الآلاف يتظاهرون ويغلقون الشوارع مع استمرار الغضب من خطة الإصلاح القضائي واعتقال 21 شخصا
الشرطة تخلي مرتين المتظاهرين من طريق أيالون السريع في تل أبيب؛ بعد رفض الإئتلاف لاقتراح هرتسوغ، لبيد يلقي باللوم على الحكومة في أعمال العنف بعد رش متظاهرين بالفلفل

خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في جميع أنحاء إسرائيل في إطار يوم “تصعيد المقاومة ضد الديكتاتورية”، وقاموا بإغلاق الطرق والاحتجاج على مضي الحكومة قدما في العملية التشريعية المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي بشكل جذري وتقييد صلاحيات محكمة العدل العليا.
قال العديد من المتظاهرين إنهم قرروا الخروج للتظاهر بعد أن لم تظهر الحكومة أي علامات على إبطاء جهودها التشريعية ورفضها اقتراحا بديلا للإصلاح القضائي طرحه الرئيس يتسحاق هرتسوغ ليلة الأربعاء.
واعتُقل ما لا يقل عن 21 شخصا في عدة وقائع، بينهم سائقان متهمان برشّ الفلفل على متظاهرين سدوا الطريق.
في تل أبيب، قامت شرطة الخيالة مرتين بإخلاء المتظاهرين الذين اقتحموا المتاريس على طريق أيالون السريع، وأغلقوه لمدة نصف ساعة على الأقل.
ولوح المتظاهرون بالاعلام وغنوا ورقصوا ورددوا “لسنا خائفين” و”ديموقراطية” بينما قامت الشرطة بتفريقهم. واعتُقل ما لا يقل عن 10 متظاهرين في هاتين الحادثتين.
لم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات. على عكس الأسبوع الماضي، لم تستخدم الشرطة قنابل صوتية.
Anti-judicial overhaul protests again break onto Ayalon Hwy, stopping Tel Aviv traffic pic.twitter.com/fdmLllW00K
— Carrie Keller-Lynn (@cjkeller8) March 16, 2023
كما اعتقلت الشرطة متظاهريْن في مدينة حيفا بشمال البلاد، وقالت إن أحد المتظاهريْن اعتقل لتدخله في جهود الشرطة للحفاظ على النظام، والثاني للاشتباه في اعتدائه على أحد المتظاهرين.
وقالت الشرطة إنها”ستسمح بحرية التعبير والتظاهر بشرط ألا تشمل الاضطرابات وحوادث العنف المخالفة للقانون، التي سيتم التعامل معها بصرامة كاملة”.
في حين أن معظم الاحتجاجات كانت سلمية إلى حد كبير، تم القبض على شخصين بتهمة رش المتظاهرين الذين أغلقوا الطريق أمام مركبتيهما في تل أبيب برذاذ الفلفل. كما تم اعتقال أحد المتظاهرين.

وقال أحد الأشخاص الذين أصيبوا برذاذ الفلفل لأخبار القناة 12: “قمنا بإغلاق الطرق مثل كل أسبوع، وزاد السائق من سرعة سيارته في اتجاهنا. نزل من السيارة وبدأ برش رذاذ الفلفل علينا. لقد قام برش كل من كان بالقرب من السيارة بشكل عشوائي”.
وعقب الحادث، ندد زعيم المعارضة يائير لبيد بما وصفه بتصاعد العنف ضد المتظاهرين وألقى باللوم على الحكومة في ذلك.
وكتب في تغريدة، “العنف ضد المتظاهرين هذا الصباح آخذ في الازدياد. حكومة إسرائيل – المسؤولية تقع على عاتقك . توقفوا عن التحريض على المتظاهرين. إنهم متظاهرون إسرائيليون رائعون وأنتم مسؤولون عن سلامتهم”.

