الأمم المتحدة تتطلع لإستخدام مروحيات لإلقاء المساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا
رغم الدعوات مساعد موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا أشار إلى أن إلقاء مساعدات جوا ’ليس وشيكا’
أ ف ب – تتطلع الأمم المتحدة إلى استخدام مروحيات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، عشية جلسة طارئة يعقدها مجلس الأمن الدولي الجمعة بهدف إيجاد سبل لمساعدة السكان الجائعين في البلد الذي مزقته الحرب.
وميدانيا، تواصل اجتدام المعارك مع مقتل 19 مدنيا، بينهم ستة أطفال، في قصف جوي وصاروخي لقوات النظام السوري على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما أعلن الدفاع المدني. فيما تشن القوات الكردية هجوما ضد تنظيم “داعش”في محافظتي حلب والرقة في شمال البلاد.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة حول سوريا الجمعة للبحث في مسألة القاء مساعدات انسانية من الجو للمناطق المحاصرة، بعدما كانت قد حددت المجموعة الدولية لدعم سوريا والأمم المتحدة الأول من حزيران/يونيو كمهلة لبدء اعتماد هذا المسار في حال لم تتمكن قافلات المساعدات من الوصول برا.
واعتبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكفورت، الذي طلب عقد جلسة طارئة، انه “لا بد من القاء مساعدات انسانية من الجو”.
وطالب نظيره الفرنسي فرنسوا ديلاتر “بتنفيذ عمليات القاء مساعدات انسانية من الجو على كل المناطق المحتاجة اليها، وبالدرجة الاولى على داريا والمعضمية ومضايا، حيث يواجه السكان المدنيون، بمن فيهم الأطفال، خطر الموت جوعا”.
إلا أن مساعد موفد الأمم المتحدة الخاص الى سوريا رمزي عز الدين رمزي، كان قد أشار إلى أن القاء المساعدات جوا “ليس وشيكا”، خاصة أن برنامج الأغذية العالمي لم ينجز بعد خططه في هذا الشأن.
وشرح انه نظرا الى الطبيعة المعقدة لهذه العمليات التي تستلزم استخدام الممرات الجوية التي تعتمدها في العادة الطائرات التجارية، فإن الأمم المتحدة تحتاج الى ضوء اخضر من الحكومة السورية للسير قدما في خطتها.
لكن المتحدث بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أوضح أن عمليات كهذه تواجه مخاطر كبيرة.
وقال أنه “في المناطق المدنية، ليس ممكنا إلقاء المساعدات من الجو، إذ أن كل مروحية تحمل نحو ثلاثة أطنان وعليها أن تحط لتفريغ الحمولة”.
وأضاف دوجاريك أنه “نتخيل التحديات الأمنية للقيام بذلك، بالإضافة إلى الصعوبات الأكبر بالتحليق في الأجواء السورية”.
وبالتزامن مع انتهاء مهلة الأول من حزيران/يونيو المحددة لالقاء المساعدات جوا، دخلت الاربعاء اول قافلة مساعدات الى مدينة داريا جنوب دمشق، والتي تحاصرها قوات النظام منذ العام 2012، من دون ان تتضمن مواد غذائية، الامر الذي علقت عليه منظمة “سايف ذي شيلدرن” بالقول انه “صاعق وغير مقبول اطلاقا منع الشاحنات من ادخال الطعام”.
وأتى إدخال المساعدات في اطار هدنة مؤقتة فرضتها موسكو حليفة دمشق لمدة 48 ساعة في داريا وانتهت منتصف ليل الخميس الجمعة.
بحاجة إلى كل شيء
ويقول الناشط شادي مطر في مدينة داريا: “لم يعد هناك عمليات بيع وشراء في داريا، فليس هناك أي مواد لبيعها بل ما يجري الكثير من الأحيان هو مقايضات وتبديل بين السكان”.
وحول كيفية تأمين المواد الغذائية حاليا، أوضح شادي: “تدخل بعض المواد عن طريق التهريب، إذ أن البعض يخاطر بحياته ويتسلل خارج المدينة (…) اعتمدنا لفترات طويلة على ادوية منتهية الصلاحية فيما كان جزء كبير من الأدوية غير متوفر أساسا”.
وختم شادي بالقول: “داريا بحاجة الى كل شيء”.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أنه “كما في غالبية المناطق المحاصرة يعتمد سكان داريا على التهريب لتأمين المواد الغذائية والأدوية، الأمر الذي يؤدي دائما الى ارتفاع كبير في الأسعار”.
وخلال سنوات الحصار الطويلة، خسرت داريا المدمرة بشكل شبه كامل تسعين في المئة من سكانها البالغ عددهم 80 الف نسمة، فيما يواجه من تبقى منهم نقصا حادا في الموارد ويعانون من سوء التغذية. ولهذه المدينة اهمية استراتيجية بالنسبة لقوات النظام كونها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.
ويعيش في سوريا 592 الفا و700 شخص في 19 منطقة محاصرة من قبل الأطراف المتنازعة وفق الأمم المتحدة، وغالبيتهم في مناطق تحاصرها قوات النظام السوري. ويعيش أيضا حوالى اربعة ملايين آخرين في مناطق يصعب الوصول اليها.
وبالإضافة الى معاناة المحاصرين، أسفر النزاع في سوريا منذ اذار/مارس 2011 عن مقتل اكثر من 280 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
وقتل الخميس مواطنان وأصيب أربعة آخرين بجروح في تفجير انتحاري استهدف مدينة اللاذقية في غرب سوريا، بحسب ما افادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وفي مدينة حلب شمالا، قال مسؤول في الدفاع المدني لفرانس برس: “قتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة اطفال في حي العامرية جراء قصف صاروخي، فيما قتل 14 آخرون، بينهم ثلاثة اطفال، في الغارات الجوية على أحياء الهلك والصاخور والشيخ خضر وهنانو”.
جبهات الجهاديين
وميدانيا، تتركز الأنظار على معركة تقودها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية لطرد تنظيم “داعش” من مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية، وهي عبارة عن تحالف فصائل كردية وعربية، من التقدم “اذ باتت على بعد عشرة كيلومترات من منبج بعدما سيطرت على حوالى 20 قرية”، وفق المرصد السوري.
ولمدينة منبج أهمية استراتيجية، حيث تقع على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم “داعش” بين الرقة، معقله في سوريا، والخارج.
وقد اثبتت قوات سوريا الديمقراطية أنها الأكثر فعالية في قتال تنظيم “داعش”، ونجحت في طرده من مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا. وهذا الهجوم هو الثاني الذي تشنه ضد التنظيم المتطرف في غضون اسبوع، اذ انها اطلقت في 24 ايار/مايو عملية لطرده من شمال محافظة الرقة.
وأبدت باريس الأربعاء “تفاؤلا نسبيا” بشأن سير العمليات العسكرية في كل من سوريا والعراق ضد تنظيم “داعش”، ففي العراق أيضا تتقدم القوات العراقية باتجاه مدير الفلوجة أحد أبرز معاقل الجهاديين غرب بغداد، فيما لا يزال حوالى 50 الف مدني عالقين فيها.