إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

احتجاجات جماهيرية ضد الإصلاح القضائي خلال مظاهرة هادئة في ظل هجوم اطلاق نار في تل أبيب

نسق المنظمون مع الشرطة، ولم يعزفوا الموسيقى أو يحاولوا إغلاق الطرق، مع تظاهر أكثر من 100,000 شخص في المدينة بعد وقت قصير من إطلاق النار المميت؛ احتجاج عشرات الآلاف في أماكن أخرى

  • ناشطون يحتجون على الإصلاح القضائي المخطط للحكومة، في تل أبيب، 5 أغسطس 2023 (Miriam Alster/Flash90)
    ناشطون يحتجون على الإصلاح القضائي المخطط للحكومة، في تل أبيب، 5 أغسطس 2023 (Miriam Alster/Flash90)
  • الآلاف يتظاهرون ضد الإصلاح القضائي المخطط للحكومة في تل أبيب، 5 أغسطس 2023. (Gilad Furst)
    الآلاف يتظاهرون ضد الإصلاح القضائي المخطط للحكومة في تل أبيب، 5 أغسطس 2023. (Gilad Furst)
  • متظاهرون مناهضون للإصلاح القضائي للحكومة يحتشدون في شارع عزة ، أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، 5 أغسطس 2023 (Ben Cohen)
    متظاهرون مناهضون للإصلاح القضائي للحكومة يحتشدون في شارع عزة ، أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، 5 أغسطس 2023 (Ben Cohen)

احتشدت الجماهير في جميع أنحاء البلاد مساء السبت للأسبوع الحادي والثلاثين على التوالي للاحتجاجات ضد محاولة الحكومة لإصلاح النظام القضائي، مع تنظيم التجمع الرئيسي في تل أبيب في ظل هجوم فلسطيني مميت في المدينة وقع عند بداية التظاهرات.

وقدرت القناة 13 – نقلاً عن شركة CrowdSolutions – مشاركة حوالي 105 ألف شخص في التجمع الرئيسي في شارع كابلان في تل أبيب، والذي بدأ بعد مسيرة من كيكار ديزنغوف بدأت في الساعة السابعة مساء – عندما وقع هجوم إطلاق النار في مكان آخر من المدينة.

وقُتل ضابط أمن بلدية تل أبيب حين أمير (42 عاما) برصاص عضو في حركة الجهاد الإسلامي بعد أن أثار المسلح شكوك الضباط في حي نحلات بنيامين المكتظ. وقُتل المسلح برصاص زميل أمير، ونقل موقع “واينت” الإخباري عن مصدر رفيع في الشرطة في وقت لاحق قوله إن المسلح ربما خطط لاستهداف المتظاهرين المناهضين للإصلاح في كابلان.

في ضوء الهجوم، نظم منظمو الاحتجاج المسيرة الحاشدة كما هو مخطط لها، مع تعزيز تواجد الشرطة وبدون تشغيل الموسيقى من مكبرات الصوت أثناء المظاهرة. كما أنهم لم يسعوا لإغلاق الطرق، كما فعلوا في معظم الأسابيع بعد المسيرة – من أجل عدم تعقيد وصول قوات الأمن وخدمات الطوارئ في أعقاب الهجوم.

وقال المنظمون في بيان: “حتى في اللحظات الصعبة والمؤلمة، من واجبنا الاستمرار في النضال من أجل الديمقراطية الإسرائيلية. انقلاب النظام يضر بالأمن القومي وقدرة المجتمع الإسرائيلي على الصمود”.

وبدأت المظاهرة في كابلان بالنشيد الوطني، هاتيكفا، الذي غنته مغنية الروك المخضرمة يهوديت رافيتس، التي لم تعرض على خشبة المسرح منذ سنوات.

مغنية الروك يهوديت رافيتس تغني النشيد الوطني “هاتكفا” خلال مظاهرة ضد الإصلاح القضائي للحكومة في تل أبيب، 5 أغسطس 2023. (Miriam Alster / Flash90)

كما جرت المظاهرات مع استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض التأكيد على التزامه بحكم المحكمة المحتمل بإسقاط قانون المعقولية، وفي الوقت الذي زاد فيه أعضاء الحكومة اليمينية المتشددة الضغط على المستشارين القانونيين وغيرهم من المهنيين، زاعمين أنهم يعرقلون تنفيذ سياسات الحكومة.

