استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يعارضون ضم قطاع غزة وإعادة الاستيطان فيه
بحسب استطلاع للجامعة العبرية فإن 33٪ فقط ممن المشاركين يؤيدون إعادة احتلال القطاع الفلسطيني
أكثر من نصف الإسرائيليين يعارضون ضم قطاع غزة وإعادة بناء المستوطنات التي تم إخلائها خلال خطة فك الارتباط الإسرائيلية في عام 2005، بحسب استطلاع رأي للجامعة العبرية نُشرت نتائجه يوم الأحد.
بحسب الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من 1800 شخص، وتم إجراؤه في 7-9 ديسمبر، فإن 56٪ من الإسرائيليين يعارضون مثل هذه السياسة على المدى الطويلة، مقابل 33٪ فقط الذين يؤيدونها و11٪ الذين قالوا إنهم غير متأكدين.
انسحبت إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005، وفككت مستوطناتها في المنطقة وتركتها تحت سيادة السلطة الفلسطينية. واستولت حماس على السلطة في غزة في عام 2007، ومنذ ذلك الحين لم يتم إجراء انتخابات. في السنوات التي تلت انسحابها من غزة، واجهت إسرائيل هجمات متكررة من الفصائل المسلحة المتمركزة في القطاع، وخاصة حماس.
في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، الذي قتل خلاله مسلحون حوالي 1200 شخص واختطفوا نحو 240 آخرين إلى غزة، والذي تبعه إعلان إسرائيل عن نيتها القضاء على نظام حماس في غزة، بدأت تحالف من الجماعات القومية المتطرفة في إسرائيل بحملة من أجل إعادة بناء كتلة غوش قطيف الاستيطانية في غزة.
على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ناقش مسألة الحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة، إلا أنه لم ينطق بكلمة “احتلال”. ولقد بدأ أعضاء في ائتلافه اليميني المتطرف، مثل وزير التراث عميحاي إلياهو، بطرح الفكرة. في الأسبوع الماضي قال إلياهو إنه ينبغي على إسرائيل “احتلال قطاع غزة بالكامل” بعد الحرب.
بحسب استطلاع الجامعة العبرية فإن 23٪ من الإسرائيليين يؤيدون فكرة أن يقوم تحالف من الدول العربية المعتدلة بالاشراف على الأمور في غزة في فترة ما بعد الحرب مباشرة، في حين يؤيد 22٪ حكما عسكريا إسرائيليا، بينما قال 18٪ إنهم يرغبون في رؤية قوة دولية تتولى السيطرة على غزة، وأيد 18٪ فكرة أن تقوم إسرائيل بضم غزة، بينما أعرب 11٪ فقط عن دعمهم لعودة السلطة الفلسطينية.
على الرغم من دعم واشنطن للفكرة، إلا أن نتنياهو أعرب عن معارضته لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد انتهاء الحرب مع حماس. بالإضافة إلى ذلك، ليس لدى رئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس الرغبة في أن يُنظر إليه بأنه تولى السلطة على القطاع في أعقاب التوغل الإسرائيلي.
في قمة مجموعة السبع في طوكيو في الشهر الماضي، رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كل تكرار محتمل لفكرة لاحتلال التي يبدو أنها قيد النظر لدى نتنياهو، بحسب تسريبات لوسائل الإعلام الإسرائيلية. ويشمل ذلك إعادة توطين الإسرائيليين في غزة، احتلال عسكري، “مناطق عازلة” ستكون خاضعة للسيطرة الإسرائيلية على طول حدود غزة، العودة إلى حصار القطاع – وهو ما كان الوضع القائم حتى 6 أكتوبر – وإبعاد جزء من الفلسطينين، وهو إجراء من شأنه أن يعزز اتهامات التطهير العرقي ضد إسرائيل.
وعلى الرغم من السياسة المكوكية الأمريكية التي تهدف إلى تأمين التعهدات العربية بالتمويل وتوفير القوات للمساعدة في الحفاظ على السلام في غزة، إلا أن حلفاء إسرائيل العرب أشاروا إلى أنهم ليسوا على استعداد للانضمام إلى جهد عسكري للحفاظ على الهدوء في غزة مع القدس.
بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن الإمارات العربية المتحدة، التي تقيم علاقات وثيقة بشكل متزايد مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، قالت إنها لن تساعد في إعادة إعمار غزة إلا إذا كان هناك تقدم نحو حل الدولتين.
وتقول إدارة بايدن إن جهود إسرائيل للقضاء على حماس يجب أن تمهد الطريق إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة في نهاية المطاف، تليها جهود متجددة للتفاوض على حل الدولتين.
ولقد وجد استطلاع رأي شمل 751 شخصا أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في الشهر الماضي أن أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين يعارضون السعي إلى حل الدولتين مقابل استمرار الدعم الأمريكي.