استطلاع رأي في عدة دول يكشف أن معظم الأشخاص يعتقدون أن إبادة جماعية لليهود قد تحدث اليوم
الاستطلاع الذي أجراه "مؤتمر المطالبات" يكشف عن اتجاه عالمي لتلاشي المعرفة بالحقائق الأساسية المتعلقة بالهولوكوست، حيث يقول ما يقرب من نصف الشباب الفرنسيين إنهم لم يسمعوا قط عن هذا المصطلح

يعتقد أغلبية الناس في سبع دول أن إبادة جماعية ضد الشعب اليهودي مماثلة للهولوكوست (المحرقة النازية) يمكن أن تحدث اليوم، وفقا لاستطلاع نشره “مؤتمر المطالبات المادية اليهودية ضد ألمانيا”.
وقال مؤتمر المطالبات إن التقرير – الذي استطلع آراء الناس في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنمسا وألمانيا وبولندا والمجر ورومانيا – كشف أيضا عن اتجاه عالمي لتلاشي المعرفة بالحقائق الأساسية حول الهولوكوست.
وأظهر أن ما يقرب من نصف الشباب في فرنسا لا يعرفون حتى ما هي الهولوكوست.
وتم نشر التقرير قبل الاحتفال بالذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز في 27 يناير. وتم جمع البيانات من عينة تمثيلية من ألف شخص بالغ في كل دولة في نوفمبر 2023.
وقال حوالي 76٪ من الأشخاص في الولايات المتحدة إنهم يعتقدون أن محرقة أخرى يمكن أن تحدث، تليها المملكة المتحدة بنسبة 69٪، وفرنسا بنسبة 63٪، والنمسا بنسبة 62٪، وألمانيا بنسبة 61٪، وبولندا بنسبة 54٪، والمجر بنسبة 52٪. وفي رومانيا، قال 44٪ إنهم يعتقدون أن مثل هذا السيناريو ممكن.
ووجد الاستطلاع أن قطاعات كبيرة من السكان لا تعرف أن ستة ملايين يهودي قُتلوا أثناء الهولوكوست، وأن أقليات كبيرة تتراوح بين 18٪ و28٪ في كل بلد تعتقد أن مليوني يهودي أو أقل قُتلوا.
ووفقا للتقرير، فإن نسبة كبيرة من السكان في مختلف البلدان لا يعتقدون أن عدد اليهود الذين قُتلوا في الهولوكوست موصوف بدقة. إن نسبة الذين يعتقدون أن عدد اليهود الذين قُتلوا أثناء الهولوكوست مبالغ فيه هي الأكبر لدى الأشخاص في الفئة العمرية 18-29 عاما.
وقال غدعون تايلور، رئيس مؤتمر المطالبات: “إن الفجوات المقلقة في المعرفة، وخاصة بين الأجيال الأصغر سنا، تسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى تعليم أكثر فعالية عن الهولوكوست. وحقيقة أن عددا كبيرا من البالغين لا يستطيعون تحديد الحقائق الأساسية – مثل 6 ملايين يهودي لقوا حتفهم – هو أمر مقلق للغاية”.

في فرنسا، ، قال واحد من كل خمسة بالغين إنه لم يسمع أو لم يكن متأكدا مما إذا كان قد سمع عن الهولوكوست قبل الاستطلاع. كان هذا أمرا شاذا – في جميع البلدان الأخرى، كانت نسبة الذين لم يسمعوا عن الهولوكوست أقل من 6٪.
كان الافتقار إلى المعرفة أكثر وضوحا بين الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاما، حيث قال 46٪ في فرنسا، مقارنة بـ 15٪ في رومانيا، و 14٪ في النمسا، و 12٪ في ألمانيا، إنهم لم يسمعوا عن الهولوكوست.
عندما طُلب من الأمريكيين تسمية معسكرات اعتقال نازية، لم يتمكن 48٪ من الأمريكيين من تسمية معسكر واحد من أكثر من 40 ألف معسكر تم إنشاؤها خلال الحرب العالمية الثانية. بشكل عام، لم يتمكن ربع من شملهم استطلاع الرأي في جميع البلدان من تسمية معسكر أو غيتو واحد.
إن إنكار الهولوكوست وتحريفها هو أمر شائع أيضا، حيث أن الأمريكيين والمجريين كانوا أكثر من قالوا إن إنكار الهولوكوست شائع في بلادهم.
وعلى صعيد أكثر إيجابية، هناك دعم ساحق لتعليم الهولوكوست. ففي جميع البلدان التي شملها الاستطلاع، يعتقد 90٪ أو أكثر من البالغين أنه من المهم الاستمرار في تدريس الهولوكوست، حتى لا تحدث مرة أخرى من بين أمور أخرى، وفقا للتقرير.
وقال ماثيو برونفمان، رئيس الفريق الذي كلف بإعداد التقرير: “من المؤثر أن نرى أن الأغلبية من جميع الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في جميع البلدان في هذا المؤشر لا يتفقون على أهمية تعليم الهولوكوست فحسب، بل يريدون أيضا الاستمرار في تدريس الهولوكوست في المدارس. والآن أصبحت مهمتنا واضحة؛ يجب أن نأخذ هذا التفويض ونجعله يحدث”.