الأمم المتحدة: 15 مسعفين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي مدفونين في مقبرة جماعية؛ الجيش: استهدفنا مسلحين
قال الجيش أن القوات أطلقت النار بعد أن تقدمت مركبات غير منسقة بشكل مشبوه نحوها دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ، ويضيف أنه ساعد في تنسيق عملية إخلاء الجثامين

قال مسؤولون بالأمم المتحدة أنه جرى انتشال جثث 15 من عمال الطوارئ والإغاثة من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني والأمم المتحدة من مقبرة في الرمال في جنوب قطاع غزة.
وذكر توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ على موقع “إكس” أن الجثث دفنت بالقرب من “سيارات محطمة وعليها علامات واضحة (تدل على هويتها)”. وأضاف “قتلوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم إنقاذ أرواح. نطالب بإجابات وتحقيق العدالة”.
واعترف الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة بأنه أطلق النار على سيارات إسعاف وسيارات إطفاء، قائلا أنه حددها على أنها “مركبات مشبوهة”.
في رد لاحق يوم الاثنين، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الدولي المقدم نداف شوشاني أن الجيش “لم يهاجم سيارة إسعاف بشكل عشوائي في 23 مارس”.
“يوم الأحد الماضي، تم التعرف على عدة سيارات غير منسقة تتقدم بشكل مشبوه نحو قوات الجيش الإسرائيلي دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ. ثم أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي النار على السيارات المشتبه بها. في وقت سابق من ذلك اليوم، تم التنسيق مع سيارات لم تكن تابعة للإرهابيين ومرت بأمان على نفس الطريق”.
وزعم شوشاني أنه “بعد تقييم أولي تبين أن القوات تمكنت من القضاء على ناشط عسكري من حماس هو محمد أمين إبراهيم الشوبكي الذي شارك في مجزرة 7 أكتوبر، إلى جانب ثمانية إرهابيين آخرين من حماس والجهاد الإسلامي”.
The IDF did ???????????? randomly attack an ambulance on March 23. Let me walk through what happened step-by-step:
1. Last Sunday, several uncoordinated vehicles were identified advancing suspiciously toward IDF troops without headlights or emergency signals. IDF troops then… https://t.co/VdtyXd8qj5
— LTC Nadav Shoshani (@LTC_Shoshani) March 31, 2025
وأضاف: “بعد التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والمنظمات الدولية، تم تنفيذ عملية إخلاء الجثث”، مضيفا أنه “ليس من المفاجئ أن الإرهابيين يستغلون مرة أخرى المرافق والمعدات الطبية في أنشطتهم”.
وأضاف شوشاني: “عندما يعمل الإرهابيون في منطقة قتال نشطة، سنفعل كل ما يلزم لحماية المدنيين وقواتنا”.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على “إكس” يوم الاثنين، إن الجثث ألقيت “في قبور ضحلة، وهو انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية”.
وأضاف أن هذه الوفيات ترفع إجمالي عدد موظفي الإغاثة الذين قُتلوا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إلى 408.
وفي بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن “صدمتها” إزاء هذه الوفيات.
وأضافت أنه “جرى التعرف على هوية جثثهم اليوم، وتم انتشالها لدفنها بكرامة. كان هؤلاء الموظفون والمتطوعون يخاطرون بحياتهم لتقديم الدعم للآخرين”.

وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن أحد موظفي فريق الهلال الأحمر، المكون من تسعة أفراد، لا يزال مفقودا. ولم يعلق الاتحاد بعد على تفاصيل الموقع الذي عُثر فيه على الجثث. وكانت المجموعة قد فُقدت في 23 مارس، بعد أن استأنفت إسرائيل هجومها الشامل على حركة حماس.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أيضا أنها انتشلت جثث ستة من عناصر الدفاع المدني وموظف لدى الأمم المتحدة في المحيط نفسه. وأضافت أن القوات الإسرائيلية استهدفت هؤلاء الموظفين. ولم تحمل بيانات الصليب الأحمر أي جهة مسؤولية الهجمات.
ووصف جوناثان ويتال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة موقع العثور على الجثث بأنه “مقبرة جماعية”، قائلا إنه وضع عليه ضوء مصباح من سيارة إسعاف محطمة.
ونشرت تعليقاته على إكس مع صور لفرق الهلال الأحمر وهي تحفر في الرمال بحثا عن الجثث بجوار سيارة إطفاء محطمة ومركبة تابعة للأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم المكتب ردا على أسئلة رويترز إن موقع الدفن يشبه كوما كبيرا من الرمال “يتضح أنه تم استخدام جرافة أو آلة مشابهة لتشكيله، وليس نتيجة انفجار”.
وأضاف “تشير المعلومات المتاحة إلى أن الفريق الأول قتلته القوات الإسرائيلية في 23 مارس، وأن فرق طوارئ وإغاثة أخرى تعرضت للقصف واحدا تلو الآخر خلال عدة ساعات أثناء بحثها عن الزملاء المفقودين”.
1/6 First responders should never be a target. Yet today @UNOCHA supported @PalestineRCS and Civil Defense to retrieve colleagues from a mass grave in #Rafah #Gaza that was marked with the emergency light from one of their crushed ambulances. pic.twitter.com/xFYFXWp2c6
— Jonathan Whittall (@_jwhittall) March 30, 2025
وأوضح الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أن هذه الواقعة تعد الهجوم الأكثر دموية على موظفي الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أي مكان منذ عام 2017.
وقال جاغان تشاباغين الأمين العام للاتحاد “أشعر بحزن شديد. كان رجال الإسعاف المتفانون يعالجون للجرحى. لقد كانوا يؤدون عملا إنسانيا”.
وأضاف “كانوا يرتدون شارات من المفترض أن تحميهم، وكانت سيارات الإسعاف الخاصة بهم تحمل علامات واضحة”.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 1060 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قتلوا خلال 18 شهرا منذ أن شنت إسرائيل هجوما على غزة بعد اقتحام مقاتلين من حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وقلصت المنظمة العالمية عدد موظفيها الدوليين في غزة بمقدار الثلث بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن عناصر حماس يعملون بانتظام من داخل المنشآت الطبية، وقد أكد الجيش الإسرائيلي أن بعض من قتلهم كانوا من عناصر حماس المتنكرين أو الذي يعملون بدوام جزئي كموظفين طبيين.
وفقا لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما لا يقل عن 921 فلسطينيا في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها المكثفة في 18 مارس. وأدّت هذه الضربات إلى انهيار اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، الذي كان ساريًا لمدة شهرين. وقالت إسرائيل إنها قررت تجديد الضغط العسكري بعد أن رفضت حماس عروضا متكررة لتمديد المرحلة الأولى من الهدنة، التي انتهت في الأول من مارس. من جهتها، أصرت حماس على التمسك بشروط الاتفاق الأصلي، الذي كان من المفترض أن تبدأ مرحلته الثانية في 2 مارس. وتتضمن هذه المرحلة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة وإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الموافقة عليه، معتبرًا أنه سيُبقي حماس في السلطة.
وقُتل ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني في الحرب التي أشعلها هجوم 7 أكتوبر، وفقا للوزارة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ولا يمكن تأكيد هذه الأعداد بشكل مستقل، كما أنها لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.