الجيش الإسرائيلي يعتقل ثلاثة ناشطين من حماس بعد اقتحامه مخيم جنين
مسؤولون يقولون إن الثلاثة كانوا وراء سلسلة من هجمات إطلاق النار والتفجير في الضفة الغربية؛ أحدهم متورط في إطلاق صواريخ على المستوطنات والبلدات المحاذية للجدار الفاصل
اعتقل الجيش الإسرائيلي ثلاثة ناشطين من حركة “حماس” خلال اقتحام لمخيم جنين في شمال الضفة الغربية صباح الإثنين، في أول دخول علني للقوات إلى المخيم منذ عملية كبيرة نفذتها في المنطقة قبل شهرين.
في بيان مشترك، قال الجيش، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وشرطة حرس الحدود، إن القوات دخلت المخيم واعتقلت عبد الله حسن محمد صبح، وورد شريم ومصعب جعايصة.
وقال مسؤولون أمنيون إن صبح، وهو عضو كبير في حركة حماس من بلدة برقين بالضفة الغربية – القريبة من جنين – كان مطلوبا من قبل إسرائيل منذ أشهر لتورطه في سلسلة من الهجمات.
صبح متهم بالتورط في عمليات إطلاق نار، وهجمات بالقنابل الأنبوبية والعبوات الناسفة، وإطلاق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات في الضفة الغربية وبلدات إسرائيلية من منطقة جنين.
زعمت مجموعة تطلق على نفسها اسم “كتيبة العياش” – التي سميت على ما يبدو على اسم مهندس المتفجرات في حركة “حماس”، يحيى عياش، والذي اغتالته إسرائيل – أنها أطلقت عدة صواريخ على المستوطنات والبلدات في شمال إسرائيل في الأشهر الأخيرة، ونشرت مقاطع فيديو لمحاولات فاشلة بمعظمها.
ووصفت مصادر عسكرية صبح على أنه أحد الأسماء المعروفة على قائمة المطلوبين لدى مؤسسة الدفاع، حيث حاول الجيش منذ فترة طويلة اعتقاله، وقالت إنه كان وراء هجمات كبيرة مثل إطلاق الصواريخ في الأشهر الأخيرة وتفجير سيارة مفخخة بالقرب من مستوطنة ميفو دوتان العام الماضي.
المطارد القسامي عبدالله صبح أحد المعتقلين في جنين ، علماً انه أسير سابق وتعرض لعدة اغتيالات فاشلة..
– الله يهونها عليك يا شرسس pic.twitter.com/2bIwlsAatR
— ????????يا ثورة.(حساب جديد) (@tawra8001) September 4, 2023
وأضاف البيان المعتقلين الآخرين، وهما شريم وجعايصة، متورطان في هجمات إطلاق نار في الضفة الغربية والتخطيط لمزيد من الهجمات.
وقال الجيش إن القوات فتحت النار على مسلحين مطلوبين بينما حاولوا الفرار من مبنى عند وصول القوات. وتعرض أحد المسلحين الفلسطينيين لإطلاق النار في ساقه وأصيب بجروح خطيرة، وتم نقله بمروحية إلى مستشفى “رمبام” في حيفا.
وضبط الجيش بندقية هجومية تابعة لأحد المطلوبين الفلسطينيين، بحسب الجيش. وأإن القوات ردت أيضا بإطلاق النار الحي على مسلحين فلسطينيين فتحوا النار على القوات في المنطقة، وقام فلسطينيون بإلقاء الحجارة.
وقال جناح محلي لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية إن مسلحين تابعين له فتحوا النار على القوات الإسرائيلية على مشارف المخيم.
كما استخدم الجيش طائرة مسيرة انتحارية في مخيم جنين ضد مجموعة من المسلحين الفلسطينيين.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية صورا لحطام الطائرة تظهر أجزاء من الذخيرة المتسكعة من طراز “سبايك فايرفلاي” من صنع شركة “رفائيل”، التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في السابق.
#صورة لبقايا للطائرة المسيّرة التي أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين إسقاطها في مخيم #جنين.
لمتابعة آخر الأخبار عبر قناة نيو برس على تيلجرام https://t.co/6BCL5wfFPS pic.twitter.com/im2gsYSi7f
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) September 4, 2023
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أربعة فلسطينيون أصيبوا بجروح طفيفة بنيران إسرائيلية في المنطقة وتم نقلهم إلى مستشفيات قريبة.
ولم يصب أي جندي إسرائيلي في العملية.
المرة الأخيرة التي دخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى مخيم جنين كانت في اوائل يوليو للقيام بعملية توغل كبيرة استمرت ليومين واستهدفت الجناح المحلي للجهاد الإسلامي، وكذلك جماعات مسلحة أصغر أخرى.
#شاهد جانب من الاشتباكات المسلحة المندلعة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في مخيم #جنين.
لمتابعة آخر الأخبار عبر قناة نيو برس على تيلجرام https://t.co/6BCL5wfFPS pic.twitter.com/HMtbrRfTLk
— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) September 4, 2023
خلال العملية، التي شارك فيها أكثر من 1000 جندي من القوات البرية وسلاح الجون قال الجيش إن قواته قامت بتحديد مواقع وهدم ما لا يقل عن ثمانية مواقع لتخزين الأسلحة، وستة مختبرات للمتفجرات تحتوي على مئات من العبوات الناسفة المجهزة، وثلاث غرف حرب استخدمها مسلحون فلسطينيون لمراقبة القوات الإسرائيلية وغيرها من “البنية التحتية للإرهاب”.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 14 شخصا قُتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين خلال الغارات الجوية الإسرائيلية وفي مواجهات مع القوات الإسرائيلية بين 3 و 5 يوليو.
بحسب الجيش فإن جميع القتلى الفلسطينيين كانوا متورطين في القتال، ولكن كان هناك بعض غير المقاتلين في صفوف الجرحى.
وقُتل جندي إسرائيلي بـ”نيران صديقة” عندما بدأت القوات بالانسحاب من جنين.
ولقد عملت القوات الإسرائيلية في جنين، المدينة المتاخمة، منذ العملية، بما في ذلك في أواخر يوليو، لكنها تجنبت دخول المخيم.
تصاعدت أعمال العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية خلال العام ونصف العام الماضيين، مع ارتفاع هجمات إطلاق النار الفلسطينية، ومداهمات اعتقال ليلية شبه يومية التي ينفذها الجيش، وزيادة في الهجمات الانتقامية التي يشنها المستوطنون اليهود المتطرفون ضد الفلسطينيين.
أدت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية منذ بداية العام إلى مقتل 27 إسرائيليا بينهم جنود وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 178 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة، بما في ذلك على أيدي مستوطنين مسلحين.
وفقا للأرقام الجديدة التي قدمتها مؤسسة الدفاع يوم الخميس، نفذت قوات الأمن أكثر من 2000 عملية اعتقال في الضفة الغربية وأحبطت أكثر من 470 هجوما منذ بداية العام.