اشتباكات بين الشرطة ومجموعة احتجت على تبرئة شرطي من قتل الفلسطيني إياد الحلاق في عام 2020
النشطاء يتجمعون وسط مدينة القدس بعد ساعات من قيام محكمة بتبرئة شرطي حرس الحدود من ارتكاب مخالفة في حادثة إطلاق النار على إياد الحلاق (32 عاما) وقتلته في البلدة القديمة بالمدينة
تجمع متظاهرون يساريون في وسط مدينة القدس مساء الخميس في “مظاهرة غضب” ضد تبرئة شرطي حرس حدود في حادث إطلاق نار قاتل وقع في عام 2020 وراح ضحيته إياد الحلاق (32 عاما)، وهو شاب فلسطيني مصاب بالتوحد.
وهتف المتظاهرون الذين ساروا في شارع “بن يهودا” بوسط المدينة: “إياد قُتل، ولن ننسى ذلك”، بينما حاولت الشرطة احتواءهم.
الشرطي الذي تم تبرئته، والذي واجه تهمة “القتل المتهور”، قتل الحلاق في البلدة القديمة بينما كان الأخير في طريقه إلى مدرسة للتعليم الخاص. ادعى الشرطي، الذي مُنع اسمه من النشر، أنه ظن خطأ أن هاتف حلاق مسدس، وطارده مع شرطي آخر حتى حاصره وأطلق النار عليه وقتله.
وبدأت المظاهرة، التي نظمت في انسجام مع احتجاجات ذات طبيعة مماثلة أقيمت في تل أبيب وحيفا، بداية بطيئة في زاوية شارعي “الملك جورج” و”بن يهودا”. في ذروتها، تظاهر حوالي 100 شخص احتجاجا على قرار المحكمة المركزية في القدس.
وبلغت المظاهرة ذروتها في قيام المتظاهرين بإغلاق شارع الملك جورج المركزي لمدة 10 دقائق، وجلوسهم في وسط الطريق ورفضهم إخلاءه. ونثر أحد المحتجين طلاء أحمر فاتح مثل لون الدم على الأسفلت. في غضون دقائق، حاصرت الشرطة المجموعة وحملت المتظاهرين وأجبرتهم على إخلاء الشارع واحدا تلو الآخر، حتى أصبح الطريق خاليا من جديد.
وردد المتظاهرون، الذين حملوا صورا للحلاق ولافتات كُتب عليها “حياة الفلسطينيين مهمة” ولافتات أخرى تدعو للعدل، هتافات قالوا فيها إن الحلاق لم يكن حدثا لمرة واحدة: “لم يكن هذا خطأ، هذه سياسة”.
ومع انحراف الاحتجاج عن موقعه الأصلي، بدأت الشرطة في دفع المتظاهرين إلى الأرض ومصادرة لافتات ومكبرات الصوت الخاصة بهم.
وطوال الليل، قام مارة بمضايقة المتظاهرين، ووصفوهم بـ “الخونة” و “الغوييم” (أغيار أو غير اليهود). وصاح أحد المتظاهرين في احتجاج مضاد: “لا يوجد شيء اسمه فلسطين أو الاحتلال”، بينما صاح آخرون في المجموعة: “الموت للإرهابيين”.
المجموعة التي تقف وراء الاحتجاج، منظمة “القدس الحرة”، نشرت تفاصيل حول المسيرة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ساعات قليلة من الاحتجاج.
وكُتب في المنشور إن “التبرئة المخزية للشرطة الذي قتل إياد الحلاق لن تمر مرور الكرام. جريمة قتله لم تكن خطأ، هذه سياسة. سياسة مفادها أن حياة الفلسطينيين لا تهم. سياسة مفادها أن أولئك الذين يرتدون الزي الرسمي لديهم ترخيص للقيام بما يحلو لهم، بما في ذلك القتل. سياسة الاحتلال”.
منذ ذلك الحين، أُعيد الضابط المبرأ إلى شرطة حرس الحدود ومن المقرر أن ينضم إلى دورة قادة في الأسابيع المقبلة، بناء على طلبه.