وقالت كيرين تيرنر إيال، المديرة العامة السابقة لوزارتي المالية والنقل، للمتظاهرين: “لقد عملت في الخدمة العامة لمدة 16 عاما، معظمها في ظل حكومات الليكود. لقد عملت من منطلق الإحساس بالمهمة لتطبيق سياسات الحكومات المنتخبة”.

ثم خاطبت نتنياهو قائلة: “لقد تغيرت. أصبح أسلوبك العدواني والمدمر شائعًا في الخدمة العامة بأكملها. وزراء الائتلاف منخرطون باستمرار في التحريض والانقسام والافتراء والمحسوبية. تحت حكمك، بدأ الوزراء سياسة جديدة لمهاجمة المهنيين وسحق المسؤولين عن الضوابط والتوازنات. أنا متأكدة من أنك أيضا تشعر بالخجل”.

وأضافت تيرنر إيال أن “الخدمة العامة تمر بأزمة غير مسبوقة”، مدعية أن الوزراء يعينون الموالين السياسيين عديمي الخبرة لشغل مناصب مهنية رئيسية، مما تسبب في استقالة مهنيين آخرين بشكل جماعي.

وعقدت مظاهرات أخرى في حوالي 150 موقعا آخرا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تجمع الآلاف بالقرب من مقر إقامة نتنياهو الخاص في القدس بالإضافة إلى الآلاف في حيفا وهرتسليا ونتانيا وهود هشارون ورحوفوت والعديد من المدن الأخرى.

ووصلت الاحتجاجات إلى جزيرة قبرص المجاورة، حيث أمضى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير – المسؤول عن الشرطة والذي حث باستمرار على معاملة أكثر قسوة تجاه المتظاهرين المعارضين للإصلاح – عطلة نهاية الأسبوع.

وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الإسرائيليين يتظاهرون خلال يوم السبت بالقرب من مكان إقامة بن غفير في مدينة بافوس.

في إسرائيل، تعرض وزير الاقتصاد نير بركات من حزب الليكود بزعامة نتنياهو للمضايقات من قبل العديد من المتظاهرين المناهضين للإصلاح أثناء جلوسه في مطعم في تل أبيب.

وأظهر مقطع فيديو المتظاهرين وهم يهتفون “نير بركات يدوس يوم السبت”، ويسخرون منه على ما يبدو لتناول الطعام في مطعم غير كوشير في يوم الراحة اليهودي بينما يشارك في تحالف يضم العديد من الفصائل الدينية. كما هتفوا: “إسرائيل ما زالت ليست إيران”.

ثم شوهد حارس أمن يرافق بركات إلى سيارة أثناء مغادرته المكان.

قالت عضو الكنيست يوليا مالينوفسكي، من حزب “يسرائيل بيتينو” اليميني المعارضة، إن منظمي الاحتجاج ألغوا الكلمة التي كان من المفترض أن تلقيها في تجمع مناهض للإصلاح في “يافني” بسبب مشاركتها في رعاية قانون يجعل الدوافع الإرهابية أو القومية أو العنصرية عاملا مشددا في جرائم التحرش الجنسي والاعتداء الجنسي.

وكتبت مالينوسكي على تويتر، “أنا فخورة بهذا القانون ولن يتسبب لي أحد في خيانة لحقيقتي الداخلية وقيمي. لا يوجد تناقض بين كوني امرأة صهيونية يمينية ليبرالية وبين كفاحي ضد هذه الحكومة الشريرة”.

الآلاف يتظاهرون ضد الإصلاح القضائي المخطط للحكومة في تل أبيب، 5 أغسطس 2023. (Gilad Furst)

في بيان صدر في وقت سابق يوم السبت، اتهم قادة الاحتجاج نتنياهو بمحاولة تدمير سيادة القانون من خلال إحداث أزمة دستورية.

