إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

اعتراف مدريد ودبلن وأوسلو بدولة فلسطين يدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء

إسرائيل تتهم مدريد بـ"التواطؤ في التحريض على إبادة اليهود"؛ رئيس الوزراء الإسباني يعترف بالدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يلقي خطابا حول اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، في قصر لا مونكلوا في مدريد، 28 مايو، 2024. (POOL MONCLOA/AFP)
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يلقي خطابا حول اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية، في قصر لا مونكلوا في مدريد، 28 مايو، 2024. (POOL MONCLOA/AFP)

اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنروج رسمياً بدولة فلسطين، في قرار أكدت أنّه يهدف إلى التقدّم باتجاه السلام في الشرق الأوسط، رغم إثارة غضب إسرائيل منذ أن أعلن رؤساء حكومات الدول الثلاث الأربعاء الماضي قرارهم الذي دخل حيّز التنفيذ الثلاثاء.

وقال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنكليزية الثلاثاء، أنّ الاعتراف بدولة فلسطين “ضرورة لتحقيق السلام” بالإضافة إلى كونه “مسألة تاريخية” للشعب الفلسطيني.

وأضاف أنّ هذا القرار “لم يُتخذ ضدّ أيّ طرف وخصوصاً ليس ضدّ إسرائيل، الشعب الصديق… الذي نريد أن تكون معه أفضل علاقة ممكنة”، مؤكداً أنّ الاعتراف بدولة فلسطين يعكس “رفضنا التام لحماس التي هي ضد حلّ الدولتين”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمن هاريس في بيان بعد وقت قصير على إقرار اجتماع حكومي الخطوة “يرتبط قرار إيرلندا هذا بإبقاء الأمل على قيد الحياة” في الشرق الأوسط.

كما حضّ هاريس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على “الإنصات إلى العالم ووقف الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة”.

في النروج، أشاد وزير الخارجية إيسبن بارث إيدي، بالقرار باعتباره “يوماً تاريخياً” بالنسبة لبلاده التي تعدّ “أحد أشدّ المدافعين عن الدولة الفلسطينية… منذ ثلاثين عاماً”.

من جهتها، أعربت السلطات الإسرائيلية عن غضبها، وحمل وزير الخارجية يسرائيل كاتس في رسالة عبر منصة اكس على رئيس الوزراء الإسباني بقوله “أنت متواطئ في التحريض على إبادة اليهود” من خلال الاعتراف بدولة فلسطين ومن خلال إبقاء نائبة رئيس الوزراء يولاندا دياز في منصبها بعدما دعت قبل فترة قصيرة إلى تحرير فلسطين “من النهر إلى البحر”.

ويفسّر منتقدو هذا الشعار، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية، بأنّه دعوة إلى القضاء على إسرائيل.

وعلى مدى أيام، كثف كاتس الرسائل الغاضبة ضد الدول الثلاث على منصة أكس.

ونشر مقاطع فيديو تمزج بين صور من هجوم حماس في السابع من أكتوبر وصور أخرى تشير إلى إسبانيا وإيرلندا أو النروج، قائلاً إنّ حماس يمكن أن تشكر قادة هذه الدول.

وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الإسباني أن مدريد ودبلن وأوسلو ستقدّم ردّاً “حازماً” على “هجمات” الدبلوماسية الإسرائيلية.

وقال في ختام جلسة مجلس الوزراء بعد اعتماد المرسوم الذي يعترف بدولة فلسطين رسمياً “لا أحد يمكنه أن يخيفنا (…) نحن لا نصنع سياستنا الخارجية عبر الرد بالتغريدات، لدينا أفكار واضحة حول المسار الذي يجب أن نسلكه”.

واجتمعت الحكومتان الإسبانية والإيرلندية الثلاثاء في مدريد وفي دبلن، للمصادقة رسمياً على قرارهما الاعتراف بدولة فلسطين.

من جهتها، نقلت النروج مذكّرة شفوية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى الأحد، أشارت فيها إلى دخول هذا الاعتراف حيّز التنفيذ الثلاثاء.

لوحة إعلانية إسبانية لثور مقاتل بألوان العلم الفلسطيني مع عبارة “فلسطين حرة” على مشارف مدريد، 28 مايو، 2024. (AP Photo/Bernat Armangue)

تأمل الدول الأوروبية الثلاث واثنان منهما عضوان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وايرلندا)، في انضمام دول أخرى إلى مبادرتها ذات البعد الرمزي، مشددة على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنروج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينات القرن الماضي. فقد استضافت مدريد مؤتمرا للسلام في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات أوسلو في العام 1993.

وأعلنت سلوفينيا أيضا انها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين. إلا ان المسألة تثير خلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي.

وترى دول أعضاء أخرى مثل فرنسا أن الوقت غير مؤات راهنا. أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.

ومع إسبانيا وايرلندا والنروج تكون 145 دولة اعترفت بدولة فلسطين من أصل 193 أعضاء في الأمم المتحدة وفق تعداد للسلطة الوطنية الفلسطينية.

من اليمين، وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوينو، ووزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن في صورة مشتركة، في نهاية مؤتمر صحفي، خلال محادثات حول الشرق الأوسط، في بروكسل، 27 مايو، 2024. (AP Photo/Geert Vanden Wijngaert)

وتغيب عن هذه القائمة غالبية الدول الأوروبية الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

وحتى الان كانت السويد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بدولة فلسطين في العام 2014. اما تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص فكانت قد اعترفت بها قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو الأسبوع الماضي، غضب إسرائيل. وقد تصاعد التوتر بشكل مطرد في الأيام الأخيرة.

وكان كاتس اتخذ الاثنين “إجراءات عقابية” حيال القنصلية الإسبانية في القدس التي أمرها بوقف تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية اعتبارا من الأول من يونيو.

وقال “لن نقبل بالمساس بسيادة إسرائيل وأمنها” مؤكدا “كل من يمنح مكافأة لحماس ويحاول إقامة دولة فلسطينية إرهابية لن يكون على اتصال بالفلسطينيين”.

ونشر كاتس عبر منصة اكس الأحد فيديو يجمع بين مشاهد عن هجوم حماس مع لقطات لراقصي فلامنكو مؤكدا أن حماس “تشكر (بيدرو سانشيز) على خدماته”.

ووصف وزير الخارجية الإسباني هذا الفيديو بأنه “مريع ومشين”.

وشددت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبلس من لهجتها متهمة إسرائيل السبت بارتكاب “إبادة فعلية” في غزة وهي عبارة اقتصر استخدامها حتى الآن على وزراء اليسار المتطرف في إسبانيا وأحجم عن استخدامها أي عضو اشتراكي في الحكومة الإسبانية.

وأكد وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن الاثنين أن “البعض وصف قرارنا بأنه مكافأة ممنوحة للإرهاب. هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة” مشددا على أن قرار الاعتراف بدولة فلسطين ينم عن إرادة دبلن ومدريد وأوسلو “لقيام مستقبل من العلاقات الطبيعية بين الشعبين” الفلسطيني والإسرائيلي.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن