إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

استطلاع: الإسرائيليون منقسمون بشأن نوايا نتنياهو ويعتقدون أن صفقة الرهائن مستبعدة

المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يجد أن 73.5٪ من الإسرائيليين غير متفائلين بشأن احتمال التوصل إلى صفقة؛ 39٪ يقولون إن رئيس الوزراء يحاول منع صفقة من خلال موقفه بشأن محور فيلادلفيا

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتب الصحافة الحكومي في القدس في 4 سبتمبر 2024. (ABIR SULTAN / POOL / AFP)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مؤتمرا صحفيا في مكتب الصحافة الحكومي في القدس في 4 سبتمبر 2024. (ABIR SULTAN / POOL / AFP)

يبدو أن الإسرائيليين قد فقدوا الأمل إلى حد كبير في فكرة التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن في أي وقت قريب، حيث أعرب ما يقارب من ثلاثة أرباعهم عن تشاؤمهم بشأن هذا الاحتمال، في استطلاع رأي نُشر يوم الأربعاء.

وفقا لمؤشر صوت إسرائيل لشهر أغسطس الذي يجريه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية فإن 78.5٪ من المستجيبين اليهود و49٪ من العرب لديهم شكوك بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب.

بالاجمال فإن 73.5٪ ممن شملهم استطلاع الرأي غير متفائلين بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق، بينما أعرب 20.9٪ عن تفاؤلهم، وقال 5.6٪ إنهم لا يعرفون.

كما سئل الأشخاص المستطلعة آراؤهم عما إذا كانوا يتفقون مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي قال إن الجهود الأخيرة للتوصل إلى اتفاق تشكل “الفرصة الأخيرة” لإعادة الرهائن.

من بين العرب، قال 49٪ إنهم يتفقون مع تصريح بلينكن، بينما عارضه 41٪ وقال 10٪إنهم لا يعرفون. وانقسم اليهود بالتساوي تقريبا، حيث قال 44٪ إنهم يتفقون مع بلينكن، وقال 45٪ إنهم لا يتفقون معه، وقال 11٪ إنهم لا يعرفون.

وقد أجري الاستطلاع في الفترة من 26 إلى 28 أغسطس، قبل استعادة جثث ست رهائن من غزة يوم السبت، حيث كشفت تشريح الجثث أنهم قُتلوا قبل أيام قليلة. وقد دفع هذا الاكتشاف مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى النزول إلى الشوارع مطالبين باتفاق، ودفع اتحاد نقابات العمال في إسرائيل (الهستدروت) إلى الإعلان عن إضراب عام ليوم واحد.

ويتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانتقادات شديدة على الصعيد المحلي بسبب مزاعم ضده بعرقلة التوصل إلى اتفاق من خلال إصراره منذ يوليو على استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر ومحور نتساريم في وسط غزة، والذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.

خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين، وضح نتنياهو أنه لن يوافق على انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا، حتى خلال المرحلة الأولى التي تستمر 42 يوما من اتفاق وقف إطلاق النار.

إسرائيليون يحتجون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويؤيدون صفقة الرهائن، في تل أبيب، 31 أغسطس 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

وأثارت تصريحاته ردود فعل غاضبة من أعضاء المعارضة، حيث قال رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس إن إسرائيل يمكنها و”سوف تعود إلى فيلادلفيا إذا لزم الأمر”، واتهم رئيس حزب “يش عتيد” يائير لبيد نتنياهو بتوريط إسرائيل في “حرب أبدية”.

وعندما سُئلوا عما إذا كان طلب نتنياهو بالاحتفاظ بمحور فيلادلفيا “يعتمد إلى حد كبير على اعتبارات عسكرية واستراتيجية”، اتفق 51٪ مع هذا الرأي، بينما أشار 39٪ إلى أنهم يعتقدون أن موقفه “يهدف إلى حد كبير إلى منع التوصل إلى اتفاق، لأسباب سياسية خاصة بنتنياهو”، بينما قال الباقون إنهم لا يعرفون.

واتفقت أغلبية (58.5٪) من المستجيبين اليهود على أن أسباب نتنياهو تنبع من اعتبارات عسكرية، بينما قالت أغلبية العرب (66.5٪) إنه يحاول منع التوصل إلى اتفاق.

اعتمدت النتائج بشكل كبير أيضا على التوجه السياسي – من بين اليهود الإسرائيليين، قال 77.5٪ من المستجيبين من اليسار إن دوافع نتنياهو سياسية، بينما قال 78٪ من المستجيبين من اليمين إنها استراتيجية.

من بين المعارضين لموقف نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي دعا إلى انعقاد المجلس الوزاري الأمني المصغر والتراجع عن قراره الأخير بأن أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق نار وإطلاق سراح الرهائن يجب أن يشمل وجودا عسكريا إسرائيليا على طول الطريق.

