إسرائيل تستقبل 6 سوريين مصابين في المعارك الأخيرة من بينهم أطفال
قال الجيش أنه تم احضار المصابين مساء يوم الجمعة في ’عملية طبية خاصة ومعقدة’، تلقوا اسعاف أولي من الجنود قبل نقلهم الى مستشفى اسرائيلي
مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل

أحضر الجيش الإسرائيلي ستة سوريين مصابين، اربعة منهم اطفال فقدوا اهاليهم مؤخرا بحسب التقارير، الى البلاد لتلقي علاج في مستشفى محلي مساء الجمعة، في “عملية طبية خاصة ومعقدة”، قال الجيش.
وكان ستة السوريين من المصابين في هجوم الرئيس السوري بشار الأسد الجديد ضد اخر معاقل المعارضة في جنوبي غرب سوريا. وفي وقت سابق من مساء الجمعة، تواصل قادة محليون في المنطقة مع اسرائيل من اجل نقل المصابين، قال الجيش الإسرائيلي مساء السبت.
“في عملية طبية خاصة ومعقدة نفذتها شعبة ’باشان’، تم استقبال ستة سوريين مصابين بإصابات متوسطة حتى خطيرة ومعالجتهم مساء الجمعة الماضي، بما يشمل اربعة اطفال. وبحسب تقارير من الطرف السوري، قُتلت عائلات الأطفال في قصف خلال القتال في سوريا، وتم نقل الاطفال الى اسرائيل لتلقي العلاج”، قال الجيش في بيان.
وعند تواصل الجنود الإسرائيليين مع السوريين المصابين، قدموا لهم الاسعاف الاولي من اجل تثبيت حالتهم، قبل نقلهم الى مستشفى لم يتم الكشف عنه في شمال اسرائيل، قال الجيش.
ويتراوح عمر الاطفال بين 6-14 عاما، بحسب الجيش. واضافة الى ذلك، تم نقل ايضا شاب يبلغ 19 عاما ورجل يبلغ 25 عاما الى اسرائيل لتلقي العلاج، قال الجيش.
وكانت معظم الاصابات ناتجة عن شظايا. وتم احضار طفلة تبلغ 19 عاما مع اصابات في رأسها واطرافها. وتلقت طفلة تبلغ 7 سنوات اصابات في رأسها بالإضافة الى اصابات من شظايا في انحاء جسدها. وتلقت طفلة تبلغ 6 سنوات اصابات خطيرة في رأسها وكانت غائبة عن الوعي. واصيب طفل يبلغ 14 عاما بإصابات في البطن واصابات ناتجة عن شظايا في انحاء جسده. واصيب الشاب البالغ 19 عاما بإصابات شظايا في رجله، بينما اصيب الرجل البالغ 25 عاما بإصابات خطيرة في رجله اليسرى.
وفي يوم الجمعة، اعلن الجيش أيضا أنه وفر عدة اطنان من المساعدات الانسانية الى جنوب غرب سوريا، ولكنه لن يستقبل عشرات آلاف اللاجئين من المنطقة الذين يبدؤوا التدفق نحو الحدود الإسرائيلية.

“الجيش يراقب ما يحدث في جنوب سوريا وجاهز لعدة سيناريوهات، تشمل متابعة توفير المساعدات الانسانية للسوريين الفارين. الجيش لم يسمح لدخول لاجئين سوريين الى الاراضي الإسرائيلية وسيستمر بالعمل لحماية مصالح اسرائيل الامنية”، قال الجيش في بيان باللغة العبرية الجمعة.
وقال الجيش ان العملية استمرت “عدة ساعات”، وأنه أرسل 300 خيمة، 13 طن من الغذاء، 15 طن من طعام الاطفال، ثلاثة رزم من الامدادات الطبية و30 طن من الملابس والاحذية للاجئين.

وقال وزير الدفاع افيغادور ليبرمان بعد عملية المساعدات ان اسرائيل “جاهزة لتوفير أي مساعدة انسانية لمدنيين، نساء واطفال”، ولكن أكد على “اننا لن نقبل بأي لاجئ سوري في اراضينا”.
ومنذ ابتداء الهجمات الجديدة من قبل القوات الموالية للنظام في وقت سابق من الشهر في محافظة درعا، يتدفق عشرات آلاف المدنيين السوريين نحو الحدود الإسرائيلية والاردنية المجاورة.

وقد تم انشاء عدة مخيمات في المنطقة، ولكن هناك نقص بالكهرباء، المياه النظيفة والحاجيات الاساسية فيها. وفي العديد من الحالات، تكون هذه المخيمات مكتظة، بدون مأوى كاف. وورد أن بعض السوريين ينامون في الخارج خلال الليل.
وقال الجيش أنه وصل الامدادات الى اربعة مخيمات بالتوازي في جنوب ومركز مرتفعات الجولان.
“في هذه المخيمات، الواقعة بالقرب من الحدود، هناك عدة آلاف سوريين يعيشون في ظروف متدهورة، بدون مياه، كهرباء، مصادر غذاء أو حاجيات اساسية. وفي الايام الاخيرة، هناك زيادة بعدد السوريين في هذه المخيمات”، قال الجيش.

ويفر اللاجئين عند الحدود من هجوم من قبل قوات النظام السوري الذي يسعى لاستعادة المنطقة الاستراتيجية التي تمتد بين الحدود مع الاردن ومرتفعات الجولان الإسرائيلية، والتي حتى مؤخرا كانت واقعة ضمن اتفاقية اتفاق نار تمت بوساطة امريكية.
وضربت الغارات الجوية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في جنوب غرب سوريا الخميس، وراح ضحيتها 17 مدنيا في ملجأ تحت الارض، وادت الى نزوح الاف من منازلهم، مع تظاهر عشرات من النازحين بالقرب من الحدود الإسرائيلية مطالبة بحماية دولية.
وفي اشارة الى احتمال تصعيد الازمة الانسانية، قال مسؤولون امميون انه بسبب القتال، لن يتمكن توصيل مساعدات انسانية من الاردن الى 50,000 النازحين منذ يوم الثلاثاء. ويقول الاردن، الذي يستضيف حاليا 660,000 لاجئ مسجل، انه لا يمكنه استقبال المزيد واغلق حدوده.

وبالقرب من مرتفعات الجولان، رفع عشرات النازحين الجدد لافتات احتجاجا. وقد فر الآلاف من المنطقة، قائلين انهم يعتقدون ان القرب من القوات الإسرائيلية سوف تردع الغارات الجوية السورية. وقال احد الناشطين ان المخيمات تقع حوالي 3 كلم عن الحدود.
وتوفر اسرائيل المساعدات الى جنوب غرب سوريا منذ عام 2013، بما يشمل معالجة الاطفال المرضى بأمراض مزمنة والذين لا يمكنهم وصول مستشفيات، بناء العيادات في سوريا، وتوفير مئات الاطنان من الطعام، الادوية والملابس الى القرية التي دمرتها الحرب في الطرف الثاني من الحدود.
ومنذ اندلاع الحرب الاهلية السورية عام 2011، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف وادت الى نزوج الملايين، تحاول اسرائيل معرفة طريقة التعامل مع الكارثة الانسانية خارج حدودها، وهي معضلة يعقدها كون اسرائيل وسوريا في حالة حرب رسمية.
وردت اسرائيل في بداية الأمر بتوفير العلاج الطبي لسوريين اصيبوا في الحرب ووصلوا حدودها، وعالجت اكثر من 3000 شخص في مستشفيات ميدانية عند الحدود ومستشفيات عامة، خاصة في شمال اسرائيل، منذ عام 2013.
وقال الجيش أن حوالي نصف المصابين الذين تلقوا العلاج اطفال، الثلث رجال، و17% المتبقين نساء.

اضافة الى ذلك، عملت اسرائيل مع منظمات اغاثة دولية لإنشاء عيادة عند الحدود عام 2017. ومنذ افتتاحها في العام الماضي، عالجت العيادة حوالي 6000 سوري.
وكشف الجيش في العام الماضي انه اطلق منذ يونيو 2016 عملية “حسن الجيار”، عملية مساعدات انسانية ضخمة لتجنب مقتل آلاف السوريين عند الحدود نتيجة الجوع او نقص العناية الطبية.
ومئات اطنان الطعام، الأجهزة الطبية والملابس التي ارسلت عبر الحدود كانت اسرائيلية بشكل واضح ومن انتاج شركات اسرائيلية.

وساهم الجيش الإسرائيلية أيضا في بناء عيادتين في سوريا، يدرها محليين وعمال منظمات غير حكومية. وهذا يشمل تنسيق لوجستي وارسال مواد بناء ومعدات طبية، قال الجيش.
وتهدف العيادات لدعم حوالي 80,000 سوري في المنطقة المجاورة لمدينة القنيطرة السورية، المحاذية لحدود اسرائيل.
وضمن العملية، قال اجيش ايضا انه عزز كمية المساعدات الانسانية التي ينقلها الى سوريا، وفي بعض الاحيان بشكل كبير.
وبحسب معطيات الجيش، ازدادت كمية الطعام المرسل الى سوريا بعشرة اضعاف، من عشرات الاطنان بين الأعوام 2013-2016 الى 360 طن بين عامي 2016-2017.
وكمية الملابس، طعام الاطفال، المعدات الطبية، الوقود ومولدات الكهرباء التي تم توصيلها الى سوريين ايضا ازدادت بشكل كبير في هذه الفترة.
وقد ارسلت اسرائيل أيضا مئات الأطنان من الطحين، الزيت، السكر، الملح، الفاصوليا المعلبة والاغذية الجافة، بالإضافة الى عدة سيارات وبغال.
وقال الجيش إن معظم المساعدات قدمت بتبرعات من منظمات غير حكومية خلال السنوات، ولكن وفرت الحكومة الاسرائيلية جزءا منها مباشرة.