اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في تل أبيب والقدس خلال المظاهرات المسائية الأسبوعية
المحتجون في المدينتين أغلقوا طرقا رئيسية بعد خطابات ألقاها ذوو الرهائن؛ المتظاهرون في العاصمة اشتبكوا مع الشرطة لأول مرة منذ 7 أكتوبر
أغلق متظاهرون مناهضون للحكومة طرقا رئيسية واشتبكوا مع الشرطة في تل أبيب والقدس مساء السبت خلال احتجاجات أسبوعية تطالب بإجراء انتخابات جديدة وصفقة رهائن فورية.
وأصبح تعطيل حركة المرور أمرا روتينيا بالنسبة للمتظاهرين المناهضين للحكومة في تل أبيب خلال الأسابيع القليلة الماضية. لكن يوم السبت كانت المرة الأولى منذ 7 أكتوبر التي يقوم فيها المتظاهرون في القدس بإغلاق التقاطع في ميدان باريس، بعد خطابات ألقاها أفراد عائلات الرهائن المحتجزين في غزة.
وسرعان ما ردت الشرطة بقوة في المدينتين، وقامت بتفريق عشرات المتظاهرين الذين أغلقوا الطرق مستخدمة الخيول وخراطيم المياه والإبعاد الجسدي، لكنها لم تعتقل سوى عدد قليل من الأشخاص.
في القدس، بدأت الاحتجاجات كالمعتاد خارج مقر إقامة رئيس الدولة، حيث طالب مئات المتظاهرين والناشطين والمتحدثين مع حركة “حماية بيتنا المشترك” بإجراء انتخابات جديدة.
وانتقدت طوفاه شيلغ، إحدى منظمي المظاهرة، الحكومة واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه بإثارة الفوضى في كل ركن من أركان الحياة الإسرائيلية.
وقالت: “أينما نظرتم تجدون الفوضى وهذا نتيجة للسياسة. في الواقع، الفوضى هي السياسة”، مطالبة الحكومة بـ”إعادة التفويض الممنوح لها إلى الشعب”.
وبصوت عال، حذر كاتب السيناريو وجندي الاحتياط بني برباش من اختيار “طريق نتنياهو وحكومته”، الذي قال إنه “سيؤدي إلى هاوية الفساد والانحطاط والدمار”.
وقال برباش: “قد جعلت قدامك الحياة والموت البركة واللعنة فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك”، مقتبسا نصا يهوديا من التوراة، وأضاف: “إن الخيار، كما هو دائما في اليهودية، بين أيدينا. إنتخابات الآن بسبب الحرب. إنتخابات الآن، على الرغم من الحرب”.
كما استمع المتظاهرون في القدس إلى الحاخام الأرثوذكسي المتشدد بتسلئيل كوهين، مؤسس معهد “حاخمي ليف” الديني، الذي دعا القادة الحريديين إلى البدء في تشجيع مجتمعاتهم على الإلتحاق بالخدمة العسكرية “للدفاع عن الشعب والبلاد، من منطلق الشعور بالشراكة والأخوة”.
وتحدث كوهين في أعقاب تهميش الحكومة لخطة تجنيد الحريديم، التي قدمها في الشهر الماضي العضو في كابينت الحرب بيني غانتس والمراقب في كابينت الحرب غادي آيزنكوت.
تمكن الرجال الحريديم في سن الخدمة العسكرية من تجنب الالتحاق بالجيش لعقود من الزمن من خلال التسجيل للدراسة في المعاهد الدينية والحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد في كل مرة حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من الخدمة العسكرية.
بعد الاستماع إلى المتحدثين، سار المتظاهرون دون مواجهة مع الشرطة إلى ميدان باريس، المجاورة لمقر إقامة نتنياهو الرسمي. هناك، تحدث أفراد عائلات الرهائن إلى الحشد، وحثوا الحكومة علنا على التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن لإعادة أحبائهم إلى الوطن بعد 162 يوما من الأسر.
وتحدثت إيفغينيا كوزلوف، والدة الروسي الإسرائيلي أندريه كوزلوف، الذي اختطفته حماس أثناء عمله كحارس أمن في حفل “سوبر نوفا” في 7 أكتوبر، باللغة الروسية إلى الحشد، بينما قام مترجم بترجمة كلماتها إلى اللغة العبرية، حول كيف أنها منذ هجوم حماس، فعلت كل ما في وسعها لإنقاذ ابنها.
وقالت: “لقد دُمرت حياتي. أنا لا أعرف العبرية، وأحصل على مساعدة من صديقي، وترجمة غوغل وخرائط غوغل”.
