إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

الآلاف يتظاهرون في أنحاء البلاد مطالبين نتنياهو بعدم السفر إلى الولايات المتحدة قبل التوصل إلى صفقة الرهائن

أقارب الرهائن يزعمون أن نتنياهو يعرقل الصفقة في الاحتجاجات الأسبوعية؛ ومن المتوقع وصول المتظاهرين إلى المطار يوم الأحد

متظاهرون يحتجون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الحالية وللمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، خارج قاعدة هاكريا في تل أبيب، 20 يوليو 2024. (Itai Ron/Flash90)
متظاهرون يحتجون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الحالية وللمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، خارج قاعدة هاكريا في تل أبيب، 20 يوليو 2024. (Itai Ron/Flash90)

تجمع المتظاهرون المناهضون للحكومة في مدن في جميع أنحاء إسرائيل مساء السبت، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم المغادرة لزيارة مقررة إلى واشنطن في اليوم التالي قبل التوقيع على اتفاق مع حركة حماس لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.

وشهدت مدينة تل أبيب والقدس وحيفا وقيسارية أكبر المظاهرات، حيث شارك الآلاف في كل منها.

وفي حديثها أمام مقر الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، أعلنت عيناف زانجاوكر، والدة ماتان (24 عاما) المحتجز في غزة، أن هناك شخصا واحدا يقف بين عائلات الأسرى وأحبائهم، “وهو رئيس الوزراء، الذي يهتم بإنقاذ مقعده أكثر من إنقاذ الأرواح”.

وقد اختطف مسلحو حماس ماتان من منزله في كيبوتس نير عوز في السابع من أكتوبر، عندما تسلل آلاف المسلحين جنوب إسرائيل من قطاع غزة، في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب المستمرة.

وقد فشلت المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، في إطلاق سراح الرهائن منذ وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في نوفمبر والذي شهد إطلاق حماس سراح 105 رهينة مقابل 240 أسيرًا فلسطينيًا. ومع ذلك، تم إحراز تقدم في الأسابيع الأخيرة، حيث أعلنت الولايات المتحدة أن إسرائيل وحماس اتفقتا على إطار للاتفاق ولكن لا يزال هناك عقبات يتعين التغلب عليها.

وقال مسؤولون عرب وإسرائيليون لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قدم مطالب جديدة في الأسابيع الأخيرة – الحفاظ على وجود الجيش الإسرائيلي في محر فيلادلفيا لمنع تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة وإنشاء آلية لمنع الفلسطينيين المسلحين من العودة إلى شمال غزة – مما أدى إلى إبطاء المحادثات.

وقالت زانجاوكر يوم السبت “هناك صفقة على الطاولة جاهزة منذ عدة أسابيع. ونحن نقف هنا اليوم، بعد أسبوع ضائع آخر، حيث نسف نتنياهو مرة أخرى [الصفقة] وتقاعس” في تنفيذها.

متظاهرون يحتجون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الحالية وللمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، خارج قاعدة هاكريا في تل أبيب، 20 يوليو 2024. (Itai Ron/Flash90)

وتقود عائلات الرهائن الاحتجاجات كل ليلة سبت منذ بداية الحرب تقريبا للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم.

ومن المتوقع أن يتظاهر المتظاهرون غدا في مطار بن غوريون عند مغادرة نتنياهو.

ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء قبل ذلك مع فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن، بحسب مصدر في مكتب نتنياهو.

وأعلن ماتي دانزيج، نجل الرهينة أليكس دانزيج (75 عاما)، في مظاهرة في تل أبيب أنه إذا غادر نتنياهو إلى الولايات المتحدة دون الإعلان عن صفقة رهائن، فإن مجموعة من أقارب الرهائن سوف يسافرون أيضا إلى واشنطن ويعلنون أن نتنياهو هو “العقبة أمام التوصل إلى اتفاق”.

ويخطط العديد من أقارب الرهائن للسفر إلى الولايات المتحدة ضمن وفد نتنياهو، بما في ذلك نوعا أرغاماني (26 عاما)، التي ظلت محتجزة لمدة 245 يوما حتى أنقذتها القوات الخاصة الإسرائيلية مع ثلاثة أسرى آخرين في عملية الشهر الماضي.

ودعا أقارب رهائن آخرين أرغاماني إلى عدم السفر إلى واشنطن مع رئيس الوزراء ما لم يتم التوصل إلى اتفاق أولاً.

ومن المقرر أيضا أن يسافر مع نتنياهو على متن الطائرة ديتسا أور، التي يحتجز ابنها أفيناتان (30 عاما) كرهينة؛ وبات شيفع ياهالومي، التي يحتجز زوجها أوهاد (49 عاما)، وأقارب عائلة بيباس، بما في ذلك والد ياردين بيباس.

وقال ألون جات، شقيق كارمل جات (39 عاما) المحتجزة لدى حماس، لموقع “واينت” الإخباري إنه رفض دعوة من نتنياهو للسفر معه إلى واشنطن، لأنه يخشى أن يعرض رئيس الوزراء حياة أخته للخطر من خلال تأخير صفقة الرهائن عمدا.

وقال: “لقد دعاني نتنياهو إلى الرحلة، وفي البداية اعتقدت أن ذلك قد يساعد، وأننا سنكون قادرين على التأثير على الأمور (…) كنت أعتقد أنه سيعلن على متن الرحلة أنه سيوقع على الصفقة”.

“ولكن مع اقتراب الموعد النهائي، أدركنا أن هذا لن يحدث، بل العكس هو الصحيح – فهو يعيق التقدم ولا يتخذ أي قرارات”.

