إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

آلاف الإسرائيليين ينزلون إلى الشوارع ويغلقون الطرق بعد تنحي قائد منطقة تل أبيب في الشرطة من منصبه

إغلاق شارع أيالون يستمر لساعات؛ اعتقال 27 شخصا على الأقل في جميع أنحاء البلاد؛ إصابة شخص بعد أن قام سائق بدهس المتظاهرين؛ إيشد يقول إنه خسر وظيفته لأنه رفض استخدام قوة غير متناسبة لقمع المظاهرات

  • متظاهرون مناهضون للحكومة يرفعون الأعلام ويشعلون حريقا صغيرا على طريق أيالون السريع في تل أبيب ، بعد استقالة قائد شرطة تل أبيب عامي آيشد، 5 يوليو، 2023. (OREN ZIV / AFP)
    متظاهرون مناهضون للحكومة يرفعون الأعلام ويشعلون حريقا صغيرا على طريق أيالون السريع في تل أبيب ، بعد استقالة قائد شرطة تل أبيب عامي آيشد، 5 يوليو، 2023. (OREN ZIV / AFP)
  • خيالة الشرطة يحاولون تفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة على طريق ايالون السريع في تل ابيب، بعد استقالة قائد شرطة تل ابيب عميحاي ايشد، 5 يوليو، 2023. (OREN ZIV / AFP)
    خيالة الشرطة يحاولون تفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة على طريق ايالون السريع في تل ابيب، بعد استقالة قائد شرطة تل ابيب عميحاي ايشد، 5 يوليو، 2023. (OREN ZIV / AFP)
  • سيارة تدهس بالمتظاهرين المناهضين للحكومة الذين أغلقوا طريق أيالون السريع في تل أبيب، 5 يوليو، 2023. (Video screenshot by Michel Braunstein; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
    سيارة تدهس بالمتظاهرين المناهضين للحكومة الذين أغلقوا طريق أيالون السريع في تل أبيب، 5 يوليو، 2023. (Video screenshot by Michel Braunstein; used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)
  • متظاهرون على طريق أيالون السريع، 5 يوليو، 2023. (Facebook screenshot)
    متظاهرون على طريق أيالون السريع، 5 يوليو، 2023. (Facebook screenshot)
  • احتجاجات مناهضة للحكومة في ميدان باريس في القدس، 5 يوليو، 2023.(Times of Israel)
    احتجاجات مناهضة للحكومة في ميدان باريس في القدس، 5 يوليو، 2023.(Times of Israel)
  • قائد شرطة تل أبيب، عميحاي ايشد، يعقد مؤتمرا صحفيا في تل أبيب، أعلن فيه عن استقالته، 5 يوليو، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)
    قائد شرطة تل أبيب، عميحاي ايشد، يعقد مؤتمرا صحفيا في تل أبيب، أعلن فيه عن استقالته، 5 يوليو، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)
  • وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يتحدث خلال مؤتمر صحفي في الكنيست، 5 يوليو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)
    وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يتحدث خلال مؤتمر صحفي في الكنيست، 5 يوليو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

نزل آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع وأغلقوا عدة طرق سريعة رئيسية في جميع أنحاء البلاد ليل الأربعاء بعد أن أعلن قائد شرطة تل أبيب عميحاي إيشد عن استقالته. ايشد كان على وشك أن يتم إقالته من منصبه ونقله إلى دور هامشي أكثر، بسبب ما زعم أنها “اعتبارات سياسية” ورفضه استخدام “القوة غير المتناسبة”، بعد ما وصفه مننقدوه بإنه تعامله بليونة مع المتظاهرين ضد الإصلاح القضائي.

أكبر مظاهرة – تضامنا مع إيشيد وضد الإئتلاف المتشدد – جرت على طريق أيالون السريع في تل أبيب، حيث اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين الذين أغلقوا حركة المرور وأشعلوا النيران. تم إغلاق الطريق لعدة ساعات، قبل أن تستخدم الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين بعد منتصف الليل.

وقرر أحد السائقين العالقين في حركة المرور اختراق المظاهرة ، مما أدى إلى إصابة متظاهر واحد على الأقل قبل أن يتم إيقاف السائق واعتقاله من قبل الشرطة.

