إسرائيل توسع منطقة صيد الأسماك في غزة، على ما يبدو ضمن اتفاق وقف اطلاق نار مع حماس
يمكن للفلسطينيين صيد الاسماك في مساحة تصل 15 ميلا بحريا بعيدا عن الشاطئ؛ يفترض ان التوسيع هو الجزء الأول من اتفاق هدنة مدته 6 اشهر
مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل
اعلنت اسرائيل الثلاثاء عن توسيعها منطقة صيد الاسماك حول قطاع غزة الى 15 ميلا بحريا، على ما يبدو في خطوة أولى من اتفاق وقف اطلاق نار مدته 6 اشهر مع حركة حماس التي تحكم القطاع.
وقال المنسق العسكري الإسرائيلي مع الفلسطينيين، اللواء كميل ابو ركن، المعروف بمنسق النشاطات الحكومية في الاراضي، في بيان ان الاجراء يهدف لمنع “تدهور الوضع الانساني في قطاع غزة، انطلاقا من السياسة التي تفرق بين الارهاب والسكان غير الضالعين فيه”.
وترفض اسرائيل الاعتراف رسميا باتفاق وقف اطلاق النار، ولكنها ملتزمة بشروطه المفترضة.
وافاد تقرير للقناة 12 مساء الاثنين ان الاتفاق يشمل التزام من قبل حماس لوقف العنف عند السياج الحدودي، الحفاظ على منطقة عازلة عرضها 300 متر عن الحدود؛ وقف اطلاق البالونات الحارقة باتجاه البلدات الإسرائيلية ووقف الاشتباكات الليلية مع قوات الامن؛ ووقف الاساطيل التي تحاول اختراق الحدود البحرية بين غزة واسرائيل.
وفي المقابل، سوف تعيد اسرائيل توسيع منطقة صيد الاسماك الى 15 ميلا بحريا امام شاطئ غزة، تمكن برامج مال مقابل العمل التابعة للأمم المتحدة، السماح بدخول ادوية مساعدات مدنية اخرى للقطاع، واطلاق مفاوضات حول مسائل متعلقة بالكهرباء، المعابر، العناية الطبية والاموال.
وفي حال الحفاظ على الاتفاق، ورد ان اسرائيل وحماس سيتباحثان تبادل اسرى. وتحتجز حركة حماس المدنيين الإسرائيليين ابيرا منغيستو وهشام السيد، وجثامين الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول.
وتوسطت مصر والامم المتحدة الاتفاق.

وبعد سيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007، قيدت اسرائيل بشكل كبير منطقة صيد الاسماك، التي كانت عادة محصورة بـ 6 اميال بحرية، مع توسيع بثلاثة اميال خلال مواسم الصيد.
وفي العام الاخير، وسعت اسرائيل منطقة صيد الاسماك الى 12 أو 15 ميلا بحريا ضمن اتفاقيات وقف اطلاق نار، ولكن اعادته الى 6 اميال عند انهيار الاتفاقيات.
وقد شهدت الاسابيع الاخيرة تصعيدا بالتوترات في قطاع غزة، في اعقاب تصعيدا كبيرا استمر يومين في وقت سابق من الشهر بين اسرائيل والحركات المسلحة في القطاع الساحلي، اطلق خلاله مسلحون حوالي 700 صاروخ وقذيفة باتجاه جنوب ومركز اسرائيل، متسببين بمقتل اربعة اشخاص.
ورد الجيش بقصف اكثر من 300 هدف تابع لحماس والجهاد الإسلامي، بما يشمل عدة طواقم اطلاق صواريخ. وقُتل 25 فلسطينيا خلال القتال، معظمهم تابعين لحركات مسلحة.

وفي اعقاب القتال، مع بدء تنفيذ الهدنة المفترضة، وسعت اسرائيل منطقة صيد الاسماك الى 12 ميلا بحريا.
وأضاف أبو ركن انه سيتم الغاء توسيع يوم الاحد الاضافي الى 15 ميلا بحريا في حال مخالفة الاتفاق.
“تطبيق هذه الخطوة مشروط باحترام صيادي الاسماك في غزة لما تم الاتفاق علية، يجدر التأكيد انه لن يسمح بخرق المسافة التي تم تحديدها وأن كل خرق ستتم متابعته بالشكل الملائم من قبل قوات الامن”، قال.
وفي الاسبوع الماضي، قال مسؤولون ان اسرائيل اعادت تقييد منطقة صيد الاسماك، مع الإشارة الى مواجهة بين البحرية الإسرائيلية وصيادي اسماك من غزة. ونفت اسرائيل اجراء اي تغيير، ولامت الحادث على سوء تفاهم.
وهناك 3700 صياد اسماك في غزة، معظمهم يعيشون تحت خط الفقر، بحسب تقرير جمعية بتسيلم عام 2018.

ومنذ اكثر من عام، يشارك فلسطينيون في غزة بمظاهرات اسبوعية عند الحدود، مطالبين اسرائيل برفع القيود عن حركة الاشخاص والبضائع دخولا وخروجا من القطاع الساحلي، ومنادين الى عودة اللاجئين الفلسطينيين وابنائهم الى الاراضي التي اصبحت جزءا من الدولة اليهودية.
وشملت المظاهرات اعمال عنف ضد القوات الإسرائيلية، وقد شهدت مقتل اكثر من 200 فلسطيني.
وتدعي اسرائي ان القيود المفروضة على الحركة ضرورية بمنع حماس وحركات اخرى من تهريب الاسلحة الى القطاع. وتقول ايضا ان عودة اللاجئين الفلسطينيين وابنائهم سوف تقضي على طبيعة اسرائيل اليهودية.