استطلاع: معظم الأمريكيون يعتقدون أن على أوباما لقاء نتنياهو في مارس
58% يعتقدون أنه على الرئيس أن يستقبل نتنياهو. %47 يعارضون دعوة الجمهوري للزعيم الإسرائيلي لمخاطبة الكونغرس
استطلاع جديد والذي صدر يوم الأربعاء، يشير إلى أن معظم الأمريكيين يعتقدون أنه من غير الملائم أن يقوم الجمهوري جون بوينر في مجلس النواب -زعيم الأغلبية، بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمواجهة الكونغرس الأميركي حول موضوع إيران الشهر المقبل – مثيرا غضب البيت الأبيض. ويعتقد الأغلبية أنه ينبغي على الرئيس باراك أوباما أن يجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي رغم ذلك.
وفقا لدراسة تتضمن 1,000 بالغ من الولايات المتحدة من قبل شركة الأبحاث يوغوف، والتي مقرها لندن، اعترض %47 من المشاركين على دعوة نتنياهو، والتي اعتبرها مسؤولو البيت الأبيض أن تكون خرقا للبروتوكول حيث لم تستشر الإدارة، في حين أن %30 لم يروا أي خطأ في ذلك. البقية كانوا غير متأكدين.
على طول الخطوط الحزبية، الأكثر ديمقراطيون (%72)، والجمهوريون (%29)، بشكل غير مفاجئ، اعتقدوا أن الدعوة غير لائقة.
ما يقارب نصف المستطلعين (%46) رأوا أنه على ممثلهم في الكونغرس حضور خطاب 3 مارس، حيث قال %24 أن عليهم “عدم الحضور”، و %30 “غير متأكدون”.
على الرغم من أن أوباما – إلى جانب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ونائب الرئيس جو بايدن – قالوا أنهم لن يجتمعوا مع رئيس الوزراء خلال زيارته إلى واشنطن، بسبب قرب الزيارة من موعد الإنتخابات الإسرائيلية في 17 مارس، أكثر من نصف الذين شملهم الإستطلاع (%58) قالوا أنه عليه مقابلته، %23 قالوا أنهم غير متأكدون.
عندما سئلوا عمن قام بعمل أفضل بالتعامل مع علاقات الولايات المتحدة وإسرائيل، إنقسم المستطلعين إلى أربع مجموعات: %24 قالوا أوباما، %26 قالوا الجمهوريون في الكونغرس، و%26 قائلوا لا أحد، و%24 غير متأكدون.
هامش الخطأ للإستطلاع كان %4.1.
على الرغم من ارتفاع الضغط لإلغاء أو تأجيل خطابه، قال نتنياهو أنه يعتزم المضي قدما. واصفا أن العلاقات الملتهبة مع البيت الأبيض بشأن إيران ليست إستثنائية في تاريخ البلدين.
معترفا بخلاف عميق مع الإدارة الأمريكية وبقية دول الـ P5+1 حول العرض الذي تم تقديمه لإيران. قال نتنياهو يوم الثلاثاء، “أنوي التحدث عن هذه المسألة قبل الموعد المحدد في 24 مارس، وأنوي التحدث أمام الكونغرس الأمريكي لسبب أن للكونغرس قد يكون دور مهم في الإتفاق النووي مع إيران”.
موعد 24 مارس الأخير يشير إلى تصويت الكونغرس على صفقة فرض عقوبات على إيران، والتي تأتي أسبوع قبل انتهاء المهلة في 31 مارس لمفاوضات دولية مع إيران.
تمت دعوة نتنياهو للتحدث أمام المشرعين الأمريكيين من قبل بوينر، ولكن وجهت الدعوة انتقادات من قبل البيت الأبيض بأن ذلك يشكل “إنتهاكا للبروتوكول”.
واجه رئيس الوزراء منذ ذلك الحين انتقادات واسعة لقبوله الدعوة.