خلال الاحتجاج، تم إطلاق الألعاب النارية من المباني المجاورة تضامنا مع المتظاهرين، مما أدى إلى هتافات من الحشد وساهم بشكل أكبر في حالة الشعور بالفوضى التي اجتاحت الشوارع طوال المساء. وفي عدة لقطات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تصوير أفراد شرطة على طريق أيالون السريع وهم يضربون المتظاهرين الذين رفضوا إخلاء المنطقة.

واستخدمت الشرطة الخيالة وخراطيم المياه لإخلاء الطريق السريع، لكنها واجهت صعوبة في استعادة النظام لعدة ساعات. بعد منتصف ليل الأربعاء، قالت الشرطة إنها أخلت معظم المتظاهرين في تل أبيب من شارع أيالون واعتقلت 15 شخصا. وانتهت المظاهرة بغناء المتظاهرين للنشيد الوطني الإسرائيلي “هاتيكفا”، وفق ما أورده موقع “واينت” الإخباري.

واعتُقل ما لا يقل عن 12 شخصا آخر في احتجاجات في مواقع أخرى، بينهم ثمانية في القدس. وقالت الشرطة في وقت لاحق إنها اعتقلت أربعة أشخاص آخرين في مظاهرة عند تقاطع طرق رئيسي بالقرب من هرتسليا.

مع قيام المتظاهرين بإشعال النيران على طريق أيالون السريع، بدا أن الاحتجاجات تحاكي الاحتجاجات الأكبر التي شهدتها البلاد في أواخر مارس بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قراره إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي دق ناقوس الخطر بشأن تأثير الإصلاح القضائي على الأمن. أعلن نتنياهو عن تجميد عملية الإصلاح في اليوم التالي وتراجع لاحقا عن قراره بإقالة غالانت.

بدأت الاحتجاجات ضد التشريعات المثيرة للجدل لإعادة تشكيل القضاء الإسرائيلي منذ يناير، وتصاعدت مؤخرا مع تجديد ائتلاف نتنياهو المتشدد جهوده للدفع ببعض القوانين ذات الصلة.

وأثارت الاحتجاجات غضب الإئتلاف، حيث دخل وزير الأمن القومي ورئيس حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشرف على الشرطة، مرارا مع الشرطة بشأن تعاملها مع المتظاهرين. طالب بن غفير باتخاذ نهج أكثر صرامة مع المتظاهرين وبتنفيذ المزيد من الاعتقالات.

غالبا ما كان غضب بن غفير موجها إلى إيشد، وسط رفض الأخير استخدام قوة أكبر ضد المظاهرات المناهضة للإصلاح القضائي  المستمرة منذ أشهر.

خيالة الشرطة يحاولون تفريق المتظاهرين المناهضين للحكومة على طريق ايالون السريع في تل ابيب، بعد استقالة قائد شرطة تل ابيب عامي ايشد، 5 يوليو، 2023. (OREN ZIV / AFP)

في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، تحدث ايشد عن “الثمن [الشخصي] الرهيب لاختياري منع حرب أهلية”.

وأثارت استقالته احتجاجات في القدس، حيث تجمع مئات المحتجين في “ميدان باريس” في المدينة وأغلقوا تقاطع الطرق. ونشرت الشرطة هنا أيضا الخيالة واستخدمت خراطيم مياه – التي أطلقت مياه ذات رائحة كريهة – لتفريق الحشد وسط هتافات “عار”. وكان من بين المتظاهرين أعداد كبيرة من الطلاب الجامعيين وإسرائيليين في منتصف العمر. وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على أربعة أشخاص وقامت بإخلاء المتظاهرين بعد منتصف الليل. وأصيبت خلال الاحتجاجات امرأتان على الأقل.

استخدام خراطيم مياه تابعة للشرطة خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في ساحة باريس بالقدس، 5 يوليو، 2023.(Times of Israel)

في وقت سابق، تجمع متظاهرون خارج مقر الإقامة الرسمي لنتنياهو في شارع “عزة” في القدس ، واشتبكوا مع الشرطة بينما أغلقوا الطريق. في وقت لاحق من الليل، توجه المتظاهرون مرة أخرى إلى شارع عزة من ميدان باريس باتجاه منزل رئيس الوزراء.

بالإضافة إلى تل أبيب والقدس، أغلق المتظاهرون تقاطعات كركور وكرميئيل وتسيماح وحوريف وراغر وعزة في شمال وجنوب إسرائيل مساء الأربعاء. وأقيمت مظاهرات في حوالي 40 موقعا في أنحاء البلاد.

“حدود القوة”

وكان المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي قد أبلغ ايشد مؤخرا أنه سيتم نقله لقيادة مركز تدريب داخلي للشرطة، وهو ما يُظر إليه على نطاق واسع على أنه خفض رتبة. لطالما كانت علاقة شبتاي وايشد متوترة وساءت عندما تولى بن غفير منصبه.

أعلن بن غفير وشبتاي الأسبوع الماضي إن نائب قائد لواء الجنوب في الشرطة، بيرتس عمار، سيحل محل ايشد في تل أبيب.

في شهر مارس، أعلن بن غفير أنه وبناء على توصية شبتاي سيتم نقل إيشد إلى منصب جديد، بعد انتقاد طريقة تعامل إيشد مع الاحتجاجات الجماهيرية ضد خطة الإصلاح القضائي للحكومة.

تم تجميد هذه الخطوة مؤقتا من قبل المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، التي أعربت عن مخاوفها بشأن وجود دوافع سياسية تقف وراء توقيت نقل ايشد من منصبه.

وافق شبتاي على إقالة إيشد، على ما يبدو في ضوء التوترات الطويلة مع الضابط الكبير، لكنه أقر لاحقا بأن التوقيت كان خاطئا.

في شهر مايو، استدعى شبتاي ايشد د لإجراء مقابلة حول توليه قيادة قسم التدريب، لكن الأخير رد بخطاب ادعى فيه أن “اعتبارات المفوض العام للشرطة شخصية وسياسية ومخالفة لتعليمات المستشارة القضائية للحكومة”.

أصر كل من شبتاي وبن غفير على أن عزل إيشد من منصبه كان مخططا له مسبقا، لكن بن غفير قال أيضا إن قراره اتخاذ الخطوة في ذلك الوقت مرتبط بتعامل قائد شرطة تل أبيب مع الاحتجاجات في المدينة.

قال إيشد في مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء: “لم استطع الارتقاء إلى مستوى توقعات [بن غفير]، والتي تضمنت كسر القواعد والالتزام بالتدخل الواضح في صنع القرار المهني”.

وأضاف: “كان بإمكاني استخدام  قوة غير متناسبة بسهولة وملء غرفة الطوارئ في [المركز الطبي] إيخيلوف في نهاية كل مظاهرة في تل أبيب. كان بإمكاننا إخلاء [الطريق السريع] أيالون في غضون دقائق بتكلفة باهظة من خلال تحطيم الرؤوس وكسر العظام وعلى حساب خرق الميثاق بين الشرطة والمواطنين”.

وتابع قائلا: “كقائد، قمت بتعليم أجيال من رجال الشرطة التعرف على حدود القوة، والحفاظ على عقدنا مع الجمهور… لسوء الحظ، ولأول مرة في العقود الثلاثة التي أمضيتها في الخدمة، قوبلت بواقع غريب لم يكن فيه الهدوء والنظام هما الهدف المنشود، بل كان العكس هو الصحيح”.

وادعى أن رفضه الامتثال لمطالب بن غفير أدى إلى “تحول آلة سموم جيدة التجهيز ضدي على الإنترنت، مما أدى إلى تهديدات كبيرة على حياتي وتصنيفي تحت أعلى مستوى من التهديد. لكن هذا لم يثنني. في جميع الأوقات رأيت أمامي خريطة طريق واحدة وبوصلة واحدة: الضوابط والتوازنات، والقانون الإسرائيلي وقواعد الأخلاق والعدالة”.

قائد شرطة تل أبيب، عميحاي إشيد، يعقد مؤتمرا صحفيا في تل أبيب، 5 يوليو، 2023. (Avshalom Sassoni / Flash90)

وحث إيشد الشرطة على ألا تروعها الإطاحة المزعومة به من المنصب، قائلا إن القادة يجب أن “يقفوا بحزم كالصخرة، وأن يلتزموا بقيم المنظمة وأن يتخطوا الاعتبارات الشخصية العابرة. الشرطي هو مبعوث عام ، موظف حكومي… ’سابقة عامي إيشيد’ يجب ألا ترهب قادة الشرطة. يجب على قائد المنطقة ألا يتجنب إبداء رأيه وألا ينحرف عن قيمه”.

