الأردن ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يتهمان إسرائيل بتعمد تجويع سكان غزة
وزير الخارجية كاتس يرفض التصريحات ويلقي اللوم على حماس في عرقلة جهود المساعدات؛ تقرير للأمم المتحدة يقول أنه يمكن تجنب المجاعة
تعرضت إسرائيل لانتقادات لاذعة من الأردن والاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية يوم الاثنين، بما في ذلك اتهامات بأنها تقوم بتجويع المدنيين في غزة عمدا.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إن “المجاعة تُستخدم كسلاح حرب. إسرائيل تثير المجاعة”. ولقد أدلى بوريل بتصريحات مماثلة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
يوم الإثنين أيضا، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الجوع في قطاع غزة “من صنع البشر”.
وقال تقرير تدعمه الأمم المتحدة أنه من المتوقع حدوث مجاعة لدى نحو 70٪ من الأسر في شمال قطاع غزة من الآن وحتى مايو.
في جميع أنحاء القطاع، ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون “الجوع الكارثي” إلى 1.1 مليون، أو حوالي نصف السكان، وفقا لتقرير صادر عن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”، وهو برنامج تعاوني بين أكثر من اثنتي عشرة منظمة دولية، بما في ذلك العديد من وكالات الأمم المتحدة.
في مؤتمر صحفي عقده في عمّان مع نظيره البرازيلي، اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بـ”تجويع الأطفال حتى الموت وأخذ أكثر من مليوني فلسطيني رهينة”.
رافضا الاتهامات، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل تسمح بدخول المساعدات إلى غزة.
وكتب كاتس على منصة X إن “إسرائيل تسمح بدخول مساعدات انسانية واسعة النطاق إلى غزة عبر البر والجو والبحر لكل من يرغب في المساعدة”، مضيفا “على الرغم من قيام حماس بعرقلة قوافل المساعدات بعنف وتعاون الأونروا معهم، فإننا مستمرون”.
وأضاف أنه يتعين على بوريل “التوقف عن مهاجمة إسرائيل والاعتراف بحقنا في الدفاع عن النفس ضد جرائم حماس”.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني خلال مؤتمر صحفي عُقد في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري: “نحن منخرطون في سباق مع الزمن لمحاولة عكس تأثير انتشار الجوع والمجاعة التي تلوح في الأفق في قطاع غزة”.
وأضاف أن بالإمكان حل الأزمة وعكس اتجاهها إذا كانت هناك رغبة سياسية للقيام بذلك وأنه يمكن “إغراق” غزة بالمواد الغذائية عبر المعابر البرية.
وقال رئيس الوكالة الأممية أيضا إن أكثر من 150 من مرافق الأونروا تعرضت للقصف أو لحقت بها إضرار أو دُمرت بالكامل خلال الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية لتدمير حماس التي تحكم المنطقة والتي أشعلت الحرب بهجوم 7 أكتوبر.
وقال لازاريني: “نعلم أيضا أن عددا من الموظفين الذين تم اعتقالهم خضعوا لتحقيقات صارمة للغاية وسوء المعاملة والإذلال”.
وأن طلب دخوله إلى مدينة رفح الحدودية في غزة قد تم رفضه: “كنت أنوي الذهاب إلى رفح اليوم، لكن تم إبلاغي قبل ساعة برفض دخولي إلى رفح”.
وقال شكري إن الرفض ليس مسؤولية الحكومة المصرية: “لقد رفضتك الحكومة الإسرائيلية، ورفضت دخولك، وهي خطوة غير مسبوقة لممثل في هذا المنصب الرفيع”.
وقالت وزارة الخارجية في القدس لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنها لم تتلق أي طلب من لازاريني.
وتتعرض إسرائيل لضغوط متزايدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. وانضمت الولايات المتحدة إلى دول أخرى في إسقاط الإمدادات جوا إلى المنطقة المعزولة في شمال غزة وأعلنت عن خطط لبناء رصيف بحري لإدخال المساعدات.
وأفادت الأمم المتحدة بوجود صعوبة خاصة في الوصول إلى شمال غزة لتوصيل المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات. ويقول السكان إنهم لجأوا إلى أكل النباتات البرية وعلف الحيوانات، ونهب البعض شاحنات المساعدات القليلة التي تمكنت من العبور، مما أدى في بعض الأحيان إلى عواقب مميتة.
وقال التقرير الذي دعمته الأمم المتحدة يوم الاثنين إن الوقت لم يفت بعد لمنع المجاعة من الانتشار.
وقال التقرير “يجب على الفور كبح أزمة الجوع المتصاعدة بسرعة في قطاع غزة. وهذا يتطلب وضع حد للأعمال العدائية وتعبئة الموارد الضرورية وضمان التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية لسكان غزة”.
وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 31,500 فلسطيني قُتلوا على يد إسرائيل في الحرب الدائرة. ولا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل مسلحين ومدنيين من حماس، الذين قُتل بعضهم نتيجة فشل في إطلاق الصواريخ من قبل الحركة. ويقول الجيش أنه قتل أكثر من 13 ألف مقاتل في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر وبعده مباشرة.
وقبل اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال بوريل أيضا إنه واثق من أن الاتحاد سيوافق على فرض عقوبات على حماس والمستوطنين الإسرائيليين العنيفين في الضفة الغربية.
وقال للصحفيين: “يبدو أن الجميع سيتفق اليوم على فرض عقوبات على حماس والمستوطنين العنيفين الذين يضايقون الفلسطينيين في الضفة الغربية”.
وقال دبلوماسيون أوروبيون يوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي قريب من الاتفاق على العقوبات بعد أن أشارت المجر إلى انتهاء معارضتها.
وقالت بعض الدول الأعضاء المقربة من إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا والنمسا، إنها مستعدة للموافقة على فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين بمجرد فرض عقوبات أخرى على حماس.
ساهمت في هذا التقرير رويترز وفرانس برس