الأردن تؤكد أن تسرب النفط في العقبة تحت السيطرة، في حين يراقب الإسرائيليون الأضرار
مسؤولون في عمان يقللون من خطورة التسرب، لكن علماء بيئة يحذرون من احتمال الأضرار التي قد تلحقها عمليات التنظيف بالنظام البيئي للشعاب المرجانية

قال مسؤولون أردنيون إن إنفجار الأنبوب الذي أدى إلى تسرب حوالي 200 طن من النفط الخام إلى ميناء العقبة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء تم إحتواؤه إلى حد كبير، في حين أشار نظراؤهم الإسرائيليون إلى أن وصول النفط إلى شواطئ إيلات غير مرجح.
وقال المتحدث بإسم وزارة حماية البيئة الإسرائيلية إن “الأردنيين سيطروا على التسرب، لذلك نقوم بتخفيض مستوى الإستعداد ولكننا نواصل مراقبة الوضع (…) نعمل بالتعاون معهم. نحن على اتصال مستمر معهم، ونسمح لهم بإنهاء العمل”.
وقللت التقارير في وسائل الإعلام الأردنية من خطورة التسرب. مدير الدفاع المدني العقيد محمد الهباهبة قال لصحيفة “الغد” الأردنية بأن العمال منعوا وصول كل النفط إلى البحر تقريبا.
وقال إن كمية النفط التي دخلت الماء لم تتعدى الخمسة لترات، ولا يبدو أنه سيكون لها تأثير على سطح البحر.
وتم فتح الشواطئ في البلاد أمام المستجمين كالمعتاد. وأضافت وزارة حماية البيئة أنه بسبب الرياح، فمن غير المرجح وصول أي بقع من النفط إلى الشواطئ الإسرائيلية.
وقالت وزارتا حماية البيئة والخارجية في بيان مشرك لهما بأن إسرائيل تواصلت مع مسؤولين أردنيين لعرض المساعدة في تنظيف التسرب.
وزير حماية البيئة زئيف إلكين والمدير العام لوزارة الخارجية دوري غولد صادقا على العرض لتزويد معدات إسرائيلية وقوى بشرية للمساعدة في جهود التنظيف، ولكن الأردنيين في الوقت الحالي “يعالجون الحادث بإنفسهم”، بحسب البيان.
مع ذلك، يراقب مسؤولون في البلدان الأربعة المحيطة بخليج العقبة – الأردن والسعودية وإسرائيل ومصر – عن كثب الوضع لتحديد الأضرار المحتملة. وقال مدير قسم حماية البيئة البحرية، رامي أمير، إن “للنظام البيئي لا توجد هناك حدود، خليج إيلات هو كيان واحد”.
وقالت بروفيسور بيلا غليل، باحثة كبيرة في المعهد الإسرائيلي لدراسة المحيطات والمسطحات المائية الداخلية، إنه من الضروي إلا يقوم المسؤولون الأردنيون بإستخدام مشتتات كيميائية في معالجتهم للتسرب، التي تقوم بإستحلاب النفط وتحويله إلى قطرات صغيرة وغير مرئية للعين المجردة ولكنها أكثر تدميرا على للشعاب المرجانية.
وقالت إن “أفضل طريقة في الظروف الراهنة هي الإزالة المادية للنفط بواسطة محاصرته بحواجز عائمة وامتصاصه بمادة خاصة وإزالته إلى مقالب نفايات”.
وأضافت: “ينصب الإهتمام على الشعاب المرجانية، ولكن يمكن [للتسرب النفطي] أن يؤثر على عمود الماء كله، وخاصة إذا كان النفط على السطح وتحت السطح”.
وتعتمد الشعاب المرجانية متعددة الألوان والثروة السمكية على شبكة غذائية معقدة. يمكن لقطرات نفط غير مرئية أن تضر بأصغر الأعضاء في هذه الشبكة الغذائية، العوالق النباتية والعوالق الحيوانية، التي توفر الغذاء للشعاب المرجانية وسكانها، بحسب ما قالته غليل.
وقالت غليل: “حتى لو لم يصل التسرب إلى الشعاب المرجانبة، فإنها ستتأثر بسبب تأثر السلسلة الغذائية”. وأضافت: “الناس يقولون ’حسنا، لكن التسرب النفطي على بعد 20 كيلومترا’. لكن العوالق في الخليج هي وحدة واحدة. إذا كانت تموت أو تتحول إلى سامة بسبب نفط مستحلب فهي ستؤثر على الشعاب المرجانية حتى لو لم تكن الشعاب على تواصل مع النفط بنفسه”.
وقال أمير إن السلطات الإسرائيلية الإسرائيلية غير متأكدة من السبل التي يستخدمها الأردنيون للسيطرة على التسرب ولكنهم يملكون نفس المعدات التي يملكها الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك حواجز عائمة وكاشطات، التي تقوم بإحتواء النفط وإزالته من المياه من دون إستخدام مستحلبات كيميائية.
في الماضي، إستخدم كل من الجانب الإسرائيلي والأرني المشتتات الكيميائية لمعالجة التسرب النفطي، حتى توصلت دراسة أجراها علماء إسرائيليون في خليج العقبة في عام 2007 إلى أن هذه الطريقة تتسبب بأضرار.
وقالت غليل إن “للشعاب المرجانية المتاخمة للموانئ متوسط عمر قصير”، مشيرة إلى أن بعض أنواع الشعاب المرجانية تعيش لمئات السنين. “هناك مينائين في الجزء العلوي من الخليج. ذلك لا يساعد في الحصول على تعمير سعيد”.
ساهم في هذا التقرير دوف ليبر وطاقم تايمز أوف إسرائيل.