وقال إنه دفع في النهاية الثمن للالتزام بمبادئه، مع “ذهاب 33 عاما من الخدمة بالزي الرسمي – في المرحلة الأخيرة قبل الترشح لمنصب المفوض العام للشرطة – هباء. كل ذلك لسبب بسيط: طلبت من الشرطيين الذين يعملون تحت إمرتي اتباع القانون”.

واتهم وزير الأمن القومي بن غفير، الذي عقد مؤتمره الصحفي الخاص به مساء الأربعاء، إيشد بـ”الاستسلام لليسار”.

وأضاف إن “تسرب السياسة إلى مناصب رفيعة في الشرطة هي سابقة خطيرة”.

وقال بن غفير إن الحكومة، التي هو عضو فيها: “انتُخبت لاستعادة المساواة بموجب القانون، وليس للسماح لقوة الشرطة بالتصرف بطريقة معينة تجاه [المستوطنين] وبطريقة أخرى تجاه الناشطين الحريديم واليساريين”.

في المظاهرة في تل أبيب في وقت لاحق من ليل الأربعاء، سار الآلاف من المتظاهرين من شارع كابلان إلى طريق أيالون السريع، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية.

وقال آفي دار، وهو محامي يبلغ من العمر 60 عاما وعمل في السابق في جهاز الأمن، خلال المظاهرة: “أشعر بصدمة مطلقة”.

وأضاف دار، الذي ارتدى قميصا حمل علامة حركة “الإخوة في السلاح” التي تضم محاربين قدامى في الجيش الإسرائيلي: “سنواجه انقلابا من قبل مجموعة من المتطرفين الذين سيطروا على إسرائيل ويوصلوننا إلى الفوضى”.

وقال صديقه رؤوفين (60 عاما)، إنه من خلال الخروج ليل الأربعاء، فإن المتظاهرين يأملون في التأثير على بن غفير وسياسة قيادة الشرطة المستقبلية.

وقال: “لقد فعلنا ذلك بعد إقالة غالانت، وقاموا بإعادته [إلى منصبه]”.

بينما لا يعتقد الاثنان أن إيشد سيعود إلى قوة الشرطة، قال رؤوفين: “حقيقة حدوث ذلك وحقيقة أن الشخص المسؤول عن الأمن القومي لإسرائيل هو مجرم تذكرنا حقا بالدول التي وصل فيها المتطرفون إلى السلطة بشكل ديمقراطي”، في إشارة إلى الإدانات السابقة لبن غفير كناشط يميني متطرف.

لكن المتظاهرين كان لهم منتقدوهم أيضا.

فال يتسحاق مالول، وهو حارس أمن يعمل في موقف سيارات يطل على الجزء المسدود من الطريق السريع: “هذا ليس جيدا. هذه عودة إلى سياسة اليسار، والتي ستوصلنا إلى نقطة حيث سيأكلنا أعداؤنا أحياء”.

وأضاف مالول إنه شهد مجموعة من الاحتجاجات ضد خطة الإصلاح القضائي على مدى الأشهر العديدة الماضية وادعى أنها لا تتعلق بمنع تآكل الديمقراطية وإنما تعكس أكثر الانقسامات السياسية.

وقال: “إنهم يتطلعون إلى إثارة استفزاز لأن الأمور لم تسر كما أرادوا [في الانتخابات]”.

تشهد إسرائيل مظاهرات حاشدة منذ أوائل يناير عندما كشفت الحكومة عن خططها بعيدة المدى لتحييد النظام القضائي. حذر المتظاهرون من أن المقترحات ستضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وستزيل عنصرا رئيسيا من نظام الضوابط والتوازنات فيها، وستترك الأقليات دون حماية. في حين يزعم المؤيدون للخطة أنها إصلاح مطلوب بشدة لكبح جماح محكمة ناشطة بشكل مفرط.

اقرأ المزيد عن