اتهم زعماء الإتحاد الصهيوني يتسحاك هرتسوغ، وتسيبي ليفني أن الخطاب كان محفز بدافع انتخابات الكنيست القريبة، والتي ستجري أسبوعين فقط من الخطاب. وقد اقترح العديد من الديمقراطيين وزعماء اليهود أن نتنياهو حول إسرائيل إلى قضية حزبية في واشنطن.
شكا الديمقراطيون أن الخطاب يشكل إهانة لأوباما.
ولكن نتنياهو بقي ثابتا على موقفه، وليس هناك أي دلائل على أن بوينر أو قادة الجمهوريين الآخرين ينوون إلغاء الدعوة.
الخطر الذي يلوح في الأفق من إيران يبرر هذه الخطوة، قال نتنياهو.
قائلا: “هذا النظام الإيراني، ملتزم بشكل صريح بتدمير إسرائيل. سيكون قادرا بموجب هذه الصفقة، على تصنيع سلاح نووي خلال وقت قصير، وخلال بضع سنوات، ستملك القدرة الصناعية لإنتاج العديد من القنابل النووية بهدف تدميرنا”.
مضيفا: “هذا العرض سيمكن إيران من تهديد بقاء إسرائيل”.
وأشار نتنياهو أن خلافه مع أوباما، لا يعتبر المرة الأولى التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي بالإشتباك حول القضايا الأمنية.
وأردف قائلا: “إن بقاء إسرائيل ليس قضية حزبية، ليس في إسرائيل ولا في الولايات المتحدة. إن هذا لا يعني أن للحكومة الإسرائيلية لم يكن من وقت لآخر خلافات جدية مع الإدارات الأميركية حول الوسيلة الأفضل لتحقيق أمن إسرائيل”.
مضيفا: “أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، عن استقلال إسرائيل في مواجهة معارضة قوية من وزير الخارجية الأمريكية جورج مارشال”. مستعرضا تشكيلة من النزاعات من ليفي اشكول حتى اريئيل شارون. “لقد كان هناك خلافات حول أمن إسرائيل بين رؤساء الوزراء الإسرائيليين من اليسار واليمين، والرؤساء الأميركيين من كلا الطرفين”.
“إن هذا ليس خلافا شخصيا بيني وبين الرئيس أوباما. إنني أقدر بعمق كل ما قام به لإسرائيل في العديد من المجالات. بشكل مماثل، أعلم أن الرئيس (أوباما) يقدر مسؤوليتي، مسؤوليتي قبل كل شيء، للحماية والدفاع عن أمن إسرائيل. سوف أسافر إلى الولايات المتحدة ليس لأنني أسعى إلى مواجهة مع الرئيس، ولكن لأن علي أن أفي بواجبي للتحدث حول مسألة، التي قد تؤثر على بقاء بلادي”.
سعى البيت الأبيض أيضا إلى التقليل من حدة التوتر بين واشنطن والقدس، على الرغم من خلاف نتنياهو وأوباما بشأن إيران.
وقال أوباما يوم الإثنين أنه ونتنياهو يملكان “تعارض آراء كبير حول المسائل المتعلقة بإيران، وحول العقوبات”، ولكن اقترح أن عدم موافقته على خطابه، وعدم دعوته إلى البيت الأبيض كان من المفترض أن يكون لأجل الحفاظ على الروابط القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة من خلال عدم التأثير حزبيا على مقربة من الإنتخابات الإسرائيلية.
“هذه هي العلاقة الأمريكية الإسرائيلية والتي تتخطى الأحزاب. انها تتعلق بالسندات الغير قابلة للكسر والتي نشعر بها وبإلتزامنا بأمن إسرائيل والقيم المشتركة بيننا. الطريقة للحفاظ على ذلك هي بضمان أن لا تتضرر من خلال ما يمكن أن ينظر إليه كسياسة حزبية …. هذا شيء علينا الإحتراس منه”.
ساهمت الاسوسييتد برس في هذا التقرير.