الآلاف يتظاهرون في تل أبيب من أجل الرهائن؛ منتقدو نتنياهو يجددون احتجاجاتهم في القدس
إطلاق صواريخ على وسط البلاد بعد وقت قصير من المظاهرة التي أقيمت في ما بات يُعرف بـ"ميدان المخطوفين"؛ اعتقال ثلاثة أشخاص في القدس بينما دعا الآلاف رئيس الوزراء إلى تحمل المسؤولية والاستقالة من منصبه
تجمع آلاف الأشخاص في ما بات يُعرف مؤخرا بـ”ميدان المخطوفين” في وسط تل أبيب ليلة السبت لإظهار الدعم لعائلات مئات الأشخاص الذين تحتجزهم حركة حماس كرهائن في غزة.
بعد وقت قصير من المظاهرة، أجبر ما تبقى من المشاركين، من بينهم عائلات بعض الرهائن، على البحث عن مكان للاحتماء به بعد إطلاق صواريخ من غزة على المدينة والمناطق المحيطة بها في وسط البلاد، والذي جاء كتذكير للحرب التي لا تزال مستعرة في جنوب البلاد بينما تسعى إسرائيل إلى الإطاحة بحركة حماس في الوقت الذي تسعى فيه ايضا إلى تحرير الرهائن.
ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار في الهجوم الصاروخي، الذي أصبح مشهدا معتادا منذ اندلاع الحرب قبل نحو شهر.
وفي القدس وفي أماكن أخرى، جدد المئات احتجاجاتهم ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمين إياه بسوء إدارة الحرب والمفاوضات بشأن الرهائن ومطالبين باستقالته.
من أمام متحف الفنون في تل أبيب، رفع المشاركون لافتات تحمل صور الأشخاص الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر، ودعوا إلى إعادتهم إلى الديار حتى عندما عبّروا عن مجموعة متنوعة من وجهات النظر حول أفضل السبل لتحقيق هذا الهدف.
وقال راموس ألوني، الذي تحتجز حركة حماس ابنتيه دانييل وشارون مع أطفالهما الصغار وزوج شارون، إنه ينبغي على إسرائيل الموافقة على طلبات المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار فقط “إذا سارت الأمور في اتجاهين”.
وقال ألوني للجمهور “إذا كان رئيس الوزراء يقول، ’معا سننتصر’، فإن معا تعني مع المخطوفين”، مضيفا “لا وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح جميع المخطوفين”.
اختطف مسلحو حماس ما لا يقل عن 246 شخصا في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، غالبيتهم العظمى من المدنيين، بما في ذلك أطفال صغار وكبار السن. وتم إطلاق سراح أربع رهائن في حين حررت القوات التي دخلت غزة للقضاء على حركة حماس إحدى المجندات. وهناك أيضا إسرائيليان محتجزان في غزة منذ عام 2014.
وتعرض نتنياهو لضغوط من بعض العائلات للنظر في العرض الذي قدمته حماس لإطلاق سراح جميع المخطوفين مقابل جميع الأسرى الذين تحتجزهم إسرائيل. ورفضت إدارة نتنياهو العرض ووصفته بأنه خدعة غير صادقة، كما قاومت الدعوات المطالبة بهدن إنسانية دون الافراج عن رهائن في المقابل.
مفتتحا المظاهرة، أشار رئيس بلدية تل أبيب رون حولدئي إلى الذكرى السنوية لاغتيال رئيس الوزراء يتسحاق رابين قبل 28 عاما بالضبط.
وقال حولدئي إن رابين “أدرك كيفية اتخاذ قرارات صعبة”.
وأضاف أن على نتنياهو أن يقوم بذلك الآن وأن يعيد جميع المخطوفين.
وقال “نحن ندرك مدى ضخامة هذه الساعة”.
بين كلمات المتحدثين، انطلقت بين الجمهور هتافات “أعيدوهم إلى الديار – الآن”.
وتحدث غابي يركوني، رئيس المجلس الإقليمي إشكول في منطقة غلاف غزة، موجها حديثه مباشرة لسكان غزة، مشيرا إلى أن الكثيرين منهم وجدوا في الماضي عملا لهم في الكيبوتسات وفي بلدات زراعية أخرى التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر، في اعتداء أسفر عن مقتل 1400 شخص، غالبيتهم العظمى من المدنيين.
وقال يركوني “كنتم جيراننا، أعطيناكم أماكن عمل، وأردنا أن تعيشوا حياة جيدة، ولكن هذه الفترة قد انتهت، لن يكون هناك جيران طيبون دون إعادة أبناء قومنا”.
ووجهت ميراف ليشم رونين، التي اختُطفت ابنتها رومي (23 عاما) من مهرجان “نوفا” الموسيقي، تهديدها الخاص لحركة حماس.
