إسرائيل في حالة حرب - اليوم 478

بحث

اعتقال فنان فلسطيني عرض أعماله مع الفنان الصيني آي ويوي خلال عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

كان عيد سليمان الهذالين مكبل اليدين ومعصوب العينين لمدة خمس ساعات قبل نقله إلى مركز شرطة كريات أربع، ثم أطلق سراحه دون توجيه تهم

الفنان الفلسطيني عيد سليمان الهذالين مقيد اليدين بينما يقتاده جنود الجيش الإسرائيلي للاستجواب في قرية أم الخير الفلسطينية، 14 فبراير 2023. (Courtesy)
الفنان الفلسطيني عيد سليمان الهذالين مقيد اليدين بينما يقتاده جنود الجيش الإسرائيلي للاستجواب في قرية أم الخير الفلسطينية، 14 فبراير 2023. (Courtesy)

ألقي القبض على فنان فلسطيني كان قد عرض في الماضي مع الفنان الصيني الشهير آي ويوي يوم الثلاثاء خلال عملية تفتيش أجرتها كتيبة احتياطية تابعة للجيش الإسرائيلي بحثا عن أسلحة في قرية بدوية في الضفة الغربية.

وتم تقييد يدي عيد سليمان الهذالين وتعصيب عينيه واقتياده على يد جنود من الوحدة إلى قاعدة عسكرية قريبة. ولم تتمكن عائلته من الاتصال به أو تحديد مكانه لمدة خمس ساعات حتى تسجيله رسميا في مركز الشرطة في مستوطنة كريات أربع.

وصادر الجيش خلال عملية التفتيش مبلغا كبيرا من المال من الهذالين إلى جانب مجوهرات وكاميرات وهواتف وأجهزة إلكترونية أخرى. ولم يعثر الجيش الإسرائيلي على أي أسلحة خلال المداهمة.

ووأطلق سراحه في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، على أن يعود للاستجواب مرة أخرى يوم الأربعاء.

وأعيدت أموال الهذالين إليه لكن أجهزته الإلكترونية ظلت لدى الشرطة. وقال الهذالين إن الشرطة قررت يوم الأربعاء عدم توجيه اتهامات اليه، رغم أنها تحتفظ بأجهزته لإجراء المزيد من الفحوصات.

وقد عرض الهذالين أعماله الفنية في تل أبيب وبرلين، وتتكون معارضه من سيارات جيب نموذجية وجرافات ومروحيات ومركبات عسكرية إسرائيلية أخرى مصنوعة من الخردة المعدنية والبلاستيك وغيرها من المواد التي يجدها في محيطه.

وزار آي ويوي إسرائيل والضفة الغربية في عام 2016، والتقى بالهذالين في أم الخير. دعا الفنان الصيني بعد ذلك الهذالين لعرض أعماله في برلين في وقت لاحق من ذلك العام.

الفنان الصيني آي ويوي (يمين) يزور الفنان الفلسطيني عيد سليمان الهذالين (يسار) الذي يعرض أحد أفراد عائلته إحدى أعماله في أم الخير في الضفة الغربية في مايو 2016. (Courtesy Ai Weiwei)

وتقع أم الخير في تلال الخليل الجنوبية ضمن المنطقة C من الضفة الغربية، حيث تمتلك إسرائيل سيطرة مدنية وأمنية كاملة، وهي واحدة من القرى البدوية العديدة في تلك المنطقة. وتم بناء معظم المباني المؤقتة في القرية دون ترخيص لأن إسرائيل نادرا ما تمنح تصاريح بناء للفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة C، ومن المقرر هدمها.

صباح الثلاثاء، دخل جنود من كتيبة الدفاع الإقليمية الاحتياطية في يهودا إلى أم الخير من مستوطنة كرمل المجاورة وقلبوا العديد من المنازل رأسا على عقب بحثا عن أسلحة، وفقا لسكان القرية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الوحدة لم تعثر على أي أسلحة، لكنها اعتقلت الهذالين للاشتباه في أن الأموال التي كانت بحوزته كانت مخصصة “لأغراض إرهابية”.

