استراليا تعلق المساعدات لجمعية خيرية بسبب إدعاءات حول تمويل حماس
قالت كانبيرا، التي تمنح World Vision الملايين، انها تحقق في الادعاءات ان موظف حول الاموال لحماس؛ طالب مسؤول امني اسرائيلي رفيع المنظمة بإدانة النشاطات المفترضة
أعلنت استراليا بأنها ستعلق التمويل لجمعية World Vision الخيرية الكبيرة الخميس، ساعات بعد اتهام مسؤولون اسرائيليون مدير الجمعية في غزة بتحويل عشرات ملايين الدولارات من أموال المساعدات إلى حركة حماس.
وجاء قرار كانبيرا بينما عبرت السلطات الإسرائيلية عن غضبها حول ما وصفه الشاباك كـ”نظام ممنهج ومعقد” بناه الموظف الرفيع محمد الحلبي لتحويل حتى 50 مليون دولار خلال سنوات للحركة التي تحكم غزة، مزيفا برامج انسانية كاذبة وإيصالات مضخمة من أجل نقل الأموال الى حماس.
“يجب الإستنكار لتحويل الدعم الكريم من قبل استراليا والمجتمع الدولي لأهداف عسكرية أو إرهابية من قبل حماس”، قالت الحكومة الاسترالية بتصريح.
ومنحت استراليا حوالي 3.8 مليون دولار لجمعية World Vision في غزة عبر ثلاث السنوات الاخيرة، وفقا لشبكة ABC الاسترالية. وفي العام الماضي، رافق الحلبي السفير دافيد شارما لجولة في حقول التوت المدعومة من قبل المساعدات الاسترالية.
وأفادت الشبكة أن وزارة الخارجية في كانبيرا تتعامل مع التحقيق بفائق الأهمية.
Australia suspending funding to World Vision operations in Palestinian Territories until investigation is complete. https://t.co/hlYhahke2n
— Paul Griffiths ???????? (@AusAmbIsrael) August 4, 2016
In Gaza, seeing how Australian aid is improving agricultural production, supporting livelihoods. Tasty strawberries! pic.twitter.com/fYQsiTAEkV
— Paul Griffiths ???????? (@AusAmbIsrael) March 9, 2016
World Vision هي منظمة خيرية مسيحية انجيلية لديها مقرات في واشنطن والمملكة المتحدة، وتعمل في حوالي 100 دولة في أنحاء العالم. وهي اليوم إحدى أكبر منظمات الإغاثة التي تعمل من الولايات المتحدة، مع ميزانية تصل حوالي 2.6 مليار دولار وحوالي 50,000 موظف. وهي تعمل في اسرائيل، الضفة الغربية وغزة منذ سنوات السبعين.
وقالت المنظمة في بيان صدر على موقعها أنها “مصدومة” من الإدعاءات، وقالت أنه “لا يوجد لدينا أي سبب أن نؤمن بأن الإدعاءات حقيقية. سوف نراجع بدقة أية أدلة تقدم لنا وسنتخذ الخطوات المناسبة بناء على الأدلة”.
وقالت منظمة “شورات هادين” الإسرائيلية، التي ترفع دعاوى قضائية نيابة عن ضحايا إرهاب، بتصريح انها حذرت كانبيرا في عام 2012 وعام 2015 أن World Vision تحول اموال لنشاطات عسكرية، ولكن تم رفضها.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن كينت هيل، المسؤول الرفيع في World Vision، يعقد اجتماعات في اسرائيل حول الإدعاءات. وتحدث المسؤول الإسرائيلي بشرط عدم تسميته نظرا لكون الإجتماعات خاصة.
والتقى يؤاف مردخاي، مُنسق العمليات الإسرائيلية في الأراضي، بمسؤولين من World Vision وطالبهم بإدانة نشاطات الحلبي، وفقا لإذاعة الجيش.
وقال أيضا أن الجمعية مسؤولة عن الأضرار التي ادت اليها.
وفي رسالة مصورة باللغة العربية، قال مردخاي أن حماس هي المسؤولة عن أوضاع غزة الإنسانية المتدنية.
“سرقت حماس [الأموال] وحولتهم الى الجناح العسكري، لبناء معسكرات، زيادة معاشات حفر انفاق الموت التي هي السبب الرئيسي بتدميركم وتدمير غزة كلها”، قال مردخاي. “حماس تدفن غزة، وتدفن أملكم بالعيش الكريم”.