وقالت شلوميت تاسا، إحدى المتظاهرات في تل أبيب، إن “الحكومة المنتخبة تقوم بحملة تشريعية تهدف إلى إعطاء السلطة المطلقة للسلطة التنفيذية. والسلطة المطلقة للسلطة التنفيذية بدون ضوابط وتوازنات هي ببساطة ديكتاتورية. وهذا ما نحاربه”.
وقال أرييه شولمان (46 عاما)، الذي نزل إلى الشارع من مكتبه القريب وكان واحدا من بين مئات المتظاهرين الذين أغلقوا شارع “حشمونائيم” في تل أبيب “نريد أن تستمر الديمقراطية”.
وأضاف شولمان إنه على الرغم من أنه ورفاقه المحتجين “سيواصلون بذل كل ما في وسعنا” لوقف جهود الإئتلاف لقلب السلطة القضائية، إلا أنه يفكر في مغادرة البلاد إذا تم تمرير الخطة.
Mounted officers begin to round up protesters blocking Tel Aviv’s Ayalon Hwy pic.twitter.com/7MtoJodivO
— Carrie Keller-Lynn (@cjkeller8) March 16, 2023
وأعرب العديد من المتظاهرين عن خشيتهم من أن يشكل تآكل الديمقراطية خطوة أولى نحو تغيير عميق واجتماعي وأمني في إسرائيل.
وقال ليئور ألون (59 عاما)، الذي جاء إلى الاحتجاج مع ابنه البالغ “هذا أسوأ مما نعتقد”.
وأضاف وهو يمسك بإحكام بالعلم الإسرائيلي “تغيير النظام هو الخطوة الأولى. الخطوة التالية ستكون قوانين دينية التي ستجعل من هذه الدولة ثيوقراطية. عندها سيجري الفاشيون بحرية وسيحتلون القرى العربية”،
وقال ابنه آساف مقاطعا “سنكون مثل المجر، لا يمكننا حتى تخيل ذلك”.

وخرجت احتجاجات أيضا أمام القنصلية الأمريكية والسفارة البريطانية في تل أبيب، حيث حث المتظاهرون الحكومتين الأمريكية والبريطانية على الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
كما نظم العشرات من سكان دار المسنين “بلازا” في تل أبيب اعتصاما، حاملين لافتات كتب عليها: “المقاومة هي أمر واجب”.

وبدأت أعمال التعطيل والاحتجاج في ساعات الفجر، حيث رسم متظاهرون خطا أحمر في الشارع المؤدي إلى المحكمة العليا في القدس، قائلين إنه يرمز إلى الارتباط المباشر بين استقلال المحاكم وحرية التعبير.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت خمسة أشخاص بتهمة تخريب ممتلكات عامة.

وقادت احتجاجات الصباح الباكر مجموعة من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، المعروفين باسم “الإخوة في السلاح”. وقامت مجموعة من قدامى المحاربين في سلاح البحرية بإغلاق مدخل ميناء حيفا.
وأنشأت مجموعة أخرى “مركز تجنيد للجيش” خارج مبنى البلدية في مدينة بني براك اليهودية المتشددة، وقالت: “لقد جئنا لننقل عبء التجنيد إلى السكان اليهود المتشددين، لأنه إذا كانت هناك ديكتاتورية هنا، سيتعين علينا المجيء إلى هنا للتجنيد. نكرر أنه بدون ديمقراطية، لا يوجد جيش شعبي”.
كما أغلقوا الطريق الرئيسي في المدينة.
وفي رحوفوت، بدأ أعضاء المجموعة في وضع أكياس الرمل حول محكمة الصلح، معلنين أنهم يحمون المحاكم من “هجمات المجرمين الذين يحاولون القيام بانقلاب”.
دعا المنظمون الإسرائيليين إلى المشاركة في احتجاجات اليوم، وقالوا إنها الفرصة الوحيدة “لوقف انقلاب النظام” بعد أن سارع نتنياهو وأعضاء تحالفه الذي يضم أحزابا من اليمين واليمين المتطرف وحزبين حريديين إلى رفض اقتراح طرحه الرئيس يتسحاق هرتسوغ يوم الأربعاء لإطار عمل بديل متفق عليه على نطاق لحزمة التشريعات المثيرة للجدل التي تطرحها الحكومة.

