استخدام بن غفير الساخر لكارثة ميرون قبل رمضان سيخضع للاختبار في عيد “لاغ بعومر”
قبل شهرين ونصف من أحداث لاغ بعومر، وفي الوقت الذي يواصل فيه حزب الله إطلاق النار دون توقف، يلوح بن غفير بتقرير كارثة ميرون في محاولة ساخرة لفرض قيود على عدد المصلين في الحرم القدسي لمنع وقوع كارثة مشابهة في رمضان؛ هل سيطالب بن غفير نتنياهو بتحديد عدد المصلين في ميرون قبل الحدث الديني على ضوء التهديدات من الشمال؟
في 25 مايو 2024، في “لاغ بعومر”، من المقرر أن تقام كما في كل عام الزيارة السنوية لقبر الحاخام شمعون بار يوحاي.”هناك شهادات على إقامة الاحتفال في لاغ بعومر في ميرون قبل أكثر من 400 سنة، وصل خلالها جمهور كبير إلى المجمع المبني حول قبر الحاخام شمعون بار يوحاي للصلاة والاحتفالات والرقص وإشعال النار في العراء”، كما ورد في تقرير نشره أعضاء لجنة التحقيق الرسمية في كارثة ميرون، برئاسة القاضية دفورا برلينر.
هذا العام – ربما للمرة الأولى منذ 400 عام – ستلتقي ساحتان في ميرون. من جهة، جبل ميرون – أعلى نقطة في المنطقة، حيث تقع قاعدة وحدة المراقبة الجوية الشمالية (هيبا)، ومن جهة أخرى، دروس الكارثة – واحدة من نقاط الحضيض في عهد حكومة بنيامين نتنياهو، وأكبر كارثة مدنية عرفتها البلاد على الإطلاق.
قاعدة هيبا – التي لا تبعد كثيرا عن قبر الحاخام شمعون بار يوحاي – هي نقطة ساخنة بالنسبة لحزب الله. نجحت المنظمة مرتين على الأقل خلال الحرب بإلحاق أضرار في القاعدة المهمة الملقبة بـ”عيون الدولة”. المرة الأولى كانت في 7 يناير، عندما تسببت صواريخ بأضرار للبنية التحتية، لكن المنشأة استمرت في العمل رغم الإصابة؛ ومرة أخرى في 23 يناير، عندما أعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق نيران باتجاه القاعدة.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
خلال الحرب، في 14 فبراير، أطلق حزب الله النار على قاعدة القيادة الشمالية الواقعة في شمال صفد (ليس بعيدا عن الموقع) – مما أسفر عن مقتل الجندية عومر بنجن وإصابة ثمانية جنود آخرين وتدمير مبنيين في القاعدة بالكامل.
هذه المنطقة بين جبل وميرون، وموشاف ميرون، وسفسوفا، وأور هغنوز، وبار يوحاي، والطريق إلى صفد، هي عرضة لتهديد مباشرة من صواريخ حزب الله. صباح الأحد أيضا أطلق حزب الله رشقة صاروخية باتجاه المنطقة. ماذا سيحدث للزائرين الذين سيملأون المكان بأعداد كبيرة في 24-25 مايو هذا العام؟
تناولت القاضية برلينر هذه القضية في تقرير لجنة التحقيق – بل وأعطته عنوانا: “العنوان على الحائط”. الخطر معروف مسبقا. حتى احتشاد الآلاف – وليس مئات الآلاف كما كان متبعا حتى الكارثة – يمكن أن ينتهي بمأساة كبيرة.
في إسرائيل 2024 هناك تهديد المنظمات المسلحة. ومع ذلك، كما يذكر تقرير لجنة ميرون، ينبغي الاستعداد مسبقا للمخاطر. اللجنة انتقدت بشدة من شغل آنذاك منصب وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، الذي ظن أن بإمكانه أن يقف وقفة”المتفرج” في الحدث.
