إسرائيل في حالة حرب - اليوم 374

بحث

احتمال إلغاء قمة أمنية إقليمية تنظمها الولايات المتحدة في أعقاب العملية الدامية للجيش الإسرائيلي في نابلس

رام الله تهدد بالانسحاب، وهو ما قد يؤدي إلى إلغاء قمة العقبة حيث يرفض ممثلو مصر والأردن الحضور دون مشاركة السلطة الفلسطينية

فلسطيني يقف أمام آليات عسكرية اسرائيلية خلال مواجهات في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 22 فبراير، 2023. (AP Photo / Majdi Mohammed)
فلسطيني يقف أمام آليات عسكرية اسرائيلية خلال مواجهات في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 22 فبراير، 2023. (AP Photo / Majdi Mohammed)

أفاد مصدر فلسطيني مطلع اليوم الخميس أن القمة الامنية الاسرائيلية الفلسطينية التي ينظمها البيت الابيض تواجه الغاء محتملا في اعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس.

وقال المصدر إن اجتماع كبار المسؤولين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة والأردن ومصر كان من المقرر أن يُعقد يوم الأحد في مدينة العقبة الأردنية، مؤكدا ما ورد في موقع “أكسيوس” الإخباري.

إلا أن توغل الجيش الإسرائيلي في نابلس يوم الأربعاء، الذي أثار معارك بالأسلحة النارية خلفت 11 قتيلا فلسطينيا، من ضمنهم عدد من المدنيين، أثار غضبا واسعا في العالم العربي، مما يعرض عقد المؤتمر للخطر.

وقال المصدر الفلسطيني إن السلطة الفلسطينية، التي دعت مجلس الأمن الدولي إلى توفير الحماية للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، تهدد الآن بالانسحاب من القمة. وأضاف المصدر أن الأردن ومصر أشارا إلى أنهما سيحذوان حذوها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إلغاء المؤتمر بالكامل.

ورفض مسؤول أمريكي التعليق على الإلغاء المحتمل للقمة. ولم يتسن الوصول بشكل فوري لمسؤولين في مصر والأردن ولم يكن هناك رد فعل رسمي من إسرائيل.

وقال المصدر المطلع إن القمة تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني الإسرائيلي الفلسطيني وترسيخ التفاهمات التي تم التوصل إليها في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن الخطوات التي سيتخذها الجانبان من أجل تهدئة التوترات.

خلفت العمليات الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية أكثر من 200 قتيل فلسطيني – معظمهم في مواجهات مع القوات الإسرائيلية ولكن بعضهم في ظروف مريبة – من ضمنهم 60 قُتلوا منذ مطلع العام، مما أدى إلى زيادة التوتر في العلاقات المتوترة أصلا. تم إطلاق الحملة العسكرية الإسرائيلية في العام الماضي لكبح سلسلة من الهجمات الدامية ضد الإسرائيليين والتي أسفرت عن مقتل 31 شخصا في عام 2022، وهذا العام وحده، قُتل 11 شخصا في هجمات فلسطينية في القدس الشرقية – 10 مدنين وشرطي حرس حدود.

وقال المصدر إنه من المفترض أن ترسل رام الله وفدا برئاسة وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إلى جانب رئيس استخبارات السلطة الفلسطينية ماجد فرج وكبير المستشارين الدبلوماسيين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مجدي خالدي. وسيمثل اسرائيل رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي. ومن المقرر أن يقوم منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف بتمثيل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

أقام الشيخ وهنغبي خطا سريا للاتصال، مع تجميد الاتصالات الرسمية بين القدس ورام الله بشكل أساسي. على الرغم من الطبيعة المتشددة لائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أرسل عباس الشيخ لإنشاء قناة خلفية مع القدس يمكن استخدامها للحفاظ على الاتصال ومنع المزيد من تدهور العلاقات. وقال مسؤول فلسطيني يوم الإثنين، إن القناة الخلفية صمدت إلى حد كبير في فترة العنف الجارية، وعقد الشيخ وهنغبي عدة اجتماعات شخصية وافتراضية.

ومع ذلك، قال المصدر الفلسطيني إن العملية الإسرائيلية التي نُفذت يوم الأربعاء في نابلس وضعت ضغطا إضافيا على القناة الخلفية، لكنه توقع أن توافق رام الله في نهاية المطاف على حضور قمة العقبة يوم الأحد.

استهدفت العملية خلية تابعة لجماعة “عرين الأسود” المسلحة في نابلس.

بالإضافة إلى الناشطين الثلاثة في عرين الأسود، قُتل أيضا عدد من المسلحين الفلسطينيين خلال تبادل كثيف لإطلاق النار اندلع في المكان. وتشمل حصيلة القتلى ثلاثة مدنيين بلغت أعمارهم 61، 66 و72 عاما، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. هذا هو أيضا العدد الأعلى للقتلى الفلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ بدأت الأمم المتحدة تسجيل مثل هذه المعطيات في عام 2005.

وأثارت العملية مجموعة من ردود الفعل الدولية، بما في ذلك من المشاركين في القمة المحتملة، الأردن ومصر والولايات المتحدة.

وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في صورة نشرها الشيخ في 12 مايو، 2020؛ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي يحضران الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في ديوان رئيس الوزراء في القدس ، إسرائيل، 29 ديسمبر، 2019. (Abir Sultan / Pool photo via AP)

ويهدف المؤتمر إلى إضفاء الطابع الرسمي على الموافقة الإسرائيلية على تأجيل السماح بالتوسع الاستيطاني الإضافي لعدة أشهر إلى جانب التزام في توقيت مماثل لتخفيف عمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية وهدم منازل فلسطينية أو إخلاء الفلسطينيين من منازلهم. وقال المصدر الفلسطيني إن رام الله غاضبة من انتهاك كل من هذه الالتزامات هذا الأسبوع وتطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاق.

وبسبب تأكيدات الولايات المتحدة بشأن قدرتها على تقييد التحركات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وافقت السلطة الفلسطينية على سحب دعمها لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري للنشاط الاستيطاني. وافقت الولايات المتحدة على دعم بيان رئاسي أكثر رمزية يدين المستوطنات. كما أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عباس خلال نهاية الأسبوع أنه سيتلقى دعوة للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض – وهي دعوة لم توجه بعد إلى نتنياهو.

عباس وافق بدوره على اعتماد خطة تدعمها الولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز الوجود الامني للسلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، حيث نجحت عدد من الفصائل الفلسطينية بوضع موطئ قدم لها في خضم فراغ في السلطة خلفته السلطة الفلسطينية الضعيفة. وتقول إسرائيل إن فشل السلطة الفلسطينية في كبح جماح الفصائل المسلحة يضطرها إلى إرسال قواتها إلى داخل المدن بشمال الضفة الغربية. من جهتها، تزعم رام الله أن عمليات الجيش الإسرائيلي هذه لا تساهم إلا بالمساس بشرعيتها وقدرتها على كبح الجماعات المسلحة.

وقال المصدر الفلسطيني إنه من المتوقع أن يتم تسوية الخطة الأمنية الأمريكية لشمال الضفة الغربية بشكل أكبر من قبل الأطراف المشاركة في قمة العقبة.

ورفض البيت الأبيض التعليق على المؤتمر لكن المتحدثة باسمه، كارين جان-بيير قالت الخميس إن ماكغورك يتواجد حاليا في القدس الشرقية “مع وفد مشترك بين الوكالات لإجراء سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية” وأن رحلته ستشمل محطات في مصر والأردن وعُمان والإمارات.

اقرأ المزيد عن