وقالت “إلى قادة حماس نقول، إذا أخذتم أحبائنا، ستكونون في خطر أينما كنتم، في كل أنحاء العالم”.
موجهة حديثها لابنتها، التي سيكون يوم الأحد اليوم الثلاثين لوقوعها في أسر حماس، قالت ليشم “لن ننسى أحدا هناك، نحن هنا من أجل بعضنا البعض”.
وقال حاييم جيلين، رئيس سابق للمجلس الإقليمي إشكول ومن سكان كيبوتس بئيري، أحد التجمعات السكانية الأكثر تضررا في 7 أكتوبر، إن الحرب لا يمكن أن تكتمل إلا بانتهاء حماس وعودة جميع الرهائن.
ووصف انتعاش المنطقة التي كانت نابضة بالحياة، والتي تعاني منذ سنوات من الهجمات الصاروخية من غزة وما تبدو بأنها حروب لها، مشيرا إلى أن شعب إسرائيل يصطف مع الأعلام، “بينما نعيد دفن موتانا في مجتمعاتنا ومصانعنا وحقولنا، ونبني منازل جديدة، ونعيد زراعة منطقة النقب بالأخضر”.
وأضاف “سيدي رئيس الوزراء، أعد مخطوفينا وأمننا”.
وقالت شير سيغال، التي اختُطف والداها أفيفا وكيث من كيبوتس كفار عزة، “كنا دروعا بشرية على الحدود. هذه الدولة لم تحم مواطنيها وهذا فشل هائل”.
عقب المظاهرة، ظلت الكثير من العائلات في الميدان، حيث اعتزمت النوم في خيام لليلة الثانية على التوالي في إطار احتجاجاتها.
في القدس، تجمع أعضاء الحركة التي تشكلت قبل 10 أشهر للاحتجاج على نتنياهو بشأن جهود حكومته لإصلاح السلطة القضائية خارج المنزل الذي يقيم به رئيس الوزراء، واتهموا نتنياهو بالمسؤولية عن الإخفاقات في الفترة التي سبقت الاحتجاجات وفي الرد على مذبحة 7 أكتوبر، التي أخذت إسرائيل على حين غرة.
ودعا المتظاهرون نتنياهو إلى الموافقة على اتفاق لتبادل الأسرى، حسبما أفاد موقع “واينت” الإخباري.
بعد فترة أفسحت فيها الانتقادات لحكومته المجال أمام شعور قوي بالوحدة في أعقاب الهجمات، يتعرض نتنياهو لهجمات متزايدة من قبل منتقديه في الأيام الأخيرة، وتأتي الانتقادات بمعظمها بسبب رفضه تحمل المسؤولية عن كل ما حدث من أخطاء.
واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين واعتقلت ثلاثة أشخاص، واتهمت المتظاهرين بمحاولة خرق التدابير الأمنية خارج المنزل الذي يقيم فيه نتنياهو، زاعمة أن “أطرافا” حاولت “الاستفادة من احتجاج العائلات لإحداث الفوضى”، في إشارة على ما يبدو إلى أقارب الرهائن والعائلات الثكلى.
في بيان، أعربت الشرطة أيضا عن استيائها مما قالت إنها هتافات بين الحشد تساءلت “أين كنتم” في 7 أكتوبر، في إشارة إلى الوقت الذي استغرقته قوات الأمن للرد على الهجوم في العديد من الأماكن.
وجاء في البيان إن “الشرطة فقدت 58 من أفرداها في ذلك الصباح، بالإضافة إلى العشرات الذين أصيبوا وهم يدافعون عن سكان غلاف غزة”.
خلال المظاهرة، وجه أحد المحتجين ويُدعى أوفير برعام، وهو من سكان كفر عزة والذي فقد نجله في هجمات 7 أكتوبر، انتقادا لقائد شرطة القدس دورون ترجمان لمحاولات الشرطة احتواء المظاهرة.
وقال برعام “ترجمان ورجاله لا يدركون أن وظيفتهم هي حمايتنا. نحن من يجب حمايتنا”، مضيفا “لا تهاجمونا، لا بالخيول ولا بخراطيم المياه”.
كما نُظمت مظاهرات أصغر حجما طالبت باستقالة نتنياهو في مواقع أخرى في البلاد، بما في ذلك في برديس حنا-كركور وبئر السبع. في قيسارية، حيث يمتلك نتنياهو منزلا خاصا، قالت الشرطة إنها اضطرت إلى فصل المتظاهرين عن مجموعة صغيرة من المحتجين في مظاهرة مضادة، كانت من بينهم امرأة اتهمت المتظاهرين “بأنهم ممثلون لحماس”.