وكُتب في التقرير “حتى لو كان من الممكن في الوضع الطبيعي التسليم بأن وزير الأمن الداخلي غير مطلوب في اعتبارات تقف وراء مفهوم عملياتي لحدث معين، فإنه في نظرنا، وبعد أن برز خطر الاكتظاظ بشكل حاد، وبعد أن تم توضيح المخاوف الحقيقية على حياة الناس في الاحتفال أيضا بعد الاستجابة التي كانت الشرطة تخطط لها، لم يكن بإمكان أوحانا أن يظل ’متفرجا’”.
التقرير حمّل أوحانا المسؤولية الشخصية في الكارثة وقرر أنه لن يكون بإمكانه شغب منصب وزير الأمن الداخلي في المستقبل. في الوقت الحالي وزير الأمن الداخلي (القومي) هو إيتمار بن غفير – وجاء دوره لمنع الاكتظاظ في ميرون وضمان ألا يكون المصلين الذين سيصلون إلى الجبل هدفا لحزب الله.
علمنا بإدراك بن غفير العالي لتحديات الاكتظاظ في الأمس (يوم السبت) من خلال الرسالة التي بعث بها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحت عنوان، “الاستعداد لشهر رمضان، رفع الراية الحمراء – خطر حقيقي على السلامة”.
بن غفير قلق للغاية على سلامة مواطني إسرائيل العرب لدرجة أنه كتب لنتنياهو أنه ينبغي عقد المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) بشكل عاجل لمناقشة قضية الاكتظاظ والازدحام في الحرم القدسي.
وقال بن غفير في الرسالة، “بالطبع أنا لست نبيا ولا ابن نبي ولا أعلم على وجه اليقين ما إذا كان سيقع هناك حادث متعدد الإصابات أو طارئ، ولكن من المناقشة التي أجريتها ومن الأسئلة التي طرحتها، لم يكن لدي انطباع بأن للشرطة القدرة على التعامل وضمان سلامة وأمن العدد المتوقع للمصلين في جبل الهيكل نتيجة لقرار رئيس الوزراء”، مستخدما التسمية اليهودية للحرم القدسي.
كان قرار رئيس الوزراء هو السماح لجميع المصلين بالوصول إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان. في الخلفية هناك محاولة بن غفير في الشهر الأخير الحد من وصول المصلين، حيث يرى أن وضع حواجز وفرض قيود عمرية على المصلين ستمنع وصول المسلمين إلى الحرم القدسي.
لم تتم إضافة الاستخدام الساخر لحجة الاكتظاظ من جانب بن غفير إلا مؤخرا. حتى أن بن غفير يستخدم تقرير ميرون كتفسير لمخاوفه، وليس المخاوف السابقة من وقوع عدد كبير من الهجمات من قبل الذين من المفترض أن يكونوا في طريقهم إلى الصلاة (أو في طريق العودة من الصلاة).
وكتب بن غفير أيضا، “صحيح، سيدعي من يدعي أنه في شهر رمضان الأخير، وفي ذلك الذي سبقه، لم تقع كارثة لحسن الحظ، ولكن لجنة ميرون خلصت بالفعل إلى أن ’حقيقة أن الاحتفال في الماضي انتهى دون خسائر في الأرواح، فهذا لا يعني أن الحدث كان ناجحا. علاوة على ذلك، وكما أسلفنا، فإن المفوض العام [كوبي] شبتاي كان على دراية بأن الحدث ينطوي على خطر حقيقي على الأرواح، وهذه المعلومات بحد ذاتها يجب أن تخضع لإعادة النظر في الافتراضات التي تقوم عليها الخطة العملياتية”.
إذن فإن مسألة الاكتظاظ هي في مقدمة الحجج في الوقت الراهن. في ميرون 2024 سيكون بن غفير مطالبا مرة أخرى في معالجة مسألة الاكتظاظ، ولكن هذه المرة سيُضاف لقلقه على حياة المصلين حقيقة أن المنطقة مستهدفة بهجمات صاروخية شبه يومية. هل سيطلب الوزير عندها من رئيس الوزراء أيضا فرض قيود على وصول الزائرين إلى ميرون 2024؟