وبعد أخذه من القرية حوالي الساعة 11:30 صباحًا، تم نقل الهذالين إلى قاعدة عسكرية قريبة من مستوطنة سوسيا، ولكن تم نقله إلى مركز الشرطة في كريات أربع فقط حوالي الساعة 4:30 مساءً.

وكان مقيد اليدين بأصفاد بلاستيكية، قال إنها مؤلمة للغاية، وكان معصوب العينين طوال الوقت.

وتم استجواب الهذالين لمدة ساعتين تقريبًا من قبل الشرطة، لكن لم يتم إطلاق سراحه إلا في وقت متأخر من الليل. وعاد إلى مركز الشرطة صباح الأربعاء بناء على التعليمات، لكنه أُجبر على الانتظار لمدة ساعتين ونصف قبل دخوله المركز، حيث تم استجوابه لمدة 30 دقيقة.

وقال الهذالين لتايمز أوف إسرائيل يوم الأربعاء “لقد روّعوا النساء والأطفال والرضع [أثناء البحث]، وفتشوا كل شيء، المطابخ وغرف النوم، وهدموا كل شيء وسحبوه، ثم جاؤوا إلى منزلي، وصادروا بعض أموالي، وأجهزة الكمبيوتر، والكاميرات واعتقلوني وأخذوني إلى الشرطة”.

عيد سليمان الهذالين يعرض أعماله في أم الخير. (Courtesy Eid Suleiman Hadaleen)

وردا على سؤال حول سبب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية التفتيش في أم الخير، قال الهذالين “بسبب المستوطنين، فهم يزعجون حياة الناس ليل نهار لجعل الناس يشعرون بعدم الأمان ويحاولون طرد الناس من القرية”.

“الجميع في مسافر يطا يشعرون بهذا الشعور، وهذه إحدى الطرق التي يمكنهم من خلالها مضايقة البلدات وجعلهم يشعرون بالسوء”.

ونزح أكثر من ألف فلسطيني، معظمهم من حوالي 15 قرية في جنوب تلال الخليل وغور الأردن، من منازلهم منذ 7 أكتوبر بسبب أعمال العنف والمضايقات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين المتطرفين.

ونفذت وحدات الجيش الإسرائيلي العديد من المداهمات المماثلة في منطقة تلال الخليل الجنوبية منذ 7 أكتوبر، وقامت في حادثة بارزة بنهب ممتلكات في قرية خلة الضبع خلال عملية بحث أخرى عن أسلحة.

وقال الجيش ليل الثلاثاء إن الكتيبة دخلت أم الخير “بحثا عن أسلحة”، وأنه “خلال النشاطات تم اعتقال المطلوب بعد العثور في منزله على مبلغ مالي كبير يشتبه في أنها أموال إرهابية، إلى جانب المعدات التكنولوجية الإضافية. ولهذا السبب تم تحويله إلى الشرطة الإسرائيلية”.

وتتألف كتائب الدفاع الإقليمية الاحتياطية التي تعمل حاليًا في الضفة الغربية إلى حد كبير من مدنيين تم حشدهم منذ 7 أكتوبر لتوفير أمن إضافي في المنطقة. ومن بين الذين يخدمون في كتائب الضفة الغربية أعداد كبيرة من سكان المستوطنات.

وقد تم اتهامهم بارتكاب العديد من الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر.

وفي نوفمبر، دخل جنديان ملثمان من كتيبة الدفاع الإقليمية في يهودا مدرسة فلسطينية في قرية التواني، الواقعة أيضًا في منطقة تلال الخليل الجنوبية، وحاولا إزالة علم فلسطيني من المبنى.

وتم بعد ذلك تسريح الجنديين من الخدمة بسبب انتهاكهما أوامر وإجراءات الجيش الإسرائيلي.

اقرأ المزيد عن