استطلاع رأي: أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين يرون أن هناك أساس للمقارنة بين المحرقة النازية وأحداث 7 أكتوبر
القادة الإسرائيليون سعوا مرارا وتكرارا إلى تشبيه حماس بالنازيين، حيث قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن حماس لديها نفس النية التي كانت لدى عدو اليهود في الحرب العالمية الثانية
يعتقد أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين أن هناك أساس مشروع للمقارنات بين المحرقة النازية وأحداث 7 أكتوبر التي انتشرت في الخطاب الوطني خلال الأشهر السبعة الماضية، وفقا لاستطلاع للرأي نُشر يوم الإثنين في الوقت الذي تحيي فيه إسرائيل يوم ذكرى المحرقة .
أصبح استخدام الخطاب الذي يخلط بين حماس والحزب النازي شائعا بشكل متزايد بين القادة الإسرائيليين منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصف الحركة بـ“النازيين الجدد”.
كما تم استخدامه من قبل عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة، الذين احتشدوا مساء السبت في تل أبيب تحت شعار “أبدا لن تتكرر”.
أظهر استطلاع للرأي شمل 600 يهودي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في الفترة من 1 إلى 5 مايو أن 54٪ يعتقدون أن هناك أساسا ما للمقارنة، بينما قال 39٪ إن مثل هذه المقارنة في غير محلها، وقال 8٪ إنهم غير متأكدين.
وافق 56٪ من الذين شملهم الاستطلاع من اليمين السياسي، و54٪ من اليسار، و46٪ من الوسط السياسي، على وجود أساس للمقارنة.
وقالت البروفيسور تمار هيرمان، مديرة “مركز فيتربي لدراسات الرأي العام والسياسات” في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية: “عشية يوم ذكرى المحرقة، اشتد الجدل الذي بدأ قبل أكثر من ستة أشهر، فيما يتعلق بأهمية المقارنات بين أحداث 7 أكتوبر وأحداث المحرقة”.
وأضافت: “إن حقيقة أن الأغلبية (وإن كانت صغيرة) بين المشاركين في الاستطلاع اليهود تشعر بوجود أساس لمثل هذه المقارنة، تشير إلى أنه على الرغم من الاختلاف الواضح بين الظروف في كلتا الفترتين، وعلى الرغم من كون إسرائيل دولة ذات سيادة وقوية عسكريا، فإن الشعور بالتهديد الوجودي هو رابط قوي للغاية بين ذلك الحين والآن، خاصة على خلفية الكراهية المعادية للسامية والمعادية لإسرائيل في جميع أنحاء العالم اليوم”.
في كلمتين ألقياهما في مراسم رسمية لإحياء ذكرى المحرقة مساء الأحد في “ياد فاشيم”، قارن كل من رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ ونتنياهو بين الإبادة الجماعية الأوروبية وهجوم 7 أكتوبر – حتى في الوقت الذي أصرا فيه على أن هجمات حماس لم تكن محرقة جديدة.
وقال هرتسوغ: “أوصاف الأمهات اللاتي يسكتن أطفالهن لمنع بكائهم والكشف عن مكان اختبائهم؛ والأطفال الذين تم انتزاعهم من أهاليهم؛ والقتلة البغيضين – الذين رأوا في النازيين نموذجا يحتذى به، والذين أحرقوا وذبحوا عائلات بأكملها – رددوا الفظائع بيننا”.
لكن في حين أن السابع من أكتوبر كان “اليوم الذي قُتل وذُبح فيه أكبر عدد من اليهود في يوم واحد منذ المحرقة” و”رغم أن نتائج المأساة والصدمة لا تزال تطاردنا”، فإن لدى الإسرائيليين “ما كان بإمكان إخواننا وأخواتنا الذين قضوا في المحرقة أن يحلموا به وأن يتخيلوه فقط: دولة وجيش خاص بنا”، كما قال هرتسوغ.
بعد ثمانية عقود من نهاية المحرقة النازية، تواجه إسرائيل مرة أخرى عدوا “قاسيا ووحشيا” يسعى إلى تدميرها، حسبما صرح نتنياهو، مضيفا أن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر “لم يكن محرقة – ليس بسبب غياب نية إبادتنا، ولكن بسبب غياب القدرة”.
وقال: “إن قتلة حماس يسترشدون بنفس الهدف بالضبط”، إلا أن إسرائيل، على النقيض من المحرقة النازية، “تمتلك اليوم قوة تمكّن الدفاع عنها”، ووعد “باستكمال القضاء على قدرات [حماس]” وتحرير الرهائن.
وشدد نتنياهو على هذه النقطة صباح يوم الاثنين، معلنا في الكنيست أنه في حين أن حماس لديها “نفس نية العصابات النازية التي قتلت ثلث شعبنا”، فإن هجومهم “ليس محرقة” بسبب وجود الجيش الإسرائيلي.
وقال: “إن حجم المذبحة في المحرقة لا يمكن تصوره. إنها تساوي 5000 من يوم 7 أكتوبر”.