الآلاف يطالبون بصفقة رهائن؛ ذوو الرهائن للمفاوضين: لا تترددوا في تحدي رئيس الوزراء
تنظيم عدة مظاهرات في تل أبيب، مع إقامة الاحتجاجات الأسبوعية في أرجاء البلاد؛ زوجة أحد المختطفين تنتقد سموتريتش: "هل تعتبر إعادة 115 انسانا استسلاما؟"
اجتذبت المظاهرات الأسبوعية مساء السبت في أرجاء البلاد آلاف المتظاهرين الذي طالبوا بإجراء انتخابات جديدة وإطلاق سراح الرهائن بعد أن نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول أمني كبير قوله إن الوقت ينفد بالنسبة للرهائن.
بالإضافة إلى المظاهرة في “ساحة المختطفين” في تل أبيب والمظاهرة الأكبر في شارع “كابلان” القريب، تم تنظيم مظاهرات في القدس وحيفا ومفرق عميعاد وكفار سابا وبئر السبع ومناطق أخرى. في كركور، بالقرب من الخضيرة، أغلق المتظاهرون طريقا بينما حذرتهم الشرطة مطالبة إياهم بالتفرق أو مواجهة الاعتقال. وفي وقت سابق من يوم السبت، أخلت الشرطة أيضا نشطاء أقاموا “نزهات احتجاجية” خارج منازل أعضاء الائتلاف الحاكم.
متحدثة في مؤتمر صحفي قبل انطلاق المظاهرات، انتقدت ليشاي ميران، التي تم اختطاف زوجها عومري ميران من منزلهما في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لمعارضته اتفاق الرهائن مقابل وقف إطلاق النار.
وقالت “في الأمس غردت بأن الأمر عبارة عن ’صفقة استسلام’. هل تعتبر إعادة 15 انسانا إلى الوطن استسلاما؟”
يوم الجمعة انتقد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي تصريحات سموتريتش، وقال إن الوزير يعرض الرهائن “للخطر” ويعرقل المحادثات من أجل إطلاق سراحهم. ورفض الوزير اليميني المتطرف انتقادات كيربي مساء السبت.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي قوله يوم الجمعة إن الرهائن “لن يصمدوا أكثر في الظروف المحتجزين فيها”. وشدد المصدر، بحسب التقرير، على أن لإسرائيل معلومات واضحة في هذا الشأن.
في إشارة إلى التقرير، اتهمت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر وناشطة بارزة من أجل إطلاق سراح الرهائن، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسماح ببقاء المختطفين في الأسر من أجل إرضاء شركائه من اليمين المتطرف والبقاء في السلطة.
وقالت إن “رئيس الوزراء يستغل حياة الرهائن لتحقيق مكاسب شخصية”، وأضافت موجهة حديثها لفريق التفاوض الإسرائيلي: “لا تترددوا في الصدام مع نتنياهو ــ انظروا إليه مباشرة في عينيه ولا تتراجعوا”.
وتعهدت إسرائيل بالعودة إلى طاولة المفاوضات يوم الخميس. ولقد اتُهم نتنياهو بعرقلة المفاوضات من خلال وضعه مطالب في اللحظة الأخيرة.
ويدعو المتحدثون في المظاهرات التي تقام في “ساحة المختطفين” منذ أشهر الحكومة إلى قبول شروط حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بأسرى أمنيين فلسطينيين. ولقد قال نتنياهو مرارا إنه لن يوافق على صفقة لا تقضي على قدرات حماس العسكرية والحكمية.
لكن يوم السبت، أعرب آدم حجاج، قرب الرهينة روم براسلافسكي (19 عاما)، عن دعمه لمواصلة الجنود حربهم ضد حماس حتى يتم تحرير الرهائن.
وقال حجاج “انسوا السياسة، اليسار واليمين والوسط. ليست هذه هي القصة”، مضيفا “لأبطالنا في غزة، المقاتلين: واصلوا القتال. لا تتوقفوا حتى يعود جميعهم إلى الوطن”.
بدأ حجاج خطابه بدعوة إلى الوحدة، مشيرا إلى الهيكل الثاني، الذي يحيي اليهود ذكرى دماره في يوم الصيام “تيشعا بآف”، والذي سيبدأ مساء الاثنين.
وقال “كفى كراهية لا مبرر لها. كفى من السماح لأعدائنا بتدميرنا من الداخل”.
كما شارك في المظاهرة في ساحة المختطفين غيل إلياس، أحد أقارب أفيرا منغيستو، الذي تحتجزه حركة حماس رهينة منذ دخوله غزة من تلقاء نفسه في عام 2014 بينما كان يعاني من مشاكل صحية نفسية حادة.
وقال إلياس “نحن نعرف أنه على قيد الحياة وفي حالة نفسية وجسدية سيئة، وهو يتواجد هناك ليس منذ شهر أو سنة، بل منذ 10 سنوات”.
وتابع قائلا “من غير المفهوم سماع شهادات الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم والتفكير بما يمر به طوال هذه السنوات”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى أشخاص شجعان يمارسون الضغط للقيام بالشيء الصحيح والسليم والأخلاقي”، مشيرا إلى أن الحكومات المتعاقبة أضاعت فرصة تحرير منغيستو.
في غضون ذلك، حبس متظاهرون مناهضون للحكومة خارج مقر حزب “الليكود” في تل أبيب أنفسهم في أقفاص في عرض يصور احتمال قيام دولة دينية في إسرائيل في عام 2025.
وكٌتب على أحد الأقفاص: “أنا مثلي”، وكُتب على آخر: “أنا أتظاهر من أجل صفقة رهائن”، وعلى ثالث: “قلت إن بن غفير مجرم”، في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
إحدى المتحدثين في المظاهرة التي أقيمت في حيفا كانت كرميت بالتي كتسير، شقيقة إلعاد كتسير الذي اختطفه مسلحو حماس في 7 أكتوبر وقُتل بينما كان في الأسر واستعاد الجيش الإسرائيلي رفاته.
موجهة حديثها لنتنياهو، قالت بالتي كتسير: “إذا لم توقّع فورا على اتفاق، فإن الإرث الوحيد الذي ستتركه وراءك سيكون التخلي عن الرهائن. لن يتذكرك الناس باعتبارك سيد الأمن أو سيد الاقتصاد، فقط سيد التخلي”.
وطالبت بـ”وقف دائرة التخلي وإعادة جميع المختطفين”.
ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس خلال هجوم 7 أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 39 رهينة أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، فضلا عن رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.