وقال الناطق بإسم حماس حازم قاسم ان الإدعاءات “أكاذيب وقد تكون جزء من تبرير الحصار المفروض من قبل الإحتلال على غزة”.
وتم اعتقال الحلبي، في أواخر الثلاثينات من عمره، والمنحدر من جباليا في قطاع غزة، في شهر يونيو بينما كان يحاول العبور من اسرائيل إلى غزة.
وفي فيديو صدر على الفيسبوك من معبر إيريز حيث تم اعتقال الحلبي، قال الناطق بإسم الجيش بيتر ليرنر أن الحلبي اعترف بالتهم الموجهة له، ومن ضمنها توفير الطعام لمقاتلي حماس داخل الأنفاق خلال حرب 2014 مع اسرائيل.
وقال الشاباك أن الحلبي مر بتدريبات عسكرية وإدارية من قبل حماس في بداية سنوات 2000، وأنه تم “زرعه” من قبل الحركة في World Vision عام 2005، حيث تسلق صفوف الجمعية ليصبح مدير فرع غزة.
“بدأ اجراء عمليات أمنية للجناح العسكري لحركة حماس، التي كانت تستغل اموال الجمعية لتحصينات لحماس”، قال الشاباك.
ولأجل تحويل الأموال، حوالي 60% من ميزانية World Vision في غزة، قال الشاباك أن الحلبي انشأ مشاريع مزيفة تهدف لمساعدة المزارعين، ذوي الإعاقات وصيادي السمك.
وكان يسجل بشكل كاذب عملاء حماس كعمال في هذه المشاريع ويصدر إيصالات مضخمة، وفقا للشاباك. وكان يتم “ابلاغ” الشركات التي يتم توكيلها لتنفيذ بعض المشاريع ان 60% من أموال المشروع مخصصة لحماس، وأضاف بيان الشاباك انه تم استخدام جزء من ميزانية World Vision لدفع أجور عملاء حماس.
وقال الشاباك أيضا أن حلبي كان يحول مواد لحماس مثل الفولاذ، معدات الحفر والأنابيب المخصصة لمساعدات World Vision الزراعية. ويفترض انه كان يتم تحويل آلاف رزم مساعدات غذائية وطبية الى عملاء حماس وعائلاتهم بشكل شهري، بدلا من وصولها الى سكان غزة.
وإضافة إلى شراء الأسلحة وحفر الأنفاق، تم استخدام الأموال أيضا لبناء قواعد عسكرية، ومن ضمنها قاعدة تم بنائها عام 2015 بأموال مساعدات بريطانية، وفقا للشاباك.
وقال جهاز الأمن أيضا انه منذ اعتقاله، كشف الحلبي معلومات استخباراتية حول موظفين يعملون في وكالات الأمم المتحدة ومنظمات اغاثة اخرى الذين يساعدون حماس، بدون ذكر تفاصيل اضافية.
وانتقد آخرون أيضا World Vision في اعقاب صدور الأنباء حول اعتقال الحلبي.
“اختلاس واستغلال المساعدات الدولية هي آخر اثبات على ازدراء حماس لشعبها. بدلا من بناء المدارس والمستشفيات، تستمر حماس ببناء انفاق الموت وتعيد التسلح تجهيزا لهجوم آخر ضد اسرائيل”، ورد بتصريح صدر عن مجموعة “أصدقاء اسرائيل المحافظين” البريطانية.
وحذر وزير الأمن العام جلعاد اردان، أن العلاقات بين الحركات المسلحة ومنظمات الإغاثة في قطاع غزة ضخمة، وطلب من الدول المانحة ضمان عدم وصول أموالهم لأيدي الحركات المسلحة.
“أعتقد أنه في منظمة World Vision، المعادية جدا لإسرائيل، تجاهلوا الأمر”، قال اردان لإذاعة الجيش. “العلاقات التي تم كشفها اليوم هي جزء من ظاهرة أوسع بكثير وجدية أكثر”، قال اردان.
مضيفا: “لن تسمح اسرائيل بذلك، وسوف نتخذ خطوات ضد هذه المنظمات وناشطيها (…) نتوقع من الدول المانحة والمنظمات الدولية فحص غاية الأموال بدقة”.