عضو الكنيست يائير لابيد يشارك في احتجاج ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية الحالية ومن أجل إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في قطاع غزة، في تل أبيب، 20 يوليو 2024. (Itai Ron/Flash90)

وقال جات إنه يعتقد أن العائلات الأخرى التي من المتوقع حاليا أن تسافر مع وفد نتنياهو ستنضم إليه في قراره.

وأضاف: “لن أستطيع أن أتعايش مع نفسي مع العلم أنني أسافر معه وأن يحدث شيئاً ما لكارمل لا سمح الله في ذلك الوقت. أعلم أن نتنياهو يأخذ وقته ولا أعرف كيف يتعايش مع نفسه”.

وأعربت يفعات كالديرون، ابنة عم الرهينة عوفر كالديرون (53 عاما)، يوم السبت عن دعمها لوزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولي الدفاع والمفاوضين الإسرائيليين، وحثتهم على عدم السماح لنتنياهو بنسف الاتفاق.

وقالت: “إذا أقدم نتنياهو مرة أخرى على تخريب الاتفاق، فعليكم كشف الحقيقة للجماهير”.

وذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الجمعة أن غالانت يدرس الإعلان أن الاتفاق “في متناول اليد” لزيادة الضغط على نتنياهو لقبوله. ولكن هدد شركاء رئيس الوزراء من اليمين المتطرف في الائتلاف بالانسحاب من الحكومة إذا تمت الموافقة على الاتفاق.

كما أرسل ثمانية من أعضاء الكنيست المتشددين من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو رسالة إلى نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع تعهدوا فيها بعدم دعم صفقة الرهائن التي تناقشها إسرائيل مع حماس ما لم يتم إدخال تغييرات كبيرة على الاقتراح. ولكن لا يوجد حاجة إلى موافقة أي منهم على الصفقة، لأنهم ليسوا أعضاء في مجلس الوزراء.

وألقى زعيم المعارضة يائير لابيد كلمة أمام أكبر مظاهرة تم تنظيمها خلال الليل، وهي المظاهرة المركزية لحركة الاحتجاج في شارع كابلان في تل أبيب.

“الآن، نتنياهو يسافر للتحدث أمام الكونجرس. لديه فرصة أخيرة، للذهاب إلى الكونجرس، والإعلان من هناك، من تلك المنصة، أنه ذاهب للتوصل إلى اتفاق. إذا لم يعلن أنه يقبل الصفقة، فلماذا يذهب؟” قال لابيد.

وتابع، مشيرا إلى المدن التي يتفاوض فيها الممثلون الإسرائيليون مع حماس عبر وسطاء، “اذهب إلى قطر، اذهب إلى القاهرة. لا تذهب إلى واشنطن لتقديم مسرحية أخرى. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فلا تذهب!”

توم نايدس، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، يتحدث خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في “ساحة الرهائن” في تل أبيب، 20 يوليو 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وتوقع لابيد السقوط الوشيك للحكومة، قائلا للحشد: “إذا لم يحدث ذلك الآن، فسوف يحدث خلال أكثر عطلة مخزية وغير ضرورية في تاريخ إسرائيل” – في إشارة إلى العطلة الصيفية للكنيست، التي تمتد من نهاية يوليو إلى 27 أكتوبر – “وإذا لم يحدث ذلك أثناء العطلة، فسوف يحدث في نوفمبر على أبعد تقدير. ولكن سيحدث عندما يعود الكنيست”.

وتحدث في مظاهرة كابلان أيضًا السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل توم نايدس، الذي شغل ذلك المنصب من عام 2021 إلى عام 2023.

وقال نايدس: “السيد رئيس الوزراء، أخبرهم أنك تدعم خطة الرئيس بايدن لإعادة [الرهائن] إلى ديارهم الآن. السيد رئيس الوزراء، أخبرهم أنك ستفعل كل ما يلزم لإعادتهم إلى ديارهم الآن”.

ومع انتهاء الاحتجاجات في تل أبيب، تم تصوير عدد من الأفراد الملثمين – الذين يُعتقد أنهم محرضين من اليمين المتطرف – وهم يلقون الحجارة على المتظاهرين المناهضين للحكومة.

وانتشرت قوى من خيالة الشرطة في طريق أيالون المجاور لتفريق متظاهرين حاولوا إغلاق حركة المرور لفترة وجيزة. وتم اعتقال شخص واحد.

وفي القدس، خرج آلاف المتظاهرين الغاضبين من زيارة نتنياهو المقررة، رافعين لافتة كتب عليها “لا رحلة بدون اتفاق”.

وتوقف المتظاهرون في ساحة باريس بالمدينة، المجاورة للمقر الرسمي لنتنياهو، وواصلوا الهتاف قبل بدء مظاهرة مشتركة لأسر الرهائن والنشطاء المناهضين للحكومة.

وقالت ماي ألفيني بيري، حفيدة حاييم بيري الذي اختطفته حماس من نير عوز في السابع من أكتوبر وأكد الجيش مقتله في أوائل يونيو، “انتهاء الحرب فقط سيعيد الرهائن إلى ديارهم”.

الآلاف يتظاهرون في القدس للمطالبة بصفقة تبادل الأسرى وإجراء انتخابات مبكرة في 20 يوليو 2024. (Charlie Summers/Times of Israel)

وأضافت ألفيني بيري: “انتهاء الحرب يعني أيضا انتهاء الحكومة. لذا يمكنكم جميعا أن تفهموا لماذا تستمر هذه الحرب لفترة طويلة، ولماذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن حتى الآن”.

ويُعتقد أن 116 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربعة مختطفين قبل ذلك.

وحررت القوات سبعة من المختطفين أحياء، كما تم انتشال جثث 19 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.

وأكد الجيش مقتل 42 من الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد إلى معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.

وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.

اقرأ المزيد عن