الأردن تستدعي سفيرها من إسرائيل احتجاجا على “الكارثة الإنسانية” في الحرب ضد حماس
عمان تتهم إسرائيل بـ”قتل الأبرياء” والتسبب في “كارثة إنسانية” في غزة؛ وبينما تستدعي كولومبيا وتشيلي سفيريهما
استدعت الأردن سفيرها لدى إسرائيل يوم الأربعاء احتجاجا على “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة وارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية ضد حماس.
وطلب وزير الخارجية أيمن الصفدي من السفير غسان المجالي العودة إلى عمان “تعبيرا عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
كما طلبت الأردن من وزارة الخارجية الإسرائيلية إبلاغ السفير روغيل رحمان، الذي تم استدعاؤه إلى إسرائيل مؤقتا بسبب تهديدات أمنية في الأردن، بعدم العودة إلى عمان.
وبحسب البيان فإن “عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الانسانية التي تسببها وكل الإجراءات التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني”.
الرد الإسرائيلي الذي صدر بعد ساعات جاء حذرا، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات في تغريدة إن اسرائيل “تأسف” للقرار.
الأردن حذت حذو كولومبيا وتشيلي، اللتين استدعتا سفيريهما للتشاور في الليلة السابقة. وعلقت بوليفيا كل علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، والتي كانت شبه معدومة عمليا، ليل الثلاثاء.
وانتقدت وزارة الخارجية كولومبيا وتشيلي يوم الأربعاء، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ليئور حيات إن “مواطنين من كولومبيا وتشيلي ودول أخرى في أمريكا اللاتينية كانوا أيضا من بين ضحايا الهجوم الشنيع [في 7 أكتوبر]. إن دولة إسرائيل تخوض حربا فُرضت عليها؛ حرب ضد منظمة إرهابية تستخدم المواطنين في قطاع غزة كدروع بشرية”.
وأضاف حيات إن إسرائيل “تدعو كولومبيا وتشيلي إلى الإدانة الصريحة لمنظمة حماس الإرهابية التي ذبحت واختطفت أطفالا ونساء وشيوخا. وتتوقع إسرائيل من كولومبيا وتشيلي دعم حق دولة ديمقراطية في حماية مواطنيها، والدعوة إلى الإفراج الفوري عن جميع المختطفين”.
سحبت إسرائيل دبلوماسييها من تركيا في نهاية الأسبوع “لإعادة تقييم العلاقات” في الوقت الذي واصل فيه الرئيس رجب طيب أردوغان مهاجمة اسرائيل بسبب أنشطتها في قطاع غزة.
الأردن كانت ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في عام 1994، بعد مصر في عام 1979. ودعا آلاف المتظاهرين عمان إلى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل بسبب الحرب ضد حماس.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد لقائه بالمستشار الألماني أولاف شولتز في برلين في الأسبوع الثاني من الصراع إن “المنطقة بأكملها على شفا السقوط في الهاوية”، مضيفا “هناك حاجة إلى بذل كل جهودنا للتأكد من ألا نصل إلى هناك”.
وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء، هاتفيا مع عبد الله. ووفقا للبيت الأبيض، ناقش الزعيمان المساعدات الإنسانية لغزة، ومنع الصراع من الانتشار.
وبعد أسبوعين من الحرب، أصدرت إسرائيل تحذيرا من السفر إلى الأردن ودول عربية أخرى.
في وقت سابق من هذا الشهر، طلبت الأردن من الولايات المتحدة نشر نظام الدفاع الصاروخي “باتريوت” لتعزيز الدفاعات الحدودية للمملكة حيث تسبب الحرب التوتر في جميع أنحاء المنطقة.
في غضون ذلك، زعمت ملكة الأردن رانيا في مقابلة أجريت معها على شبكة CNN أنه لا يوجد دليل يمكن التحقق منه على أن مسلحي حماس قاموا بقطع رؤوس الأطفال خلال هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، على الرغم من المواد المختلفة المتاحة.
كما اتهمت الزعماء الغربيين بـ”الكيل بمكيالين” لعدم إدانتهم لقتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في قصفها المستمر لغزة.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عندما اخترق مسلحو حماس الحدود مع غزة واجتاحوا البلدات الجنوبية في إسرائيل، وقتلوا أكثر من 1400 إسرائيلي، واختطفوا أكثر من 240 آخرين، تحت غطاء سيل من الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بهجوم واسع النطاق في القطاع الساحلي، الذي قالت إنه يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة الحاكمة للقطاع بالكامل. وتقول إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس بينما تحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
بحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 8700 فلسطيني قُتلوا في القطاع نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل. وقد اتُهمت حماس بتضخيم عدد القتلى، ويُعتقد أن من بينهم مدنيون وأعضاء في حماس قُتلوا في غزة وإسرائيل، بما في ذلك نتيجة فشل في إطلاق الصواريخ من قبل الفصائل المسلحة في القطاع.