إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

اسماعيل هنية يقول أن الاتفاق على “هدنة” يقترب، مع صدور تقارير عن المراحل النهائية لاتفاق تبادل أسرى

قالت مصادر فلسطينية إنه سيتم إطلاق سراح ما بين 50 إلى 100 رهينة من المدنيين مقابل إطلاق سراح 300 أسير فلسطيني وهدنة لمدة خمسة أيام ودخول 300 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة

لوحة إعلانية تحمل صور الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفهم مسلحون فلسطينيون في هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، يتم عرضها خلال مظاهرة تطالب بإطلاق سراحهم، في تل أبيب، 15 نوفمبر، 2023. (Ahmad Gharabli/AFP)
لوحة إعلانية تحمل صور الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفهم مسلحون فلسطينيون في هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، يتم عرضها خلال مظاهرة تطالب بإطلاق سراحهم، في تل أبيب، 15 نوفمبر، 2023. (Ahmad Gharabli/AFP)

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية فجر الثلاثاء أنّ الحركة “تقترب من التوصل لاتفاق” على هدنة بينها وبين إسرائيل، مما أثار الآمال بإحتمال إطلاق سراح العشرات من مئات الأشخاص الذين تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر.

وذكرت مصادر فلسطينية أن وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام سيرافق بتبادل بعض الرهائن مقابل أسرى محتجزين في السجون الإسرائيلية.

ولم يصدر رد رسمي فوري من إسرائيل بشأن المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين يقدر عددهم بنحو 240 رهينة تم احتجازهم خلال هجوم حماس المروع.

وأغلبية الرهائن هم من المدنيين. وعدد قليل منهم فقط تم إطلاق سراحهم، أو إنقاذهم من قبل القوات الإسرائيلية أو انتشالهم ميتين.

وقال هنية، بحسب بيان أرسله مكتبه إلى وكالة فرانس برس: “نحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة”.

وفي بيان مماثل نشر على تلغرام، قال هنية، المقيم في الدوحة، إن “الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء”، دون الخوض في التفاصيل.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في خطاب متلفز دعا فيه إلى “حل سياسي” للصراع المستمر مع إسرائيل، 1 نوفمبر، 2023. (Screenshot, Hamas Telegram channel)

وقتل مسلحو حماس حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، خلال الهجمات عبر الحدود من قطاع غزة في 7 أكتوبر.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية لإسقاط حماس من الحكم في غزة وإطلاق سراح الرهائن ردا على ذلك. وتستهدف الحملة الجوية والبحرية والبرية المكثفة البنية التحتية العسكرية التي تقول إسرائيل إنها مزروعة بين السكان المدنيين. وحذرت جماعات الإغاثة من أزمة إنسانية متنامية، مع نزوح مئات الآلاف من الأشخاص ونقص الإمدادات الأساسية.

وقال مصدران مطّلعان على المفاوضات الجارية حول الاتّفاق بين إسرائيل وحماس لوكالة فرانس برس إن “حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا الوسيط المصري بموافقتهما مبدئياً على بنود الصفقة”.

وقال المصدران إن “الصفقة تتضمنّ هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط”.

وأن “الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50-100” رهينة محتجزين في قطاع غزة “لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء” الفلسطينيين.

ويتضمن الاتفاق أيضا، وفق المصدرين، “إدخال ما بين 100-300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال”.

وأفاد موقع “واللا” أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار يصر أيضا على وقف جميع العمليات الجوية.

وذكرت القناة 12 في وقت سابق أن حماس طلبت التزاما إسرائيليا بعدم استخدام طائرات المراقبة المسيّرة خلال الهدنة التي تستمر خمسة أيام لمراقبة نشاطات حماس، وحركة الرهائن.

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تصل إلى الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، في جنوب قطاع غزة، في 21 أكتوبر، 2023. (Atia Khaled/Flash90)

وبينما لم يصدر تأكيد إسرائيلي رسمي، نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي كبير يوم الثلاثاء قوله “نحن قريبون جدا من التوصل إلى اتفاق”.

وفي إشارة إلى وجود خلافات لا يزال يتعين حلها، قال المسؤول إن هناك اتفاقًا على إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 شخصًا، بينما يمكن إطلاق سراح العشرات الآخرين مقابل تمديد وقف إطلاق النار.

وقالت القناة 12 إنه من المتوقع أن يتم إطلاق سراح الأطفال والأمهاتهم ونساء أخريات.

وذكرت إذاعة الجيش أن قسم العمليات في قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي يستعد لخطة تبادل.

ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الجيش الإسرائيلي سيبقى في قطاع غزة ولن يتم سحب القوات إلى الأراضي الإسرائيلية خلال وقف إطلاق النار.

وسيظل الممر الإنساني الرئيسي على طول طريق صلاح الدين المؤدي من شمال غزة إلى جنوبها مفتوحا لتمكين سكان الشمال من الإخلاء إلى الجنوب.

