إسرائيل في حالة حرب - اليوم 370

بحث

الأمم المتحدة تنتقد إسرائيل بعد غارة على مدرسة أسفرت عن مقتل موظفين أمميين؛ والجيش يقول إنه استهدف مركزا لحماس

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تعلن عن مقتل 6 موظفين من بين 18 شخصا في قصف على مدرسة الجاعوني؛ الجيش الإسرائيلي يقول إن حماس استخدمت الموقع لشن هجمات، ويضيف أنه اتخذ خطوات للحد من الخسائر بين المدنيين

أشخاص يستخدمون بطانية لنقل أحد الضحايا بعد غارة جوية إسرائيلية على مدرسة الجاعوني في النصيرات، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس كانت تعمل من هناك، في وسط قطاع غزة في 11 سبتمبر، 2024.  (Eyad BABA / AFP)
أشخاص يستخدمون بطانية لنقل أحد الضحايا بعد غارة جوية إسرائيلية على مدرسة الجاعوني في النصيرات، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس كانت تعمل من هناك، في وسط قطاع غزة في 11 سبتمبر، 2024. (Eyad BABA / AFP)

أدانت الأمم المتحدة مساء الأربعاء الغارة الإسرائيلية على مدرسة في غزة والتي قال عناصر الإنقاذ إنها أسفرت عن مقتل 18 شخصا، من ضمنهم موظفون في الأمم المتحدة، ودعت إلى حماية مواقع المنظمة الدولية “من قبل جميع الأطراف”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مركز تحكم تابع لحماس يقع داخل مدرسة الجاعوني في النصيرات في وسط قطاع غزة. وعلى الرغم من عدم نشاطها وسط الحرب، فقد تم استخدام مبنى المدرسة كمأوى للفلسطينيين النازحين.

بحسب الجيش فإن حماس استخدمت المدرسة للتخطيط ولتنفيذ هجمات ضد القوات وضد إسرائيل. وقال الجيش أنه اتخذ “خطوات كثيرة” للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين في الضربة، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والاستطلاع الجوي وغيرها من المعلومات الاستخباراتية.

في بيان، قالت الأمم المتحدة إن المدرسة في النصيرات هي منطقة “فض اشتباك”.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين إن هذه هي الغارة الجوية الخامسة على نفس المدرسة منذ بدء حرب غزة.

وقال دوجاريك: “إننا ندين جميع الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين وتلك التي تستهدف أيضا منشآت الأمم المتحدة”.

وأضاف: “إن سياستنا واضحة. لا ينبغي أبدا استهداف منشآت الأمم المتحدة، ولا ينبغي لأي مجموعة أو أي قوة استخدام منشآت الأمم المتحدة لأنشطة عسكرية”، مضيفا: “يجب حماية منشآت الأمم المتحدة، ويجب احترام منشآت الأمم المتحدة، وهذا من جانب جميع الأطراف في أي صراع”.

أحد أفراد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يتفقد ساحة مدرسة بعد أن أصابت غارة جوية إسرائيلية الموقع الذي أقامت فيه حماس مركز قيادة في النصيرات في وسط قطاع غزة، 11 سبتمبر، 2024. (Photo by Eyad BABA / AFP)

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن ستة من موظفيها قُتلوا في غارتين جويتين إسرائيليتين على المدرسة في النصيرات ومحيطها، ووصفت العدد بأنه الأعلى بين فريقها في حادث واحد.

“من بين القتلى مدير مأوى الأونروا وأعضاء آخرون في الفريق الذين يقدمون المساعدة للنازحين”، حسبما نشرت الوكالة الأممية على منصة “اكس”.

وأضافت “يجب حماية المدارس والبنية التحتية المدنية الأخرى في جميع الأوقات، فهي ليست هدفا”.

وبموجب القانون الدولي، تفقد البنية التحتية المدنية المحمية هذه الصفة إذا تم استخدامها في أنشطة عسكرية.

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بعد الغارة على المدرسة إن ما لا يقل عن 220 عضوا من موظفي الوكالة قُتلوا في غزة خلال الحرب. وتقول إسرائيل إن الفصائل المسلحة في غزة تعمل بانتظام وبشكل منهجي من داخل مثل هذه المواقع، مستخدمة المدنيين كدروع بشرية بهدف زيادة الخسائر بين المدنيين أثناء الحرب.

فلسطينيون يقفون في ساحة مدرسة الجاعوني بعد أن ضربت غارة جوية إسرائيلية الموقع، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إن حماس كانت تعمل من هناك، في وسط قطاع غزة في 11 سبتمبر، 2024. (Eyad BABA / AFP)

ونشر لازاريني على منصة “اكس”، قتل دون نهاية وبلا معنى، يوما بعد يوم”، مضيفا “تم تجاهل موظفي ومباني وعمليات العمل الإنساني بشكل صارخ ودون هوادة منذ بداية الحرب”.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يحدث في غزة بأنه “غير مقبول على الإطلاق”.

