إضراب شامل للعرب في إسرائيل إحتجاجا على هدم المنازل في النقب
اغلاق المتاجر والبلديات في انحاء البلاد بعد الاشتباكات الدامية يوم الاربعاء في قرية ام الحيران غير المعترف بها في النقب

اطلق المجتمع العربي الإسرائيلي اضرابا شاملا في انحاء البلاد يوم الخميس، احتجاجا على هدم المنازل في قرية ام الحيران البدوية غير المعترف بها في اليوم السابق.
وتأتي الخطوة نتيجة الاشتباكات الدامية الناتجة عن الهدم، بعد اصطدام مركبة احد سكان القرية بعناصر شرطة، ما ادى الى مقتل الشرطي ايريز ليفي (34 عاما) وإصابة آخر، قبل مقتل السائق برصاص الشرطة.
وتدعي الشرطة أن السائق، وهو المدرس المحلي يعقوب موسى ابو القيعان، نفذ هجوم معتمد، بينما يؤكد السكان المحليين أنه فقد السيطرة على المركبة قبل ان تندفع باتجاه ليفي.
وتم اغلاق المتاجر والبلديات العربية في انحاء البلاد، ولكن تم فتح المدارس لمدة ثلاث ساعات من أجل اجراء حوار مع الطلاب حول عمليات الهدم، اعلنت لجنة المتابعة العليا للعرب في اسرائيل.
وقالت عضو الكنيست من القائمة العربية المشتركة عايدة توما سليمان أن اللجنة اعلنت عن الإضراب خلال اجتماع طارئ في القرية الواقعة في النقب يوم الأربعاء.
“قررنا أن يكون يوم غد يوم اضراب، وسيكون أيضا يوم نرفع فيه الإعلام السوداء [للحداد] داخل منازلنا ومتاجرنا”، قال سليمان توما لتايمز أوف اسرائيل.

“لا يوجد حياة طبيعية عندما يتم هدم منازلنا”، قالت.
إضافة الى ذلك، خرج المئات الى الشوارع في تل ابيب واماكن أخرى في انحاء اسرائيل يوم الأربعاء للإحتجاج على أوامر الهدم. وتجمع مئات المتظاهرين في القدس، تل ابيب، حيفا، يافا، الناصرة وقلنسوة للإحتجاج على “سفك الدماء وهدم المنازل في النقب”.
وسارعت السلطات الإسرائيلية لتصنيف الحادث كهجوم، وأشارت إلى ادلة على صلات ابو القيعان بحركات اسلامية.
ولم تجب مشاهد فيديو من ساحة الحادث بشكل قاطع على التساؤلات حول تحكم أبو القيعان على المركبة وقت الإصطدام بالشرطي.
وأعلنت لجنة المتابعة أيضا عن ثلاث ايام حداد على ابو القيعان، قال مدير اللجنة محمد بركة لإذاعة الجيش صباح الخميس.
وأصر سكان محليين وناشطين على ان ابو القيعان اصيب برصاص الشرطة قبل عملية الدهس، وانه لم يسيطر على المركبة عند اصطدامها بالشرطيين.
وقال بركة أن أبو القيعان قد وقع على صفقة لمغادرة منزله بشكل سلمي وأنه لم يكن لديه “اي سبب على الإطلاق لمعارضة ذلك”.
ويظهر تصويت جوي للحادث صدر في وقت لاحق من اليوم ومضات اطلاق ثلاث رصاصات على الأقل صادرة من مسدس احد عناصر الشرطة بجانب مركبة القيعان فورا قبل ان تزيد المركبة من سرعتها باتجاه الشرطيين.
وطالما ادعى المجتمع العربي في اسرائيل ان التمييز الحكومي ضدهم يمنعهم من الحصول على تصاريح بناء لتوسيع بلداتهم. ونتيجة ذلك، الكثير من العائلات تلجأ للبناء بدون تصريح، ما يعرضهم لتهديد الهدم. وقد اقترح مشرعان عربيان توقيف هدم المباني غير القانونية لمدة عشر سنوات، يتم خلالها حل مشاكل التصاريح غيرها.
ووقعت سلسلة عمليات هدم لمنازل عربية في شمال ومركز اسرائيل، اخرها في بلدة قلنسوة. وبعد هدم 11 مبنيا غير قانونيا في الاسبوع الماضي، صنفت القائمة العربية عمليات الهدم كجريمة “نكراء وإعلان حرب على مواطني قلنسوة والجمهور العربي”.
وادعت القائمة أيضا أن الهدم جاء ردا على إخلاء بؤرة عامونا الاستيطانية الوشيك في الضفة الغربية، ولصرف النظر عن التحقيق الجاري في قضية المخالفات المفترضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
“مما لا شك فيه أن شن عمليات هدم على المجتمع العربي، يأتي بسبب إخلاء مستوطنة عمونا”، ورد في البيان، “وبسبب الأزمة التي يعانيها رئيس الحكومة واليمين المتطرف. إن حجم الهدم يتناسب طرديا مع عمق التحقيق، وعدد البيوت التي تدفع الثمن يرتفع وفق نزوات حكومة اليمين”.

وجاءت عمليات الهدم في قلنسوة وام الحيران بعد اصدار نتنياهو في شهر ديسمبر اوامر لوزير الامن العام جلعاد اردان لتعزيز الاجراءات ضد البناء غير القانوني لدى العرب في اسرائيل.
وجاء نداء رئيس الوزراء للحملة ضد البناء غير القانوني بعد الهدم المخطط لبؤرة عامونا الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية، التي كان من المفترض ان يتم اخلائها حتى تاريخ 25 ديسمبر، ولكن وافقت المحكمة على منح الحكومة تمديد حتى 8 فبراير.