وامتناع 23 عن التصويت.
وكان المجلس قد حدد موعدا للتصويت في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الاثنين، ولكن تم تأجيله في البداية حتى يوم الثلاثاء لمحاولة إقناع الولايات المتحدة بدعم القرار أو الامتناع عن التصويت.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي بعد ظهر الثلاثاء قبل تأجيل التصويت: “مازلنا نعمل على صياغة مشروع القرار. من المهم بالنسبة لنا أن يفهم بقية العالم ما هو على المحك هنا وما فعلته حماس في 7 أكتوبر وكيف أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد تلك التهديدات”.