من المقرر تنظيم مظاهرة حاشدة مساء الخميس في ساحة “هبيما” في تل أبيب.
وستسمح الخطة، بصيغتها الحالية، للحكومة بتجاوز قرارات المحاكم بأغلبية ضئيلة، ووضع اختيار جميع القضاة في أيدي سياسيي التحالف. ويرى المعارضون أن الخطة ستضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وتزيل عنصرا أساسيا من ضوابطها وتوازناتها، وستترك الأقليات دون حماية. في حين يرى مؤيدو الخطة أنها ضروري لكبح جماح محكمة “ناشطة” بشكل مفرط.
وأثارت خطط الإصلاح الشامل انتقادات عامة شديدة ومعارضة شرسة في جميع أنحاء إسرائيل، إضافة إلى احتجاجات حاشدة وتحذيرات من الاقتصاديين وخبراء القانوني والأكاديميين والمسؤولين الأمنيين. ويتدفق المتظاهرون إلى الشوارع منذ يناير لتنظيم عدة أيام “اضطراب” و”مقاومة”.
وأصدرت سلطات المطار إشعارا للمسافرين بالتخطيط لحدوث اضطرابات يوم الخميس، حسبما أفادت القناة 13، والوصول مبكرًا للرحلات المغادرة. ومن المقرر أن يمر حوالي 60 ألف مسافر عبر المطار يوم الخميس. وأوصت سلطات المطار الركاب بالسفر بالقطار إلى المطار. ولا يتوقع أن يعطل المحتجون أنظمة القطار، على عكس الأسابيع السابقة.
ونظم المتظاهرون مظاهرات داخل وحول مطار بن غوريون الدولي بعد ظهر الأربعاء في محاولة لتعطيل رحلة نتنياهو إلى ألمانيا في زيارة رسمية.

وفي خطاب ألقاه مساء الأربعاء، حذر هرتسوغ من “الحرب الأهلية” والاقتراب من ”الهاوية” إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط بشأن التغييرات القضائية الجذرية.
وقد طالبت المعارضة الحكومة مرارا بوقف دفعتها التشريعية خلال المفاوضات، وهو ما رفضه الائتلاف، دافعا التشريع قدما على الرغم من المعارضة الواسعة النطاق.
وقال الرئيس إن “الذين يعتقدون أن الحرب الأهلية الحقيقية، مع أرواح بشرية، هي حدود لن نعبرها، ليس لديهم أدنى فكرة”. في العام 75 لدولة إسرائيل، كما قال “الهاوية على مسافة قريبة”، مضيفا “الحرب الأهلية هي خط أحمر. بأي ثمن وبأي وسيلة، لن أدع ذلك يحدث”.
وبينما سارع تحالف نتنياهو لرفض خطة هرتسوغ، أعرب قادة المعارضة عن موافقة حذرة على إطار العمل كأساس للمحادثات. كما انتقدوا الحكومة لرفضها الفوري لما قدمه هرتسوغ، باعتباره الفرصة الأخيرة والأفضل لتجنب تمزق كارثي في نسيج المجتمع الإسرائيلي.
كما حظيت خطة هرتسوغ بدعم أرنون بار دافيد، رئيس اتحاد العمال “هستدروت”، ودوف عميتاي، مدير الرئاسة الإسرائيلية لمنظمات الأعمال، اللذان التقيا بالرئيس في وقت سابق من الأسبوع لتقديم دعمهما.
ودعا الاثنان الحكومة إلى “وقف الفوضى الاقتصادية والاجتماعية وإعادة الأمل” من خلال إطلاق مفاوضات على أساس الإطار.
وحذر بار دافيد في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن نقابته، التي نظمت إضرابات عطلت البلاد في الماضي، لن “تقف مكتوفة الأيدي” إذا فشلت الحكومة في التوصل إلى حل وسط.