بحسب استطلاع الرأي، 66٪ من الإسرائيليين يعتقدون إن للخلاف العلني الجاري بين نتنياهو ووزير دفاعه “تأثير سلبي على إدارة الحرب”.

وزير الدفاع يوآف غالانت يحضر أمسية تكريمية للمجتمع الدرزي في إسرائيل، في مركز يتسحاق رابين، في تل أبيب، 6 أغسطس، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

كما طرح الاستطلاع على المشاركين تصريحا نسبته صحيفة “نيويورك تايمز” إلى مصادر في الحكومة الأمريكية مفاده أن “إسرائيل حققت كل ما تستطيع عسكريا في قطاع غزة”.

ولم يتفق مع هذا التصريح سوى 24٪ من اليهود الإسرائيليين و33٪ من العرب، في حين قالت أغلبية من كلتا المجموعتين إن إسرائيل لم تحقق كل ما تستطيع عسكريا في غزة.

الاستثناء الوحيد كان اليهود الإسرائيليين اليساريين، حيث اتفق 62٪ منهم مع هذا التصريح.

وقد وجد الاستطلاع أن الإسرائيليين اليهود الذين يعيشون بالقرب من قطاع غزة، من بين مختلف المجموعات السياسية، كانوا أقل ميلا إلى الموافقة على أن إسرائيل حققت كل ما يمكنها، بما في ذلك 40.5٪ فقط من اليهود اليساريين الذين يعيشون بالقرب من غزة، مقارنة بأغلبية اليهود اليساريين في مناطق أخرى من البلاد.

ورغم التشاؤم الواسع النطاق بشأن المفاوضات مع حماس، كان عدد الإسرائيليين المتفائلين بشأن مستقبل الديمقراطية في البلاد في أغسطس أكبر مما كان عليه في يوليو، وإن ظلت حصة المتفائلين في كلا السؤالين منخفضة من حيث القيمة المطلقة – 38.5٪ من اليهود مقارنة بـ 33٪ في يوليو، و24٪ من العرب مقارنة بـ 21٪.

وسُجِّل ارتفاع أكثر حدة في التفاؤل بشأن مستقبل الأمن القومي، حيث قال 43٪ من اليهود إنهم متفائلون، مقارنة بنحو 30٪ فقط في يوليو، وتضاعفت حصة العرب الذين قالوا إنهم متفائلون ثلاث مرات تقريبا، إلى 21٪ في أغسطس مقارنة بـ 8٪ فقط في يوليو.

أفراد من الدفاع المدني الفلسطيني يسيرون نحو سيارة إطفاء بجوار مبان مدمرة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة في 3 سبتمبر، 2024، وسط الحرب المستمرة في القطاع الفلسطيني بين إسرائيل وحماس. (Omar Al-Qatta / AFP)

وأشار المعهد الإسرائيلي للديمقراطية إلى أن هذا الارتفاع في التفاؤل قد يعزى إلى الضربات الاستباقية التي شنتها إسرائيل في 25 أغسطس على حزب الله في لبنان، والتي أحبطت إلى حد كبير هجوما صاروخيا كبيرا كان من المفترض أن تنفذه المنظمة اللبنانية ردا على اغتيال إسرائيل للقيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في نهاية يوليو.

جاء مقتل شكر قبل ساعات من مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في انفجار في طهران لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنه أو تنفها، مما أدى إلى تهديدات من إيران بأنها ستشن أيضا هجوما انتقاميا.

وبالنسبة لمعظم اليهود الذين شملهم استطلاع الرأي، لم تؤثر التهديدات بشكل كبير على حياتهم، حيث قال 27٪ فقط من اليهود إن توقع الهجوم يؤثر على سلوكهم اليومي إلى حد كبير، وقال 40٪ فقط من اليهود إنه يؤثر بشكل كبير على مزاجهم.

أما بين العرب، فقال 64٪ إن توقع هجوم من قبل إيران وحزب الله يؤثر بشكل كبير على سلوكهم اليومي، وقال 68٪ إنه يؤثر على مزاجهم.

لا يزال لا يوجد إجماع بين الإسرائيليين اليهود حول كيفية الرد على حزب الله بالضبط، على الرغم من أن الأغلبية تفضل اتخاذ المزيد من الإجراءات، سواء كان ذلك هجوما في عمق لبنان، بما في ذلك استهداف البنية التحتية اللبنانية (46٪)، أو هجمات أكثر عدوانية، وإن كانت محدودة، على حزب الله (21٪) مقارنة بالمناوشات الحالية.

وعلى النقيض من ذلك، قالت أغلبية ساحقة ممن شملهم استطلاع الرأي (77٪) من العرب إنهم يؤيدون الدبلوماسية حتى مع خطر نشوب صراع في المستقبل.

شمل الاستطلاع 605 من الناطقين بالعبرية و150 من الناطقين بالعربية الذين تم استطلاع آرائهم عبر الإنترنت والهاتف في الفترة من 26 إلى 28 أغسطس، وبلغ هامش الخطأ فيه 3.58٪.

اقرأ المزيد عن