إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

استقالة الرئيس التنفيذي للمجموعة الجدلية المكلفة بإدارة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة

مستقبل مؤسسة غزة الإنسانية غير مؤكد بعد أن قال الرئيس التنفيذي جيك وود إن المشروع لا يلتزم بالمبادئ الإنسانية؛ ترامب يقول إن المحادثات بشأن الهدنة تسير في الاتجاه الصحيح

فلسطينيون يتدافعون للحصول على الطعام المطبوخ الموزع في مطبخ مجتمعي في منطقة المواصي بخان يونس، في قطاع غزة، 23 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)
فلسطينيون يتدافعون للحصول على الطعام المطبوخ الموزع في مطبخ مجتمعي في منطقة المواصي بخان يونس، في قطاع غزة، 23 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

استقال الرئيس التنفيذي للمنظمة الجديدة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة والتي كان من المفترض أن تبدأ في إدارة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة في الأيام المقبلة.

وقال جيك وود، الرئيس التنفيذي ل”مؤسسة غزة الإنسانية”، في بيان يوم الأحد: ”أنا فخور بالعمل الذي أشرفت عليه، بما في ذلك وضع خطة عملية يمكن أن تغذي الجياع، وتعالج المخاوف الأمنية بشأن تحويل المساعدات، وتكمل عمل المنظمات غير الحكومية التي تعمل منذ فترة طويلة في غزة“.

وأضاف: ”مع ذلك، من الواضح أنه لا يمكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، والتي لن أتخلى عنها“.

على الرغم من أن GHF هي شركة أمريكية من الناحية الفنية، إلا أنها تأسست بالتنسيق الوثيق مع السلطات الإسرائيلية من أجل إدارة مبادرة المساعدات الجديدة.

ومع ذلك، لا تزال GHF بحاجة إلى الدعم والتعاون من المنظمات الإنسانية القائمة في سعيها لكسب المصداقية على الأرض.

لكن هذا الدعم لم يأت بعد، حيث تعهدت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في غزة بعدم التعاون مع GHF، بدعوى أن مبادرتها للمساعدة تنتهك المبادئ الإنسانية لأنها تضطر سكان غزة إلى السير لمسافات طويلة للحصول على المساعدات وتقتصر على جنوب غزة، مما يؤدي إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرا.

كما أثيرت تساؤلات حول تمويل GHF، الذي لم يكن شفافا، إلى جانب مذكرة أرسلتها المؤسسة إلى المانحين المحتملين ذكرت فيها اسمي شخصين من قيادتها قالا إنهما غير مشاركين في المبادرة وإقرارها بأنها لا تستطيع في البداية إطعام سوى 60% من سكان غزة.

جيك وود، مؤسسة غزة الإنسانية، في مقابلة مع شبكة CNN في 17 مايو 2025. (CNN screenshot)

حاول وود، وهو جندي سابق في مشاة البحرية ورائد أعمال اجتماعي، تبديد المخاوف عندما أعلن أن إسرائيل وافقت على مطالب GHF بالسماح بإنشاء مواقع توزيع إضافية في جميع أنحاء غزة واستئناف توزيع المساعدات من خلال الآليات القائمة الأسبوع الماضي حتى تبدأ GHF عملها على الأرض.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لـ”تايمز أوف إسرائيل” الأسبوع الماضي إن الموعد المستهدف لبدء عمليات GHF هو نهاية هذا الأسبوع، لكن ذلك لم يحدث.

ومما زاد الأمور تعقيدا، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال الأسبوع الماضي أيضا إن المرحلة الثالثة من عمليات المساعدات الإسرائيلية ستقتصر على منطقة صغيرة في جنوب غزة تخضع لحراسة الجيش الإسرائيلي، مما يتعارض مع تأكيد وود أن توزيع المساعدات لن يقتصر على جزء واحد من القطاع.

وقال وود أنه تم الاتصال به قبل شهرين لقيادة GHF نظرا لخبرته في العمليات الإنسانية، وشدد على أنه يسعى إلى ”تأسيسها ككيان إنساني مستقل حقا“.

وقال: ”مثل الكثيرين حول العالم، شعرت بالرعب والحزن الشديد إزاء أزمة الجوع في غزة، وبصفتي قائدا في مجال العمل الإنساني، شعرت بواجب القيام بكل ما في وسعي للتخفيف من المعاناة”.

استقالة وود تمثل ضربة قوية لجهود إسرائيل لاستئناف المساعدات إلى غزة بشروطها الخاصة، ومن غير الواضح ما إذا كانت GHF ستتمكن من المضي قدما.

فلسطينيون يتدافعون للحصول على الطعام المطبوخ الموزع في مطبخ مجتمعي في منطقة المواصي بخان يونس، في قطاع غزة، 23 مايو 2025.(AP Photo/Abdel Kareem Hana)

من بين التحديات الأخرى، من المرجح أن تؤدي استقالة وود إلى القضاء على فرص GHF في جمع التبرعات من دول أجنبية، حيث يبدو أن الأسباب التي قدمها لاستقالته تعكس المخاوف التي أعربت عنها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة بالفعل على الأرض والتي طُلب منها التعاون مع المؤسسة لضمان نجاحها.

وصل المتعاقدون الأمنيون الأمريكيون الذين تعمل معهم GHF إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر من أجل دخول غزة والبدء في إدارة مواقع التوزيع.

بينما بدا وود مستعدا للعمل في إطار الشروط الصارمة التي وضعتها إسرائيل، أشار بيان استقالته إلى أن مرونته قد وصلت إلى حدها الأقصى.

وقال: ”أحث إسرائيل على توسيع نطاق تقديم المساعدات إلى غزة بشكل كبير من خلال جميع الآليات، وأحث جميع الأطراف المعنية على مواصلة استكشاف أساليب جديدة ومبتكرة لتقديم المساعدات، دون تأخير أو تحويل أو تمييز“.

وأضاف: ”ما زلت أعتقد أن السبيل الوحيد المستدام على المدى الطويل هو أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن، وأن يتوقف القتال، وأن يكون هناك طريق للسلام والأمن والكرامة لجميع الناس في المنطقة“.

جاءت استقالة وود من GHF بعد أيام من إعلان إسرائيل الأسبوع الماضي أنها ستبدأ في السماح لعدد محدود من شاحنات المساعدات بدخول غزة بموجب الآليات المعمول بها مسبقا بعد أكثر من شهرين من الحصار الشامل على المساعدات.

تزامن قرار السماح باستئناف المساعدات مع بدء هجوم جديد واسع النطاق للجيش الإسرائيلي في القطاع أطلق عليه اسم ”مركبات جدعون“، بهدف هزيمة الجناح العسكري لحركة حماس وحكمها المدني في غزة، في حال لم توافق الحركة على إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم.

وقال الجيش يوم الأحد إنه يهدف إلى احتلال 75% من أراضي قطاع غزة في غضون شهرين في الهجوم الجديد.

مساعدات إنسانية موجهة إلى غزة على متن شاحنة عند معبر كيرم شالوم بين جنوب إسرائيل وقطاع غزة، 22 مايو 2025. (Jack GUEZ / AFP)

كجزء من المراحل الأولى للهجوم، صعد الجيش بشكل كبير من غاراته الجوية على القطاع الذي مزقته الحرب، ونشر خمس فرق – أو عشرات الآلاف من الجنود – في القطاع، ويستعد لشن مناورة برية واسعة النطاق.

لكن الولايات المتحدة بدت أقل حماسا للهجوم الجديد، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية يوم الأحد إنه يأمل في حدوث تطور إيجابي قريبا في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وقال: ”نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف ذلك، وإسرائيل. لقد تحدثنا معهم ونريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذه الوضع برمته“.

ولهذه الغاية، أفادت وسائل إعلامية عبرية مختلفة يوم الأحد أن مسؤولين أمريكيين طلبوا من إسرائيل تأجيل توسيع عملياتها البرية لإتاحة الوقت لمواصلة مفاوضات إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار مع حماس.

ووفقا لتقرير نشرته قناة i24 News، نقلا عن مصدرين مطلعين على الموضوع، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تأجيل تنفيذ هجومها المخطط بالكامل، والقيام بدلا من ذلك بعمليات عسكرية محدودة تسمح بمواصلة المفاوضات.

وأفاد موقع “واينت” لاحقا أن نتنياهو عقد مشاورات أمنية مع كبار مسؤولي الدفاع مساء الأحد لمناقشة الضغوط من واشنطن.

واصلت الولايات المتحدة مفاوضاتها مع حماس، حتى بعد أن سحب نتنياهو فريق التفاوض الإسرائيلي من محادثات الدوحة الأسبوع الماضي، بدعوى رفض الحركة قبول اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار لفترة قصيرة مقابل الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء.

وعلى عكس محادثات الدوحة، التي يتوسط فيها المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تجري المفاوضات المباشرة مع حماس عبر قناة خلفية بواسطة رجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني بشارة بحبح.

اقرأ المزيد عن