وتابعت كوزلوف: “مرت خمسة أشهر، وبدأ الناس ينسون، ومزقت الرياح ملصقاتنا… يواصل الناس حياتهم… لكننا مازلنا نعيش في 7 أكتوبر”.
ماي ألفيني-بيري، حفيد الرهينة حاييم بيري (79 عاما)، أصبح بسرعة متحدثا منتظما في مظاهرة عائلات الرهائن في القدس. هذا الأسبوع، اختتم ألفيني-بيري المسيرة بخطاب مليء بالانتقادات اللاذعة لحكومة نتنياهو اليمينية.
وقال بسخرية أمام الجمهور: “نحن هنا لأسبوع آخر، يا لها من متعة. هل تستمتعون بذلك؟”
“ليس لدي أي شيء آخر لأقوله… من الجنون أن نضطر إلى الاحتجاج حتى لمدة أسبوعين، ناهيك عن نصف عام”.
وأضاف: “إنهم [الحكومة] يسمعوننا ويعلمون، والأمر لا يهمهم، ونحن نعلم أن الأمر لا يهمهم. ونحن نعلم أن هذه الحرب ليس لها أهداف؛ هذه الحرب نفسها هي هدفهم. حكومة إسرائيل تفضل قتل المدنيين في غزة بدلا من إنقاذ المدنيين الإسرائيليين”.
وبعد انتهاء الكلمات، حاولت مجموعة من المتظاهرين قطع المفرق المحاذي لميدان باريس بالعاصمة، وجلسوا في منتصف الطريق وهم يهتفون: “لا روتين حتى تكون هناك صفقة رهائن”.
وقبل مواجهة المتظاهرين الجالسين على الأرض، توجهت الشرطة إلى مجموعة من المراسلين والمصورين الواقفين مقابل المظاهرة ودفعتهم على الرصيف.
وكتب روني غرين شاؤولوف، وهو مراسل في موقع “واينت”، في تغريدة على منصة X أنه على الرغم من أنه أظهر بطاقة الصحفي الخاصة به لـ”كل شرطي صادفته”، إلا أنه واجه عنفا.
وقال: “لا أنتقد الشرطة كثيرا أثناء الاحتجاجات، لكن اليوم تعرضت لضرب مبالغ فيه، وبشكل منهجي للغاية، لدرجة أنني لم أتمكن من الاحتفاظ بالأمر لنفسي”.
ولم تبدأ سلطات إنفاذ القانون في إخراج المتظاهرين من الطريق واحدا تلو الآخر إلا بعد إخلاء الطريق من الصحفيين، وفي بعض الأحيان رميهم على الأرض.
وامتنعت شرطة الخيالة في الموقع في القدس عن التدخل في تفريق المتظاهرين الذين أغلقوا الطريق. وتم اعتقال اثنين من المتظاهرين، بحسب متحدث باسم الشرطة.
وكتبت الشرطة على منصة X في أعقاب المواجهات أن “الشرطة قامت بدفع المخالفين إلى الرصيف من أجل السماح باستمرار حركة المركبات على التقاطع وإعادة النظام إلى المكان”.
الإلتقاء في شارع بيغن
في تل أبيب، إلتقت مظاهرتان منفصلتان – أحدهما دعت إلى صفقة رهائن والأخرى إلى إجراء انتخابات جديدة – عند شارع بيغن حيث قام بعض المتظاهرين بإغلاق الجزء الشمالي من الطريق، وأشعلوا النيران، واستخدموا قنابل الدخان، ونفخوا بالأبواق، مما أدى في النهاية إلى اشتباكات مع الشرطة.
وهتف المتظاهرون: “من تخلى عنهم، ملزم إعادتهم”، في إشارة إلى نتنياهو، و”كلهم الآن!”. – وهي دعوة لإطلاق سراح الرهائن الـ 134 المحتجزين لدى حماس.
وشهدت “تايمز أوف إسرائيل” اعتقال أحد المتظاهرين عندما بدأ المتظاهرون في السير باتجاه الشمال في شارع بيغن.
في وقت لاحق من الليل، تمكن عدد من المتظاهرين من قطع طريق أيالون السريع، دون رد أولي من الشرطة، والجلوس على الأسفلت، مما أدى إلى إغلاق الطريق جزئيا ولكنهم سمحوا بسير حركة المرور عبر المسار الأيسر.
وسرعان ما بدأت الشرطة في تفريق المظاهرة بخراطيم المياه أثناء محاولتها منعهم من التحرك جنوبا على الطريق السريع.
ولأول مرة منذ أسبوعين، تم استخدام الخيول لمساعدة الشرطة في تفريق الاحتجاج.
وتم اعتقال متظاهر واحد فقط في المظاهرة بمدينة تل أبيب، بحسب الشرطة الإسرائيلية.