“في حملة خبيثة، يحاول نتنياهو إحداث أزمة دستورية تؤدي إلى تدمير حكم القانون في إسرائيل. إذا لم تقبل الحكومة بأحكام المحكمة العليا، فهذه إشارة إلى جميع المجرمين بأنهم يستطيعون فعل ما يريدون”، ورد في البيان.

وأضاف قادة الاحتجاج أن “إسرائيل في وسط فوضى شاملة حيث يدور نقاش عام يقول فيه وزراء كبار إنهم لن يطيعوا أحكام المحكمة”.

“في مواجهة الدمار، سنظهر بمئات الآلاف هذا الأسبوع الحادي والثلاثين لوقف تفكك البلاد”. أملنا لم يفقد بعد”.

وفي الأسبوع الماضي، وافق المشرعون على مشروع قانون يمنع القضاة من إلغاء القرارات الحكومية والوزارية على أساس أنها “غير معقولة”.

وتمت الموافقة على القانون من قبل جميع أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 64 – بينما قاطعت المعارضة المكونة من 56 عضوا التصويت – على الرغم من الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة؛ المعارضة الشديدة من كبار الشخصيات القضائية والأمنية والاقتصادية والعامة؛ التحذيرات المتكررة من الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة؛ وتعهد الآلاف من جنود الاحتياط بوقف الخدمة.

ناشطون يحتجون على الإصلاح القضائي المخطط للحكومة، في تل أبيب، 5 أغسطس 2023 (Avshalom Sassoni/Flash90)

ويقول منتقدو حكومة نتنياهو المتشددة إن إزالة معيار المعقولية يفتح الباب أمام الفساد والتعيينات غير اللائقة لأصدقاء مقربين غير مؤهلين في مناصب مهمة.

وتم تقديم التماسات ضد القانون إلى المحكمة العليا، ومن المقرر أن تستمع هيئة غير مسبوقة مؤلفة من 15 قاضيا إليها الشهر المقبل.

وفي المقابلات الأخيرة مع وسائل الإعلام الأمريكية حول قانون المعقولية، رفض رئيس الوزراء مرارا القول ما إذا كان سيلتزم بحكم محتمل تلغي فيه محكمة العدل العليا قانون أساس، وحذر المحكمة من القيام بذلك. وقال أعضاء آخرون في حزب الليكود الذي يتزعمه إنه سيتم احترام مثل هذا الحكم، رغم أنه سيؤدي إلى أزمة في البلاد.

يوم الخميس، أكدت محكمة العدل العليا، بعبارات لا لبس فيها، أنها تنظر إلى قانون صدر مؤخرًا يمنع المحكمة من إصدار أمر لرئيس الوزراء بالتنحي باعتباره تشريعًا شخصيًا للغاية، وألمحت إلى أنها تدرس لإصدار حكمًا مثيرا للجدل من شأنه تأخير تطبيق القانون. وليس من الواضح متى سيصدر الحكم.

متظاهرون مناهضون للإصلاح القضائي للحكومة يحتشدون في شارع عزة ، أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، 5 أغسطس 2023 (Ben Cohen)

بالإضافة إلى ذلك، دعا العديد من أعضاء الائتلاف الديني اليميني المتشدد الحكومة إلى المضي قدما في بقية خططها لإصلاح النظام القضائي، والتي تشمل منح الأغلبية الحاكمة سلطة شبه كاملة لتعيين القضاة، والحد بشكل جذري من قدرة المحكمة على الإشراف على التشريعات.

وأدت تشريعات الحكومة المتشددة ومشاريع القوانين المخططة إلى انقسام الأمة وإلى انطلاق أكبر حركة احتجاجية في تاريخ إسرائيل، والتي لا يوجد أي مؤشر على أنها تخطط للتنازل.

ويتهم المنتقدون نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد، بمحاولة استغلال الإصلاح الشامل لإلغاء الأحكام المحتملة ضده. وهو يرفض الاتهام ويرفض شرعية التهم الموجهة إليه.

وتقول حكومة نتنياهو المتشددة، والتي تضم أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينية، إن التغييرات المقترحة ضرورية لضمان توازن أفضل للقوى بين المسؤولين المنتخبين والقضاة.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن