استمرار المعارك في أنحاء غزة، حيث أصبح الصراع الآن هو أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ عام 1948
الجيش يقول إن القوات قتلت العشرات من مسلحي حماس في منطقة خان يونس في اليوم الأخير، بينما تضع إسرائيل مدينة رفح في أقصى الجنوب نصب أعينها
استمر القتال العنيف في جميع أنحاء قطاع غزة يوم الجمعة بينما تنتظر اسرائيل والجهات الفاعلة الدولية رد مسؤولي حماس على وقف إطلاق النار المقترح واتفاق إطلاق سراح الرهائن.
ومع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس يوم السبت يومها الـ 120، أصبح الصراع هذا الأسبوع هو أطول حرب مفتوحة تخوضها إسرائيل منذ “حرب الاستقلال” في عام 1948. وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن تتجاوز فترة حرب 1948، التي استمرت حوالي 20 شهرا، إلا أن هذه الحرب هي الآن أطول من حرب لبنان الاولى (1982؛ 116 يوما)، وأطول بكثير من حرب لبنان الثانية (2006؛ 34 يوما)، وحرب “يوم الغفران” (1973؛ 19 يوما) وحرب “الأيام الستة” (1967؛ ستة أيام).
ولا توجد نهاية واضحة في الأفق للحرب المستمرة، مع إصرار إسرائيل على أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لهدنة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، فإن مثل هذا التوقف سيكون مؤقتا ولن تنتهي الحرب حتى تتم الإطاحة بحركة حماس من السلطة في القطاع.
يوم الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي إن القوات قتلت العشرات من مسلحي حماس في منطقة خان يونس خلال اليوم الماضي، وداهمت عدة مواقع تابعة لحماس في المنطقة، وصادرت أسلحة ونفذت ضربات ضد خلايا ومبان تابعة لحماس يستخدمها ناشطو الحركة.
في هذه الأثناء، نفذ سلاح البحرية ضربات في وسط غزة على طول ساحل القطاع، لمساعدة القوات البرية التابعة للواء “ناحل” العاملة في المنطقة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وفي مخيم الشاطئ بشمال غزة، قال الجيش إن اللواء 401 مدرع قتل أكثر من 10 مسلحين خلال اليوم الماضي.
بشكل منفصل، في حادثة غير مألوفة خلال الليل، قال الجيش الإسرائيلي إن “القبة الحديدية” اعترضت “هدفا جويا مشبوها” تسلل إلى المجال الجوي الإسرائيلي من غزة. وقد تم إطلاق إنذار على تطبيق قيادة الجبهة الداخلية على الهواتف المحمولة في المناطق المفتوحة، ولكن ليس في أي من البلدات.
في الوقت نفسه، قال الجيش إن القوات التي تقاتل في غزة عثرت على وثائق توضح بالتفصيل استخدام حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني للمساجد لأغراض عسكرية.
وبحسب بيان عسكري، فإن عشرات المساجد في أنحاء قطاع غزة تحتوي على مستودعات للأسلحة ومداخل أنفاق، وتعمل أيضا بمثابة “نقاط تجمع عملياتية”. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الوثائق التي تم العثور عليها مؤخرا في خان يونس تظهر مدى تأثير حماس على الزعماء الدينيين في غزة و”اختراقها للمناصب القيادة الدينية المحلية بهدف تعزيز خطاب الكراهية، والتحريض على العنف وتشجيع المدنيين على الانضمام إلى الجماعات الإرهابية”.
وأضاف البيان أن “استغلال المنظمات الإرهابية للقادة الدينيين والمساجد في قطاع غزة للترويج للإرهاب وتخزين المتفجرات وتنفيذ الهجمات يمثل إساءة استخدام خطيرة للمؤسسات الدينية في عمليات عسكرية، مما يحول فعليا المصلين إلى دروع بشرية”.
ونشر الجيش أيضا لقطات مصورة وتفاصيل العمليات الأخيرة التي نفذتها الفرقة 99 في وسط قطاع غزة. الهدف الرئيسي للفرقة هو الحفاظ على “ممر” يقسم غزة إلى قسمين، ومنع عناصر حماس وأسلحتها من العبور من جنوب القطاع إلى شماله.
وفي إحدى العمليات، التي نفذها لواء المظليين الاحتياطي 646، قال الجيش إن القوات اكتشفت مصنعا لتصنيع الصواريخ في منطقة النصيرات. وفي عملية أخرى، داهم جنود الاحتياط من لواء “يفتاح” مصرفا تابعا لحماس في وسط غزة، حيث تمت مصادرة حوالي 100 ألف شيكل نقدا ووثائق استخباراتية من قبو تحت الأرض، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن اللواء المدرع الاحتياطي 179 التابع للفرقة قتل المئات من مسلحي حماس في الأسابيع الأخيرة، ودمر العديد من أنفاق حماس الرئيسية، وصادر أسلحة، ودمر مواقع للحركة.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الجمعة إن ما لا يقل عن 27,131 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 66,287 آخرين في الحرب منذ 7 أكتوبر. لم يتم التحقق من أعداد الحركة، التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين، في حين تقدّر إسرائيل أن العديد من القتلى سقطوا نتيجة لمئات الصواريخ التي تم إطلاقها بشكل خاطئ أو بنيران فلسطينية. كما تقدّر إسرائيل أنها قتلت 10 آلاف من مقاتلي حماس في القتال في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح قُتلوا في إسرائيل خلال غزو وهجوم الحركة في 7 أكتوبر.
يوم الخميس، تعهد وزير الدفاع يوآف غالانت بأن الجيش الإسرائيلي سوف يصل إلى لواء رفح التابع لحماس ويفككه، تماما كما يفعل حاليا مع كتائب الحركة في منطقة خان يونس بجنوب غزة.
وذكر غالانت أن العمليات الجارية أضعفت بشدة قدرة الحركة على شن حرب وأن الضغط سيجبرها على الموافقة على إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.
وقال غالانت “تفاخرت كتيبة خان يونس التابعة لحماس بأنها ستقف في وجه جيش الدفاع، وهي الآن تنهار، وأنا أقول لكم هنا، إننا نكمل المهمة في خان يونس وسنصل أيضا إلى رفح ونقضي على كل من هو إرهابي هناك يحاول إيذاءنا”.
وأضاف إن عمليات الجيش الإسرائيلي في خان يونس “تتقدم بنتائج مبهرة”، وأن الأمر “أصعب بكثير بالنسبة لحماس”.
وقال غالانت: “ليس لديهم أسلحة، وليس لديهم ذخيرة، وليس لديهم القدرة على علاج الجرحى، ولديهم 10 آلاف قتيل من الإرهابيين [في جميع أنحاء غزة] و10 آلاف جريح آخر غير قادرين على أداء عملهم”.
وقال “إنها ضربة تؤدي إلى تآكل قدرتهم [على القتال]”.
في حديثه مع القوات، قال غالانت إن عمليات الجيش الإسرائيلي، سواء فوق الأرض أو تحتها في خان يونس، “تقرب عودة الرهائن، لأن حماس لا تعرف سوى القوة”.
ويبذل الوسطاء الدوليون جهودا للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس من شأنه أن يشهد على الأقل عودة بعض الرهائن الـ 136 المحتجزين في غزة مقابل هدنة لمدة أسابيع وإطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين. وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق سراح رهائن منذ الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر، عندما تم إطلاق سراح 105 أشخاص من الأسر.
اندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب هجمات 7 أكتوبر، التي اقتحم فيها حوالي 3000 مسلح الحدود من غزة إلى إسرائيل عبر البر والجو والبحر، وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 250 رهينة.
متعهدة بالقضاء على الحركة، بدأت إسرائيل حملة عسكرية واسعة في غزة.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل