اسرائيل تغلق معابر غزة للضغط على حماس بخصوص العنف الحدودي
قال نتنياهو ان الخطوة سترافق بخطوات اخرى لم يكشف عنها، مع مواجهة الحكومة الانتقادات لفشلها في التعامل مع موجة الحرائق الناتجة عن الطائرات الورقية والبالونات
وسط الانتقادات من رد حكومته على العنف الجاري عند حدود غزة، اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين ان اسرائيل سوف تغلق معبر كرم ابو سالم، المدخل الرئيسي للسلع والمساعدات الانسانية للقطاع الساحلي.
“سنشدد فورا الإجراءات التي نتخذها حيال حكم حماس”، قال نتنياهو خلال جلسة لحزب الليكود في الكنيست، ملاقيا التصفيق من ناشطي الحزب.
وقال رئيس الوزراء ان اغلاق معبر كرم ابو سالم سيرافق ب”خطوات أخرى ولن أفصح عنها”.
ومتحدثا في جلسة حزب يسرائيل بيتينو، قال رئيس الحزب، وزير الدفاع افيغادور ليبرمان، انه طلب من الجيش “اتخاذ عدة خطوات” للرد على “استفزازات حماس” عند الحدود.
“سوف يبدؤون الادراك ان الامر لا يعمل باتجاه واحد فقط”، قال.
“نحن لا نسعى لمواجهة او حملة عسكرية، بل لطريقة عمل حماس، [الاوضاع] متدهورة و[حماس] سوف تدفع الثمن الكامل، ثمن اثقل من عملية الجرف الصامد”، اضاف ليبرمان، متطرقا الى حرب عام 2014 مع الحركة.

وورد يوم الاحد ان حماس بدأت اعادة قوات امنها الى الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، لأول مرة منذ اطلاق الاشتباكات الدامية في اواخر شهر مارس.

وفي ثلاثة الاشهر الاخيرة، تقع اشتباكات اسبوعية عند حدود قطاع غزة، وتتهم اسرائيل حركة حماس باستخدام المظاهرات كغطاء لتنفيذ هجمات ومحاولة اختراق السياج الامني. وقد شهدت مظاهرات “مسيرة العودة” ايضا اطلاق فلسطينيين طائرات ورقية وبالونات حارقة باتجاه الاراضي الفلسطينية، ادت الى اندلاع مئات الحرائق في جنوب اسرائيل واضرار تقدر بملايين الشواقل.
وفورا بعد حديث نتنياهو، أكد الجيش الإسرائيلي على اغلاق معبر كرم ابو سالم لجميع البضائع الداخلة والخارجة من القطاع.
وقال الجيش انه سيسمح للمساعدات الانسانية، وخاصة الاغذية والادوية، بدخول غزة، ولكن سيتطلب ذلك تصريح خاص من المنسق العسكري مع الفلسطينيين، اللواء كميل ابو ركن.
وبحسب الجيش، اقترح رئيس هيئة اركان الجيش غادي ايزنكوت فكرة اغلاق كرم ابو سالم، ووافق نتنياهو وليبرمان على الفكرة.

وقال الجيش ان الاغلاق سوف يستمر ما دام يتابع الفلسطينيين بإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة باتجاه اسرائيل.
“نظرا لهذا الوضع الذي فيه تستغل حركة حماس الارهابية سكان القطاع وتطلق طائرات ورقية وبالونات حارقة ومتفجرة باتجاه البلدات في محيط غزة… يتم اتخاذ هذه الخطوات”، قال الجيش.
“إن تستمر هذه الظاهرة، سوف تستمر هذه الخطوات وتزداد سوءا”، اضاف الجيش.
وتفرض اسرائيل ومصر حصارا على المعبر الوحيد بين غزة واسرائيل منذ 11 عاما، بهدف منع الحركات المسلحة من ادخال الاسلحة الى القطاع.
وقد تم اغلاق المعبر عدة مرات في ثلاثة الاشهر الاخيرة، بسبب اضرار ناتجة عن حرائق اشعلها متظاهرون فلسطينيون.

وهاجم متظاهرون المعبر في 14 مايو. وقاموا باختراق البوابات، وعلى ما يبدو معتقدين انهم داخل الاراضي الإسرائيلية، اشعلوا انابيب وقود، بحسب مسؤولين اسرائيليين. وفي الواقع، كانوا لا زالوا في الطرف الفلسطيني من المعبر.
وبعد اسبوع، في اعقاب مظاهرة عنيفة عند الحدود، دخل مخربون معبر كرم ابو سالم، والحقوا اضرار كبيرة بمحطة وقود، بالإضافة الى حزام ناقل يستخدم لإدخال مواد بناء خام الى غزة، وحزامين اخرين يستخدموا لنقل طعام المواشي.
واضافة الى اغلاق المعبر، قال الجيش انه ينهي بشكل مبكر تمديد مؤقت لمساحة صيد الاسماك في غزة، ما يمكن الصيادين وصول حتى 9 اميال من الشاطئ من اجل استغلال موسم الصيد السيفي.
“سوف تعود مساحة صيد الاسماك الى 6 اميال”، قال الجيش.
واتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتشجيع الفلسطينيين على اطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة من غزة الى اسرائيل.
“حركة حماس هي المسؤولة عن كل ما يحدث في قطاع غزة وكل عواقب ذلك. حماس تجر سكان القطاع نحو الهاوية”، قال الجيش. “الجيش الإسرائيلي سيتابع العمل بحسب الضرورة للحفاظ على مصالح دولة اسرائيل الامنية”.

ويأتي اعلان نتنياهو بعد مواجهته الانتقادات من قبل قادة المعارضة حول ما وصفوه برد غير كاف للعنف الحدودي والطائرات الورقية الحارقة.
وقال رئيس حزب يش عتيد يئير لبيد لصحفيين في وقت سابق يوم الاثنين ان رئيس الوزراء لا يفعل ما يكفي لمواجهة الهجمات الحارقة من الجو.
“لدى رئيس الوزراء سبب جديد لعدم قيامه بشيء في غزة – لأنه ينتظر الامريكيين”، قال لبيد خلال اجتماع حزبه الاسبوعي في الكنيست.
“منذ اربعة سنوات، انه لا يفعل شيء بخصوص غزة”، تابع. “انه علم، جميعنا علمنا انه سيكون هناك جولة عنف جديدة، ولكنه لم يفعل شيء. والان جولة العنف اتت. يتم احراق حقولنا”.؟
ويحتاج الجيش صندوق ادوات اكبر ليتعامل مع هذا”، قال لبيد.

وادعى ان نتنياهو ينتظر ادارة ترامب لعرض خطتها للسلام ولهذا لم يعمل لوقف هجمات الحريق من غزة.
“شخص يهتم بالأمن لا ينتظر الامريكيين”، ادعى لبيد. “انه يعمل لوحده. لا يمكننا السماح لهم باتخاذ القرارات عننا. نحتاج تقديم خطتنا”.
وقال رئيس المعسر الصهيوني آفي غاباي اما جلسة حزبه انه في اربعة السنوات منذ عملية الجرف الصامد، نتنياهو “فشل بتوفير الامن لشعب اسرائيل”.
ومتحدثا يوما بعد الذكرى السنوية لحرب 2014، قال غاباي ان مبادرات الحكومة بخصوص غزة منذ ذلك الحين بمثابة “لا شيء”.

“من الوضح ان نتنياهو لم يعد سيد الامن”، قال، متطرقا الى اسم كنية لرئيس الوزراء. “سيد الامن لكان استغل الفرصة بعد الحرب لتقديم خطة، لتحقيق الامن، لتوفير بعض التفكير الى الامام لنا. بدلا عن ذلك: لا شيء”.
وقال غاباي ايضا ان زيارة نتنياهو للبلدات المحيطة بغزة مرة فقط منذ اندلاع العنف الاخير يثبت انه فقد التواصل مع احتياجات سكان المنطقة.
“فقط شخص لا يرى مواطنيه يمكنه السماح لنفسه عدم الاهتمام بهم”، قال.