إسرائيل في حالة حرب - اليوم 429

بحث

استخدام الطاقة الشمسية يزدهر في غزة إثر تفاقم أزمة الكهرباء

بعد ان سئموا من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، يتوجه المزيد من الفلسطينيين الى الالواح الشمسية لتزويد منازلهم بالطاقة

عمال شركة الكهرباء الفلسطينية يعملون على تصليح خطوط الكهرباء التي تم تدميرها في أعقاب ضربة جوية اسرائيلية  في رفح، جنوب قطاع غزة،  6 أغسطس 2014 (AFP/SAID KHATIB)
عمال شركة الكهرباء الفلسطينية يعملون على تصليح خطوط الكهرباء التي تم تدميرها في أعقاب ضربة جوية اسرائيلية في رفح، جنوب قطاع غزة، 6 أغسطس 2014 (AFP/SAID KHATIB)

أ ف ب – رغم وضعه المالي الصعب يسعى المزارع الفلسطيني ناهض أبوعاصي للحصول على قرض لتركيب نظام طاقة شمسية في مرزعته المخصصة لتربية الدواجن بسبب استمرار انقطاع الكهرباء بقطاع غزة، ما يؤدي الى خسائر.

وقال أبو عاصي (52 عاما) وهو من حي الزيتون في شرق غزة، وقد تعرضت مزرعتة مرتين للتدمير من قبل الجيش الإسرائيلي كان آخرها في حرب عام 2014: “أرغب في تركيب نظام طاقة شمسية لأتفادى الخسائر بسبب انقطاع الكهرباء مطولا بشكل يومي”.

وتابع أن “المولدات الكهربائية مكلفة فضلا عن الأعطال، فلجأت الى تركيب نظام للطاقة الشمسية كبديل أوفر لأننا بحاجة الى الكهرباء 24 ساعة”.

وأوضح أبو عاصي “إن وضعي سيء للغاية، وأحاول بأي شكل من الأشكال تركيب الواح شمسية لكن اسعارها مكلفة، لكنها تبقى معقولة مقارنة بتكاليف المحروقات للمولد”.

وأكد أن “الدواجن بحاجة دائمة الى الكهرباء (…) فقد خسرت الكثير من الدجاج بإنقطاع التيار”.

وأضاف: “تبلغ كلفة الطاقة الشمسية بين خمسة الى ستة آلاف دولار. تقدمت للحصول على قرض من إحدى المؤسسات في غزة لتمويل المشروع (…) وسأقوم بتسديد 200 دولار شهريا”.

من جهته، يقول نضال النخاله: “قمت بتركيب وحدة طاقة شمسية لعدة اسباب اهمها الازعاج (…) الكل منشغل بمولدات الكهرباء، لكنني الآن لا احتاجها، في الشركة او البيت. فالطابعات والأجهزة والكمبيوترات تعمل دون توقف بالطاقة الشمسية”.

أما المهندس رائد أبو الحاج، مسؤول دائرة الطاقة الشمسية في سلطة الطاقة فقال أن “استخدام الطاقة الشمسية أو الطاقة المجددة في غزة يأتي من منطلق الحاجة الى الكهرباء والنقص الحاد أو العجز الكبير” في هذا المجال.

مضيفا: “تم تنفيذ عدة مشاريع للمدراس والمستشفيات ومؤسسات عامة، ويجري الآن تنفيذ عدد من المشاريع لتساهم في حل جزء من المشكلة العامة للكهرباء”.

ولفت إلى انه “بسبب العجز في الكهرباء فان اولوية سلطة الطاقة هي دعم وتشجيع الطاقة المتجددة سواء على المستوى المنزلي أو على مستوى المؤسسات الخاصة أو القطاعات الحكومية”.

وتابع أبو الحاج “هناك خطة جديدة لتزويد 10 آلاف وحدة سكنية بالطاقة الشمسية نستهلها تقريبا بـ -400 أو 500 منزل بقدرة كيلو أو 2 كيلو واط”.

وأوضح أن “للحصار الإسرئيلي دور كبير جدا في منع تزويد تجارنا ومؤسساتنا بالأنظمة الشمسية. وفي الفترة الأخيرة كان هناك منع للخلايا الشمسية لكن الآن هناك تقنين على هذه الأدوات بحيث انخفضت اسعار وحدات الطاقة الشمسية”.

بدوره، أكد داود ترزي صاحب محطة محروقات أن “السبب الذي دفعني الى تركيب وحدة طاقة شمسية في المحطة والمنزل هو انقطاع التيار الكهربائى الذي يستمر في بعض الأحيان 18 ساعة (…) فالمولدات تؤدي الى تلوث البيئة أما الطاقة الشمسية فإنها صديقة لها”.

وتابع ترزي أن “الطاقة الشمية تخفض النفقات ونحن في غزة ربنا اعطانا شمسا طوال السنة بإستثناء أيام محدودة (…) كنت أدفع نحو 1500 دولار شهريا فواتير، أما الآن فلا أدفع شيئا”

وقال أبو الحاج “أن الطاقة البديلة الآن تغطي ما يقارب 3 ميغاوات من احتياجات القطاع العام وهناك مشاريع قيد التنفيذ ممكن تصل الى 15 ميغاوات خلال 3 سنوات”.

ووفقا لسلطة الطاقة، فإن احتياجات قطاع غزة من الكهرباء تبلغ 450 ميغاوات، في حين أن المتوفر من جميع المصادر يبلغ 250 ميغاوات، 27% من الطاقة مصدره اسرائيل، 6% من مصر، و22% من محطة التوليد الوحيدة في القطاع.

أما محمد عطالله العامل في تركيب وحدات الطاقة الشمسية فقال أثناء تركيب 72 خلية شمسية فوق ورشة لصيانه السيارات في حي الصبرة بغزة “ستغذي الألواح الورشة بطاقة 18 كيلو واط ما سيؤدي الى استغنائها عن المولد الكهربائي”.

وأكد أن الطاقة الشمسية آمنة (..) لا مخاطر مثل مولدات الكهرباء أو الشموع التي تسبب حرائق”.

وأضاف أن “تكلفة تركيب وحدة الطاقة الشمسية أقل من المولدات الكهربائية فالمنزل يكلف بين 1200 الى 7000 دولار حسب حجمه والإحمال والإستخدامات”.

وتنتشر في قطاع غزة الواح الطاقة الشمسية في كل مكان فوق المنازل والمستشفيات والجامعات وأعمدة الإنارة والمرافق العامة.

وحسب مصادر طبية مسؤولة، توفي أكثر من 24 فلسطينيا غالبيتهم أطفال بسبب انقطاع الكهرباء، أما نتيجة حروق سببها الشموع أو انفجار مولد الكهرباء.

ويواجه قطاع غزة أزمة حادة في التيار نتيجة القصف المتكرر لمحطة التوليد، وخصوصا بعد خطف الجندي جلعاد شاليط صيف 2006.

اقرأ المزيد عن