الأردن يستضيف إسرائيل والفلسطينيين لقمة يوم الأحد، في محاولة لتهدئة الأوضاع
سيشمل الاجتماع في منتجع العقبة المطل على البحر الأحمر ممثلين أمريكيين ومصريين؛ من المقرر أن يشارك أيضا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس الشاباك
قال مسؤول حكومي أردني إن الأردن سيستضيف الأحد اجتماعا “سياسيا أمنيا” بين إسرائيل والفلسطينيين لمحاولة إعادة الهدوء إلى الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أعمال العنف الدامية.
كما سيحضر الاجتماع الذي سيعقد في منتجع العقبة المطل على البحر الأحمر ممثلو الولايات المتحدة ومصر.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس السبت إن الهدف هو “بناء الثقة” بين إسرائيل والفلسطينيين.
ومن المتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ورئيس الشاباك رونين بار.
وتأتي المحادثات بعد مقتل 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 80 في معركة بالأسلحة النارية يوم الأربعاء أثناء مداهمة القوات الإسرائيلية مدينة نابلس بالضفة الغربية لاعتقال نشطاء مسلحين. وقالت الفصائل الفلسطينية إن سبعة على الأقل من القتلى كانوا من نشطاءها، بينما كان ثلاثة آخرين من المدنيين.
وأثارت الاضطرابات المتصاعدة هذا العام قلقا دوليا، وتأتي في أعقاب أعمال العنف في عام 2022 التي كانت الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ بدء الأمم المتحدة تعقب العنف في المنطقة. كما تأتي الاضطرابات قبل شهر رمضان المبارك، وهو وقت يتسم بحساسية خاصة في القدس.
وقال المسؤول الحكومي الأردني إن “الاجتماع يأتي استكمالا للجهود المكثفة التي يبذلها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجير دوامات كبيرة من العنف”.

واضاف المسؤول ان المحادثات تهدف الى “اجراءات امنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأفادت أخبار القناة 12 أن إسرائيل وعدت المسؤولين الفلسطينيين بالحد من الدخول إلى البلدات الفلسطينية في المستقبل القريب في محاولة لتهدئة التوترات.
وأفادت وكالة “الشرق نيوز” السعودية أنه من المتوقع أن يطالب فريق السلطة الفلسطينية بوقف المداهمات الإسرائيلية والنشاط الاستيطاني، مع السعي للتوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية المسلحة للحفاظ على الهدوء.
وقال مصدر فلسطيني مطلع إن القمة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني الإسرائيلي الفلسطيني وترسيخ التفاهمات التي تم التوصل إليها في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن الخطوات التي سيتخذها الجانبان من أجل تهدئة التوترات.
وخلفت حملة الالعسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من عام في الضفة الغربية أكثر من 200 قتيل فلسطيني – الغالبية العظمى منهم قُتلوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية ولكن بعضها في ظروف مشكوك فيها – بما في ذلك 60 قتلوا منذ بداية العام، مما أدى إلى تفاق التوترات في العلاقات. وتم إطلاق الحملة العام الماضي لوقف سلسلة من الهجمات المميتة التي أسفرت عن مقتل 31 إسرائيليا في عام 2022، ومقتل 11 في هجمات فلسطينية في القدس الشرقية هذا العام وحده – 10 مدنيين وضابط شرطة حرس الحدود.
وقال المصدر إنه من المفترض أن ترسل رام الله وفدا برئاسة وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إلى جانب رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية ماجد فرج وكبير المستشارين الدبلوماسيين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجدي الخالدي. ومن المقرر أن يقوم منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومساعدة وزير الخارجي الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف بتمثيل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقد أقام الشيخ وهنغبي خطاً سرياً للاتصال، بعد وقف الاتصالات الرسمية بين القدس ورام الله بشكل أساسي. وعلى الرغم من الطبيعة المتشددة لتحالف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أرسل عباس الشيخ لإنشاء قناة تواصل سرية مع القدس يمكن استخدامها للحفاظ على الاتصال ومنع تفاقم تدهور العلاقات. وقال مسؤول فلسطيني يوم الاثنين إن قناة التواصل السرية لا زالت مفتوحة رغم فترة العنف الجارية، وقد عقد الشيخ وهنغبي عدة اجتماعات شخصية وافتراضية.
وجاءت مداهمة يوم الأربعاء، وهي الأحدث في سلسلة العمليات العسكرية الدامية التي شنتها إسرائيل في الضفة الغربية، تحت قيادة حكومة ائتلافية جديدة تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.
وسافر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تولى منصبه مرة أخرى في ديسمبر، في يناير إلى عمان لعقد اجتماع نادر مع الملك عبد الله الثاني. وشدد الملك في ذلك الوقت على “ضرورة الحفاظ على الهدوء ووقف جميع أعمال العنف”.
وأكد عبد الله أيضا موقف الأردن الداعم لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
ويهدف المؤتمر إلى إضفاء الطابع الرسمي على الموافقة الإسرائيلية على تأجيل السماح بالتوسع الاستيطاني الإضافي لعدة أشهر إلى جانب التزام في توقيت مماثل لتخفيف عمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية وهدم منازل فلسطينية أو إخلاء الفلسطينيين من منازلهم. وقال المصدر الفلسطيني إن رام الله غاضبة من انتهاك كل من هذه الالتزامات هذا الأسبوع وتطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.