ردا على ذلك، اتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غوتيريش بتحريف الواقع.

وكتب داني دانون على وسائل التواصل الاجتماعي : “من غير المعقول أن تستمر الأمم المتحدة في إدانة إسرائيل في حربها العادلة ضد الإرهابيين، بينما تستمر حماس في استخدام النساء والأطفال كدروع بشرية”.

وأضاف أن “الحل ليس وقفا لإطلاق النار، بل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة والقضاء على حماس”.

بعد أن اندلعت الحرب في أعقاب المذبحة التي ارتكبتها حركة حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص، اعتبرت إسرائيل عودة 251 رهينة اختُطفوا في ذلك اليوم أحد أهدافها العسكرية، إلى جانب تفكيك حماس. ولا يزال 97 من الرهائن المختطفين في ذلك اليوم محتجزين في غزة، ومن المعروف أن بعضهم لم يعودوا على قيد الحياة.

وقد أدت الضربة الأخيرة على مدرسة الجاعوني يوم الأربعاء إلى تدمير جزء من المنشأة، ولم يتبق سوى كومة محترقة من القضبان الفولاذية والخرسانة.

ونشر المتحدث باسم الدفاع المدني التابع لحماس في غزة محمود بصل على “تلغرام”: “للمرة الخامسة تقصف إسرائيل مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا وتقتل 18 مواطنا بينهم اثنان من موظفي وكالة الغوث وأطفال ونساء، وأكثر من 18 مصابا بينهم حالات حرجة”. ولا يمكن التحقق من أرقام حماس والحركة لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مقابلة في مقر الأمم المتحدة، 9 سبتمبر، 2024. (Pamela Smith/AP)

وفي أرجاء القطاع، تم إعادة تصميم العديد من المباني المدرسية لإيواء الأسر النازحة، حيث نزحت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مرارا وتكرارا بسبب الحرب.

لقد استهدفت القوات الإسرائيلية عدة مواقع تقع داخل المدارس في الأشهر الأخيرة والتي تقول إنها كانت تُستخدم من قبل المسلحين الفلسطينيين.

قوات إسرائيلية تعمل في قطاع غزة في صورة غير مؤرخة أصدرها الجيش في 8 سبتمبر، 2024 (Israel Defense Forces)

وسارع الناجون من الغارة لانتشال الجثث والمتعلقات من بين الأنقاض، وقالوا لوكالة فرانس برس إنهم اضطروا إلى تخطي “أطراف بشرية ممزقة”.

وقال رجل كان يحمل كيسا بلاستيكيا يحتوي على بقايا بشرية: “بالكاد أستطيع الوقوف”.

وأضاف “نحن نمر في جحيم مستمر منذ 340 يوما. وما رأيناه خلال هذه الأيام لم نره حتى في أفلام هوليوود؛ والآن نراه في غزة”.

وبحسب دراسة استقصائية أجرتها مجموعة Education Cluster، وهي مجموعة من منظمات الإغاثة بقيادة اليونيسف ومنظمة “أنقذوا الأطفال”، فإن أكثر من 90٪ من مباني المدارس في غزة تضررت بشكل خطير أو جزئي في الغارات، كما تضرر أكثر من نصف المدارس التي تؤوي النازحين.

جاءت غارة النصيرات بعد يوم واحد من مقتل 19 فلسطينيا على الأقل، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف ثلاثة من كبار ناشطي حماس في غرفة قيادة وُضعت في منطقة إنسانية حددتها إسرائيل في جنوب قطاع غزة.

قال الدفاع المدني التابع لحماس ومكتب الإعلام الحكومي في البداية أن 40 شخصا قُتلوا في الغارة، وهو الرقم الذي شككت فيه إسرائيل. وفي وقت لاحق، خفضت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة عدد الضحايا إلى 19 وقالت إن أكثر من 60 آخرين أصيبوا.

وُصفت غزة مرارا بأنها المكان الأكثر دموية في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، حيث انتقدت منظمات الإغاثة بشكل متكرر عملية “فض الاشتباك” – تنسيق الحركات مع الأطراف العسكرية.

فشلت حتى الآن أشهر من المفاوضات خلف الكواليس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في تأمين هدنة وإطلاق سراح الرهائن.

وقالت الحركة في بيان إن وفدا من حماس التقى بوسطاء قطريين ومصريين في الدوحة يوم الأربعاء. حاولت جولات الوساطة الأخيرة التي عُقدت في الدوحة والقاهرة التوصل إلى إطار عمل طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو، لكن كل من إسرائيل وحماس أشارتا علنا إلى تشديد مواقفهما التفاوضية.

اقرأ المزيد عن