لكن لن يسمح الجيش الإسرائيلي للسكان الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى أحيائهم أثناء وقف إطلاق النار. ويعمل الجيش على تجهيز القدرات لضمان عدم انتهاك حماس لوقف إطلاق النار، بما يشمل استخدام شبكة الأنفاق الواسعة التي قامت الحركة بحفرها تحت غزة لنشر مقاتليها. وقال التقرير إنه سيتم مهاجمة أي تهديد يتم تحديده للقوات الإسرائيلية على الفور، حتى أثناء وقف إطلاق النار.

وقال وزير التعليم يوآف كيش لإذاعة الجيش: “لا يجب أن ندعم صفقة من شأنها أن تجعلنا نوقف المجهود الحربي. ستحاول حماس أن تعطينا أقل عدد ممكن من الرهائن وتخلق واقعا لا يمكننا فيه الاستمرار في الضغط عليها”.

وزير التربية والتعليم يوآف كيش في الوزارة قبل افتتاح العام الدراسي، 31 أغسطس، 2023. (Yonatan Sindel/Flash90)

وتزايدت الآمال مؤخرا في إجراء محادثات بوساطة قطر، حيث يوجد لحماس مكتب سياسي والتي تقيم علاقات دبلوماسية خلف الكواليس مع إسرائيل.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين إن رئيسها سافر إلى قطر للقاء هنية. وقالت اللجنة إنها تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن لكنها ليست جزءا من أي مفاوضات.

“لن نتوقف عن القتال”

ومن الممكن أن يجلب الاتفاق بعض الراحة لسكان غزة الذين يعيشون منذ أكثر من ستة أسابيع تحت وطأة الغارات الجوية الإسرائيلية والهجوم البري الموسع.

وقد تم تدمير أجزاء كبيرة من غزة في الغارات الجوية التي بلغ عددها الآلاف، ويخضع القطاع لحصار، مع فرض قيود شديدة على دخول الغذاء والماء والوقود. وقالت إسرائيل إنه لا يوجد نقص في الإمدادات الأساسية وتتهم حماس بنهب الموارد اللازمة لجهازها العسكري – الوقود على وجه الخصوص – بدلا من توزيعها على السكان المدنيين. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن حماس تحتاج إلى الوقود لتشغيل التهوية والكهرباء في شبكة أنفاقها الواسعة.

وتعهدت إسرائيل بمتابعة هجومها وتعهدت بسحق حماس وضمان إطلاق سراح الرهائن.

“لن نتوقف عن القتال حتى نعيد رهائننا إلى الوطن”، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين بعد لقاء أقارب المختطفين مع الوزيرين الآخرين في حكومته الحربية.

وقال أودي غورين، الذي يحتجز ابن عمه تل حيمي في غزة، للصحفيين بعد خروجه من الاجتماع إن مجلس الوزراء الحربي لم يشارك أي تفاصيل حول أي اتفاق محتمل لإطلاق سراح الرهائن.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في مؤتمر صحفي متلفز، 18 نوفمبر، 2023. (GPO Screenshot)

وحذر مكتب نتنياهو مرارا وتكرارا من التقارير الإعلامية المختلفة المتعلقة بمفاوضات الرهائن، مضيفا أنه سيبلغ الجمهور رسميا في حالة التوصل إلى اتفاق.

وسأل أحد الصحافيين الرئيس الأميركي على هامش حفل أقيم في البيت الأبيض “هل هناك اتفاق وشيك لإطلاق سراح الرهائن؟”، فأجابه “أعتقد ذلك”. وحين كرر الصحافي السؤال، ردّ بايدن “نعم”.

وأفادت القناة 12 يوم الأحد أنه في حين أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع الأطفال الرهائن وأمهاتهم، الذين يبلغ عددهم حوالي 53، إلا أن حماس تزعم أنها لا تعرف مكانهم جميعا – حيث أن الرهائن محتجزون لدى عدد من الفصائل والخلايا – وهي تحتاج إلى هدنة في القتال لتحديد مواقعهم جميعهم.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة إسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، 20 نوفمبر، 2023. (SAID KHATIB / AFP)

وأدت جهود قطرية حتى الآن إلى إطلاق سراح أربعة من الرهائن. وتم اعادة رهينة خامسة، وهي جندية، في عملية إسرائيلية. كما عثرت إسرائيل على جثتي رهينتين بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة.

ونظمت عائلات الرهائن احتجاجات ومسيرات للضغط على الحكومة من أجل ضمان إطلاق سراح أحبائهم. وتظاهرت عائلات الرهائن والآلاف من أنصارهم يوم السبت في ساحة الرهائن في تل أبيب في مظاهرة ركزت بشكل خاص على حوالي 40 طفلا يعتقد أنهم محتجزون في غزة.

ووفقاً للسلطات الصحية التي تديرها حماس في غزة، قُتل أكثر من 13 ألف فلسطيني، ثلثاهم من النساء والقاصرين. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وقد اتُهمت حماس بتضخيمها وتصنيف المسلحين في أواخر سن المراهقة على أنهم أطفال. ومن غير المعروف كم من القتلى كانوا من المقاتلين، وكم منهم قُتلوا نتيجة سقوط صواريخ فلسطينية طائشة.

اقرأ المزيد عن