افتتاح معرض جديد لآثار غزة في باريس في الوقت الذي تضررت فيه معظم المواقع في القطاع
تشمل القطع الأثرية المعروضة مكتشفات من الحفريات الفرنسي- الفلسطينية التي بدأت في غزة عام 1995، بالإضافة إلى قطع من مجموعة قطب العقارات في غزة جودت الخضري

افتتح معرض جديد يعرض تراث غزة الأثري والتاريخي في باريس يوم الخميس الماضي.
يستضيف المعرض الذي يحمل عنوان ”كنوز أُنقذت من غزة: 5000 عام من التاريخ“ معهد العالم العربي وينظم بالشراكة مع متحف الفن والتاريخ في جنيف والسلطة الوطنية الفلسطينية.
يستمر المعرض من 3 أبريل إلى 2 نوفمبر 2025، ويعرض معهد العالم العربي ما يسميه ”مجموعة استثنائية تضم 130 تحفة أثرية تشهد كل منها على التاريخ النابض بالحياة الذي يعود إلى آلاف السنين لهذا الجيب الفلسطيني“، كما جاء في بيان ورد إلى ” تايمز أوف إسرائيل” (لم يستجب المعهد لطلبات متعددة لإجراء مقابلة مع أحد ممثليه).
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
تشمل القطع الأثرية المعروضة مكتشفات من الحفريات الفرنسية-الفلسطينية التي بدأت في غزة عام 1995، بالإضافة إلى قطع من المجموعة الخاصة بقطب العقارات في غزة جودت الخضري، والتي أُرسلت إلى سويسرا لعرضها قبل 20 عاما ولم تتم إعادتها قط.
وقال المعهد في بيانه أنه يتم تسليط الضوء على الحرب المستمرة في قطاع غزة في ”قسم مخصص“، والذي يتناول أيضًا ”التحديات الملحة للحفاظ على التراث في أوقات الحرب، حيث تم تدمير أكثر من ثلثي البيئة المبنية في غزة في الأشهر الأخيرة“.
وأضاف البيان ”سيعرض هذا الجزء تقييمًا محدثًا لتراث غزة، أجرته مجموعات بحثية مختلفة، بالإضافة إلى مسح للاكتشافات الأثرية الحديثة وصور فوتوغرافية لم يسبق عرضها لغزة في أوائل القرن العشرين، مستخلصة من مجموعة المدرسة الفرنسية للكتاب المقدس والآثار في القدس“.

وتشير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى أنها تحققت حتى مارس 2025 من الأضرار التي لحقت بـ94 موقعًا ثقافيًا وأثريًا، بما في ذلك 12 موقعا دينيا و62 مبنى ذا أهمية تاريخية و/أو فنية وثلاثة مستودعات للممتلكات الثقافية المنقولة وتسعة نصب أثرية ومتحف واحد وسبعة مواقع أثرية.
ومن أبرز المعروضات في المعرض لوحة فسيفساء بيزنطية من كنيسة في أبو برقة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وتشمل القطع الأثرية الأخرى المعروضة مصابيح زيتية قديمة وأمفورات وشاهد جنائزي يعود للقرن الثاني عشر وزخارف معمارية.

وقال رئيس المعهد ووزير الثقافة الفرنسي الأسبق، جاك لانغ، في بيان على الموقع الإلكتروني: ”اليوم أكثر من أي وقت مضى، وخاصة منذ السابع من أكتوبر وما تلاه من دمار، تستحق غزة أن يُروى تاريخها”، مضيفا “لأن الحرب المستعرة تدمر، وأحيانًا تمحو، مساحات كاملة من هوية هذه الأرض التي كانت مزدهرة ذات يوم، والتي كانت ملتقى الحضارات الحقيقي بين آسيا وشبه الجزيرة العربية وأفريقيا والبحر المتوسط“.
وأشار المتحف إلى أن العديد من القطع الأثرية تم إنقاذها من التدمير لأنها كانت بالفعل خارج قطاع غزة.

بدأت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما تسلل نحو 5600 مسلح إلى إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين كرهائن إلى غزة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 50 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا، رغم أنه لا يمكن التحقق من هذه الحصيلة وهي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين.
تم التنقيب عن معظم المواقع الأثرية في غزة في تسعينيات القرن الماضي، في أعقاب اتفاقية أوسلو.
وكان هاوي جمع الآثار الخضري منخرطا بشكل كبير في العمل وأقام علاقة صداقة شخصية مع علماء الآثار من المدرسة الفرنسية للكتاب المقدس والآثار في القدس، وهي إحدى القوى الدافعة وراء الحفريات. كما جمع كنزًا من مئات القطع الأثرية في مجموعته الخاصة، والتي عرضها في نهاية المطاف في متحف خاص.

وقال لصحيفة “لوموند”، متحدثا من القاهرة التي فر إليها هو وعائلته في ديسمبر 2023: ”أردت أن أظهر جذورنا، والدليل على وجودنا على هذه الأرض“.
في نهاية عام 2006، تم إخراج حوالي 260 قطعة من مجموعة الخضري من غزة إلى جنيف لعرضها في متحف الفن الإسلامي. وفي عام 2007، استولت حماس على السلطة في غزة. وعلى الرغم من المحاولات العديدة لإعادة القطع الأثرية إلى الأراضي الفلسطينية بمشاركة السلطة الفلسطينية، إلا أن الظروف لم تتحقق أبدًا.
وفي حديثه مع صحيفة “لوموند”، أشار الخضري إلى أن هذا الأمر كان ضروريًا لإنقاذ جزء من مجموعته على الأقل بعد أن دُمر متحفه خلال الحرب.
وقال “هذه معجزة”.
ساهمت وكالة فرانس برس في هذا التقرير